من طهران..

أهم شركاء ايران الاقتصاديين وأهم الصادرات الايرانية

أهم شركاء ايران الاقتصاديين وأهم الصادرات الايرانية
الأحد ٠٤ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٥:٠٨ بتوقيت غرينتش

إستضافت الحلقة الجديدة من برنامج من طهران على شاشة قناة العالم مساعد وزير الصناعة والتجارة الإيرانية ورئيس منظمة تنمية التجارة الخارجية الدكتور حميد زادبوم لبحث آخر الملفات في المجال الإقتصادي.

العالم - من طهران

العالم: بداية حبذا لو تضعنا في آخر الإحصائيات والأرقام بشأن نسبة التبادل التجاري غير النفطي الإيراني خاصة بعد أزمة كورونا

زادبوم: في النصف الأوّل من عام 2020، بالتحدید في شهر آذار/مارس، عندما انتشر فیروس کورونا في ایران، تأثّرت تجارة جمیع دول العالم بالفیروس، وفقاً لآخر الإحصایات الدولیة فقد إنخفضت التجارة العالمیة بنسبة تقدّر بأربعة عشر بالمائة، من الطبیعي أنّ الکثیر من دول العالم قد خسرت 14% إلی 60 أو 70% من تجارتها العالمیة والجمهوریة الإسلامیة في ایران واحدة من هذه الدول بسبب إغلاق حدودها مع دول الجوار في الشهرین الأوّلیین من تفشّي جائحة کورونا في البلاد، لذا فأنّ قد إنخفضت نسبة التصدیر لدینا قلیلاً کما کانت الحال مع الإستیراد أیضاً. إحصائیاتنا توضّح أنّ نسبة التصدیر لدینا قد إنخفضت بحوالي 38% في المدّة من 21 آذار/ مارس وحتّی آب/ آغسطس من هذا العام. هناك أسباب لهذا الإنخفاض منها ثلاثة أسباب خاصّة، أحدها کما أسلفتُ لکم یعود إلی إغلاق الحدود البرّیة مع الدول الجارّة في الشهرین الأوّلین أو الأشهر الثلاثة الأولی من السنة الهجریة الشمسیة أي من أواخر آذار/ مارس بسبب إنتشار جائحة کورونا. قسم آخر یعود إلی إنخفاض في المدخول الوطني ، فحینما حصل هذا الأمر في البلاد فمن الطبیعي أنّ الطلب في الدول المجاورة قلّ ، وهذا الإنخفاض أثّر علی عملیة التصدیر لدینا.

قسم آخر سوف أوضّحه لکم ویتعلق بزیادة عملیات التصدیر، فبعد إعادة فتح الحدود البرّیة وإنخفاض قیمة العملة الوطنیة وما نتج عنها من زیادة وتیرة عملیات التصدیر، لم تعد البُنی التحتیة في البلاد قادرة علی تحمّل حرکة المرور الکثیفة للشاحنات علی الأخصّ في الحدود البرّیة مع الدول المجاورة، صحیح أنّ عملیات التصدیر لدینا قد إنخفضت بنسبة 38% وأحد أساب هذا الإنخفاض یعود إلی إغلاق الحدود البرّیة مع دول الجوار کما أسلفتُ لکم، إلا أنّه منذ شهر مایو/ أیّار وحزیران / یونیو حینما إزدادت وتیرة عملیات التصدیر لدینا وإنخفضت قیمة عملتنا الوطنیة، فقد شهدت بعض مراکز الحدود وبالأخصّ مع العراق وأفغانستان حرکة کثیفة للشاحنات المحمّلة بالبضائع من البلاد إلی الخارج، ما دفعت الشاحنات إلی البقاء في المراکز الحدودیة ثلاث أو أربع لیال لتفریغ حمولتها من البضائع في هذه المراکز أو تسلیمها للطرف المقابل، وهذا بالطبع أدّی إلی ظهور حالة من البطء في العملیات التجاریة المتبادلة. أعتقد شخصیاً أنّه بسبب الزیادة في وتیرة عملیات التصدیر التي نعیشها في الوقت الراهن، یمکننا تعویض الإنخفاض الذي واجهناه في الفترة التي أشرتُ إلیها حتّی نهایة السنة الهجریة الشمسیة أي في الثاني والعشرین من آذار/ مارس من عام 2021.

