هل خدعة التطبيع ستنطلي على المنطقة؟

هل خدعة التطبيع ستنطلي على المنطقة؟
الأحد ٠٤ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٩:٣٥ بتوقيت غرينتش

يسوق الامريكي في هذه الايام للتطبيع بخدعة تحرير شعوب المنطقة من الضغوط والعقوبات التي هو وضعها، والسؤال الذي يطرح هل التجارب السابقة التي مر بها الشعب المصري والاردني قبل الوصول الى الامارات والبحرين وحالياً مع السودان تؤكد على ان الامور فعلا فيها رفع للعقوبات أم عكس ذلك؟

العالم - خاص بالعالم

يرى محللون ومراقبون، ان ما تروج له الادارة الامريكية يدخل في اطار تكتيك واجندة امريكية للمنطقة لاعادة استعمار الشعوب ونهب ثرواتها والسيطرة على قراراتها السياسية.

وقالوا: اثبتت التجارب السابقة سواء في اتفاق "وادي عربة" او "كامب ديفيد" ان سلام الانظمة واتفاقياتها لم تجعل الشعب العربي يختار انظمته السياسية كما يشاء ولم تحرره من العقوبات الامريكية.

واعتبروا التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي بانه انقلاب خطير على القضية الفلسطينية، وانقلاب خطير على المعايير التي وضعها العرب بخصوص اقامة الدولة الفلسطينية على حدود 67، وعلى ان تكون القدس هي عاصمة لهذه الدولة، مشيرين الى ان طبيعة التعاطي الامريكي الاسرائيلي مع الانظمة العربية، يراد منه اجهاض واسقاط كل الاتفاقيات والمعايير التي وضعها العرب على مدى العقود الماضية لايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية.

واضافوا، ان هناك انقلاباً واضحاً في مسألة التطبيع يدفع ثمنه الفلسطينيون وكل محور المقاومة وفي مقدمتها سوريا، مشددين على ان الاحتلال الاسرائيلي يرسم معادلة عمادها الاختراق حتى الاختناق.

فيما وصف مسؤولون المرحلة الحالية بانها جزء من المعركة، ويجب الانتباه لما يروجه الاعلام الامريكي الاسرائيلي، وان هذه المرحلة التي يعلن فيها عن التطبيع ليس من موقع القوة وانما من موقع الضعف، حيث كان يظن الامريكي بانه عبر ما سميت بثروات الربيع العربي ان يأتي بثورة عربية كبرى، يعيد فيها انتاج المنطقة من جديد ويسوق للتطبيع بالطريقة الناجحة بالنسبة لديه، وتصب لصالح التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي.

واستطردوا، ما يعني ان هناك نظاماً عربياً رسمياً كان يتم الاشتغال عليه منذ فترة طويلة من الزمن، وهذا ما حصل في السودان بعدما اعلن مجلسه الانتقالي الاعلان عن التطبيع بصورة فجائية.

بالمقابل، يؤكد سياسيون ان السودان يتعرض للابتزاز الامريكي والتمني بوعود كاذبة، كشطب اسمه من قائمة الدول الراعية للارهاب والحصول على مساعدات من واشنطن، لكنه لم ينل منها شيئاً لحد الان.

وقالوا ان امريكا والكيان الاسرائيلي يتدخلان في السودان يقفان وراء تقطيعه ارباً ارباً وتشجعان الجماعات المسلحة للالتفاف في دارفور وفي جنوب السودان، حتى وصل الامر ان جوبا تعتبر اخت تل ابيب.

واوضحوا انه يطلب من السودان الان فعله: اولاً السيطرة على مياه النيل، وثانياً استهداف الامن القومي للوطن العربي، وثالثاً اعتماد السودان كطريق لاختراق افريقيا والدخول الى العمق الافريقي الذي يخوض صراعا امريكيا صهيونيا مع كل من الصين وروسيا.

ما رأيكم..

ما مدى الاملاءات الامريكية على الانظمة المطبعة والادوار التي تلعبها؟

هل تخالف الخرطوم ارادة شعبها الرافض للخطوة وتستمر دون مبالاة؟

ماذا عن التجارب السابقة للتطبيع لم يزد العرب إلا ضعفاً وفلسطين ضياعاً؟