أمّا فیما یخصّ عملیات الإستیراد فقد کان لدینا إنخفاض فیها أیضاً، فقد إنخفضت بنسبة 23% من حیث القیمة خلال الفترة من نیسان/ أبریل وحتّی أیلول/ سبتمبر، ونسبة 3% من حیث الوزن في نفس الفترة الزمنیة المشار إلیها. جزء من نسبة الإنخفاض المذکور یعود إلی حرکة السفن، والسبب أنّ أغلب البضائع المستوردة تُعتبر أساسیة للبلاد لهذا فأنّها تصل إلینا عن طریق البحر، إلی جانب أنّ هناك محدودیات وقیود في قطاع النقل والمسائل المرتبطة بتوزیع وتخصیص العملات الصعبة، لهذه الأسباب مجتمعة إنخفضت نسبة عملیات الإستیراد لدينا.

العالم: الآن وبعد 5 أشهر من إغلاق الحدود بشكل جزئي وموقت، هل يمكن ان نتحدث عن زيادة في صادرات غير النفطية الإيرانية؟

زادبوم: نعم، في الحقیقة بالنسبة لماحدث لعملیات التصدیر ، فقد سعی القائمون علی عملیات التصدیر منذ أیّار/ مایو المنصرم إلی تعویض ما حصل خلال شهري آذار/ مارس و نیسان/ أبریل، ولکن من الطبیعي وجود مشکلات أخری إلی جانب مشکلة الحدود. ما یخصّ الحظر الإقتصادي فقد کان موجوداً منذ العام الماضي وهذا العام أیضاً، وهو عامل یضع العراقیل أمام عملیات التصدیر في البلاد وتجارتنا الخارجیة، إلا أنّنا لا نزال نواصل عملنا دون توقّف. أنا علی ثقة بإمکانیة زیادة عملیات التصدیر، لکن المشکلة التي تواجه المصدّرین حالیاً إضافة إلی کثافة حرکة الشاحنات في الحدود لخروج البضائع، تتمثّل في تعهّد العملات الصعبة، أي أنّه یتوجّب علی المصدّر أن یبیّن للمصرف المرکزي مقدار قیمة البضائع بالعملة الصعبة وتعهّده بإعادة نفس الرقم من العملة الصعبة إلی البلاد، حسناً، هذا التعهّد أدّی إلی ظهور بعض الصعاب في التجارة في بعض الحدود وفي بعض الدول وبخصوص بعض البضائع. لهذا لانزال ندرس القضیة لایجاد طریقة لإعادة العملات الصعبة من قبل المصدّرین. ولکن علی أیّة حال، جمیعنا یعتقد أنّ الشخص الذي یقوم بعملیة التصدیر تکون بضائعه ذات قیمة عندما یعید العملات الصعبة إلی البلاد کي یمکننا توفیر إحتیاجات البلاد الضروریة منها، سواء من المکائن والآلات والمواد الخام الضروریة للمصانع والمعامل. إذا کان من المفترض أن تعود العملات الصعبة إلی البلاد، یجب أن یکون هذا الأمر بمثابة تعهّد للجمیع، ولکن یجب علینا الإنتباه إلی المشکلات الموجودة في الوقت الراهن، وقد أسلفتُ لکم منها بعض البضائع وبعض الدول، إفترضوا بعض المحاصیل الزراعیة التي لربّما هناك بعض المشکلات الخصّة بإعادة عملاتها الصعبة في الإطار الزمني المحدّد لمصدّریها من قبل المصرف المرکزي، حالیاً ومن خلال المشاورات التي نجریها مع القطاع الخاص ومؤسّسات التصدیر نقوم بطرح إقتراحات جدیدة للمصرف المرکزي بهدف إصلاح أسالیب إعادة العملات الصعبة. وبالمناسبة فقد أصدر السیّد/ رئیس الجمهوریة تعلیماته کي تقوم وزارة الصناعة والمناجم والتجارة بدراسة موضوع إعادة العملات الصعبة ، والیوم نحن نقوم بلقاء المصدّرین الذین لم یعیدوا العملات الصعبة الخاصّة بعملیات التصدیر وجهاً لوجه کي نستعلم عن سبب إعادة العملات الصعبة خلال السنتین المنصرمتین؟ منذ سنتین قام المصرف المرکزي بإصدار تعلیماته بوجوب إعادة العملات الصعبة المخصّصة لعملیات التصدیر، کما قام بطرح أسالیب محدّدة لهذا العمل لعامي 2018 و 2019، إلا أنّ المسؤولین في المصرف المرکزي حدّدوا أسالیب وطرق إعادة العملات الصعبة خلال عام 2020، لهذا السبب لربّما لدی المصدّرین إحتجاج علیها. نحن نسعی وکلنا أمل إذا ما تمّ حلّ مشکلات المصدّرین، سیکون هذا النجاح مؤثّراً علی زیادة عملیات التصدیر في البلاد. هناك مشکلة أخری أری من الضروري بمکان الإشارة إلیها من هذا المنبر الإعلامي، بالرغم من زیادة عملیات التصدیر وعلی الأخصّ للدول المجاورة، یُحتمل أن لاتزید قیمة البضائع المصدّرة إلیها بنسبة عالیة، بمعنی أنّ الوزن یزید بینما القیمة لاتکون بنفس الزیادة. والسبب في هذه الظاهرة یعود إلی أنّ بعض المصدّرین للأسف یقومون بعرض بضائعهم بقیمة أقلّ من السعر المتداول، وبسبب إنخفاض قیمة العملة الوطنیة فأنّ هذا التصرّف لن یؤثّر علی نفقاتهم، ولکن بعد العبور من هذه المرحلة سوف یشعرون بالحسابات الخاطئة التي وضعوها في الإعتبار. علی هذا الأساس، یوجد مصدّرون یعرضون بضائعهم بأقلّ من الأسعار المتداولة في الأسواق العالمیة، ما ینتج عن هذا العمل إنخفاض في القیمة الإجمالیة لعملیات التصدیر. نأمل أن تقوم الدول المجاورة بشراء البضائع وفقاً للأسعار العالمیة المتوازنة ، وأن یقوم المصدّرون بعرض بضائعهم بأسعار عادلة کي نستمر في تصدیر بضائعنا المختلفة.

العالم: ما هي الدول التي تستورد أكثر سلة او بضائع من الصادرات غير النفطية الإيرانية سواء من دول الجوار او في المنطقة او خارجها

زادبوم: من الطبیعي أن یتمثل مطلبنا في أن تکون أسواق الدول المجاورة هي أسواقنا الإبتدائیة، وذلك بسبب جملة من العوامل منها الحظر الإقتصادي والنقل والحوالات المالیة وغیرها. ولکن بالطبع لدینا شریکان أو ثلاثة مهمّین بإستثناء خمس عشرة دولة مجاورة لایران، کالهند والصین ، ولکن معظم الدول التي نصدّر إلیها بضائعنا هي الدول المجاورة الخمس عشرة إلی جانب الهند والصین. بالطبع هناك أسواق واعدة أمام ایران لایجب علینا تجاهلها، کأسواق أندونیسیا وفیتنام وتایلاند وبعض الدول الأفریقیة والأوروبیة التي نستورد منها بعض البضائع الضروریة، لهذا یجب أن تشملها عملیات التصدیر من قبلنا. ولکن ما هو مهم هنا هو أنّ الترکیز علی الدول المجاورة والشریکین المهمّین ، أقصد الهند والصین، بإمکانه أن یجلب لنا فوائد جمّة. خلال عام 2018، أي قبل عامین، بلغت نسبة عملیات التصدیر للدول المجاورة مابین 54 و 55%. وفي عام 2019 ، أي العام الماضي، سعینا إلی الترکیز أکثر علی عملیات التصدیر وعلی الأخصّ إلی الدول المجاورة لایران، لهذا فقد وصلت النسبة إلی 60%. أمّا فیما یخصّ هذا العام، وبالتحدید في الأشهر الخمسة الأولی، أي من نیسان/ أبریل وإلی آب/ أغسطس، بلغت نسبة عملیات التصدیر إلی الدول المجاورة حوالي 70%. ما أودّ قوله هنا هو أنّ هذه هي متطلّبات تجارتنا الخارجیة في الوقت الراهن، ونحن لدینا الرغبة المخلصة في زیادة وتطویر التجارة مع الدول المجاورة والدول الإسلامیة، وهذا مایحدث في الوقت الراهن علی وجه التحدید. والیوم أستطیع القول أنّ أهمّ شرکائنا في عملیات التصدیر هم الصین والعراق والإمارات وأفغانستان وترکیا وباکستان والهند إلی جانب الدول المجاورة والقریبة من ایران والتي نصدّر إلیها ونستورد منها. ما یجدر ذکره هو أنّه لدینا مصادر أخری للإستیراد في أوروبا، کألمانیا وبریطانیا وهولندا وایطالیا إلی جانب روسیا الإتّحادیة التي نستورد منها بعض أنواع البضائع. تحظی روسیا الإتّحادیة بأهمّیة کبیرة لنا، کوْنها دولة جارّة وعضو في منظمة أوراسیا الإقتصادیة والتي تضمّ روسیا الإتّحادیة وکازاخستان وبلاروسیا وأرمینیا وقرغیزستان والتي وقّعت مع ایران إتفاقیة تجاریة مؤقّتة بهدف زیادة وتیرة التصدیر والإستیراد منها. وإن شاء الله بعد حوالي شهر من الآن سوف تنطلق المفاوضات بیننا وبین الدول الخمس المشار إلیها للبدء بالتجارة الحرّة، نحن نعتقد من أنّ هذه المفاوضات سوف تستغرق مابین سنة إلی سنتین، وبعدها سوف نسعی للدخول في التجارة الحرّة مع منظّمة أوراسیا الإقتصادیة. اسمح لي أن أضع هذه النقطة بین هلالین، نحن لدینا إتّفاقیة للتجارة الحرّة مع سوریة في الوقت الراهن وتُعتبر أوّل إتّفاقیة للتجارة الحرّة لدینا في الوقت الراهن، والثانیة هي التي تخضع حالیاً للمفاوضات مع منظمة أوراسیا الإقتصادیة وهي في طریقها إلی أن تکون نهایتها سارّة، إلی جانب أنّنا دخلنا في مفاوضات مع باکستان بهدف التوقیع علی إتّفاقیة للتجارة الحرّة ونحن کلنا أمل بأن تثمر هذه المفاوضات وتنجح في الدخول في تجارة حرّة مع الدول الآنفة الذکر.

العالم: ما هي السلع والبضائع والخدمات التي تشكل معظم الصادرات غير النفطية الإيرانية الى دول الجوار والمنطقة وخارجها؟

زادبوم: أسواقنا في قطاع الخدمات مختلفة، ولکن في قطاع البضائع فأنّ أهمّ صادراتنا من حیث القیمة تتمثّل في المواد الکیمیاویة والمشتقات النفطیة إلی جانب الصناعات الفولاذیة والمعادن الفلزیة والمعادن غیر الحدیدیة والحدیدیة. کما أنّ مواد البناء التي تدخل في عملیة الإعمار في دول کلبنان وسوریة وبعض الدول العربیة الأخری تُنتج في ایران. لاتنس أنّ الأدوات الصحّیة للمباني والأدوات الأخری دخلت في عملیات التصدیر من ایران، کالسیراميك علی سبیل المثال. ولو حدث وان ذهبتم إلی حدودنا المشترکة مع العراق وأفغانستان وباکستان، لوجدتم أنّ أهمّ عناصر التصدیر من قبلنا هي التي ذکرتها للتوّ. کما بإمکاني القول أنّ من أهمّ المواد التي تُصدّر للدول المجاورة إلی جانب المواد التي ذکرتها قبل قلیل هي المحاصیل الزراعیة. فخلال الأشهر من نیسان/ أبریل إلی آب/ أغسطس، فقد إرتفعت نسبة تصدیر المحاصیل الزراعیة والمواد الغذائیة 11% بالرغم من الإنخفاض الذي طرأ علی مجمل الصادرات بنسبة 38%. وهذه الإحصائیات تدلّ علی حصول الإنخفاض في قطاعات أخری غیر القطاع الزراعي. علی هذا الأساس، یمکنني القول أنّ صادراتنا الزراعیة والمواد الغذائیة للدول المجاورة تشهد في الوقت الراهن إزدهاراً ملحوظاً، ولو ذهبتم إلی الحدود المشترکة مع هذه الدول لشاهدتم کیف أنّ هذه المواد والمحاصیل تحظی بأهمّیة فائقة. کما أنّه توجد عناصر أخری کالحلویات والشوکولاته والزعفران والسجاد الیدوي والصناعات الیدویة والسجاد الآلي تُعتبر من الصادرات الایرانیة والتي تتّجه إلی الدول المجاورة بشکل أساسي، حوالي 70% من البضائع الآنفة الذکر تتوجّه إلی الدول المجاورة لایران.

العالم: فيما يتعلق بإجراءات الحظر الأمريكي خلال أكثر من عامين هل تأثر سلباً على صادرات غير النفطية الإيرانية؟

زادبوم: بالطبع فأنّ هدف أمریکا من الحظر الإقتصادي التأثیر علی التجارة الخارجیة لایران. بمعنی أنّ کلّ هذا المجهود وإغلاق الطرق وایجاد موانع في النقل والحوالات المالیة وتوجیه التهدیدات للشرکات التي تتعامل مع ایران وتخویف الدول التي تنوي التعامل مع ایران، کلّ ماسبق ذکره هدفه التأثیر علی التجارة الخارجیة لبلادنا. بالطبع لایمکننا القول أنّ هذه الإجراءات لم تسبّب أيّ تأثیر، لکنّني أودّ القول أنّ الأهداف التي تتوخّاها أمریکا من هذا التأثیر لم تصل إلیها بطبیعة الحال. لربّما یعود هذا الفشل إلی القوّة الإقتصادیة لایران. حقیقة الأمر أنّ إقتصادنا یتبوّأ المرکز السابع عشر عالمیاً من وجهة نظر منظّمة "جي تي بي"، فلو طُبّقت العدالة أثناء إنشاء المجموعة العشرین لکانت ایران بالتأکید من ضمن هذه الدول، ولکن علی أیّة حال هناك معادلات سیاسیة تتحکّم في الموضوع. لهذا السبب فأنّ ما کانت تتوخاه أمریکا من تحقیق التأثیر المرجوّ علی إقتصاد ایران لم یتحقق، إلی جانب همّة الشعب الایراني ومجهود المنتجین والنظرة الثوریة للمنتجین والمصدّرین والتي کان لها دور ایجابي في إحباط هذه الخطط وإفشالها. ولکن من الطبیعي أنّ التأثیرات بدأت بالظهور بعد أن قامت الإدارة الأمریکیة بفرض القیود المالیة والمصرفیة وفي مجال النقل أیضاً. نحن نسعی بکل ما أوتینا من جهد إلی تقلیل هذه الآثار. أری لزوماً عليّ أن أتطرّق إلی نقطة مهمّة أخری وهي أنّ فیروس کورونا قد أوضح أنّه لو کانت الظروف عادلة لتبیّن بما لایدع مجالاً للشكّ من أنّ ایران تتمتّع بإقتصاد قوي، لماذا؟ السبب هو أنّ أغلب الدول المتقدّمة والتي لربّما تکون إقتصادیاتها أفضل من إقتصاد ایران إلا أنّ هذه الإقتصادیات المحلیة في ظلّ جائحة کورونا إنهارت. الصفوف الطویلة والمتعدّدة، المحال التجاریة والأسواق المرکزیة الخالیة من البضائع، کلّ هذه الظواهر تجدونها في الدول المتقدّمة ولکن لیس في الجمهوریة الإسلامیة في ایران، أي أنّ البضائع المختلفة کانت موجودة بوفرة، کما أنّ الناس لم یتکالبوا علی شراء البضائع وتخزینها إلی جانب أنّنا لم نر محال تجاریة أو أسواق مرکزیة خالیة من البضائع، کلّ هذا بالرغم من وجودنا تحت الحظر الإقتصادي. کان همّ الآخرین أن یجدوا إقتصادنا وقد تعرّض إلی صعوبات وإنهیار أکثر من إقتصادیاتهم. وقد دلّ هذا الأمر علی حقیقة مفادها أنّ إعتمادنا علی إقتصادنا الداخلي وعدم الإستناد علی الدول الأجنبیة التي لاتتردّد في إبقاء الحظر الإقتصادي علی شعبنا، قد شدّ من عضد إقتصادنا وأضاف إلیه قوّة وأنّ تأثیر جائحة کورونا علینا لم یکن بهذه الشدّة التي شهدتها الدول المتقدّمة. إذاً، لو کانت الظروف عادلة والمنافسة أیضاً عادلة، من المؤکّد أنّه سیتّضح أنّ الجمهوریة الإسلامیة في ایران تتمتّع بإقتصاد أقوی وتجارة خارجیة أکثر إزدهاراً، وهذا ما أؤکّد علیه شخصیاً أنّ المنافسة کانت عادلة خلال جائحة کورونا کما شاهدنا، لماذا؟ لأنّ ظروف جائحة کورونا تفوّقت علی الجمیع ولاحقاً رأینا المشکلة التي حلّت بإقتصادیاتهم الداخلیة، أمّا نحن فلم نتأثّر. علی هذا الأساس، أری شخصیاً أنّ العداء الأمریکي تّجاه ایران وإقتصادها بسبب عدائها وحقدها تّجاه الإسلام والثورة الإسلامیة المبارکة والمسلمین بصفة عامّة. نأمل أن ننجح في مواجهة الحقد والعداء الذي یکنّهما الأمریکیون للقوّة الموجودة في الدول الإسلامیة وفي إقتصادیاتها، وبطبیعة الحال أن لا یصلوا إلی مبتغاهم الذي یسعون إلیه.

العالم: فیما یتعلق بإعادة الاعمار في سوريا والعراق، هل إيران تشارك في هذا الموضوع؟ ثانيا ان لم تشارك ايران في إعادة الاعمار ما هي الخطوات القادمة للمشاركة في إعادة اعمار سوريا والعراق؟

زادبوم: نعم من الطبیعي أنّ تواجدنا في العراق وسوریة لإعادة الإعمار یعود في مجمله إلی طلب من حکومتي الدولتین، والسبب أنّنا لا نرغب علی الإطلاق بالدخول إلی أيّ مکان بالقوة ونقول أنّنا في صدد تنفیذ عمل ما هنا، ولکن بالطبع نحن لدینا الرغبة في تنفیذ هذه الأعمال. حالیاً توجد شرکات الخدمات الفنّیة الهندسیة في العراق وسوریة وهي علی إستعداد لزیادة أنشطتها في الدولتین وإرسال مواد البناء الضروریة لعملیة إعادة الإعمار من جانب الجمهوریة الإسلامیة في ایران، لیس فقط لهاتین الدولتین بل للدول المجاورة الأخری أیضاً، نحن ننظر إلی الأمر من بعد شرعي ووطني، وکلنا علی أتمّ الإستعداد للقیام بهذه المهمّة. ومن هنا أدعو الدول القریبة والإسلامیة فیما لو کانت بحاجة إلی الخدمات الهندسیة وتعبید الطرق وتشیید السدود من ایران، فنحن علی أتمّ الإستعداد للإضطلاع بهذه المسؤولیة، وقد أظهرنا هذه الطاقات والقدرات في العراق وسوریة في الماضي ولانزال. وفي الوقت الراهن نقوم بتنفیذ بعض الأعمال في سوریة، منها إستخراج المعادن وتقدیم ید العون للقطاع الزراعي السوري، وربّما هذه أوّل مرّة أصرّح بهذا الکلام ومفاده أنّ غرفة التجارة في ایران علی وشك إفتتاح مکتبها في العاصمة السوریة دمشق وذلك في مبنی ممتاز، وإن دلت هذه الخطوة علی شئ فإنّما تدلّ علی أنّنا جاهزون علی قدر مایطلبه هؤلاء الأعزّاء.

العالم: فيما يتعلق بالعراق، ايران لديها طاقات وخدمات فنية ومهندسية وشق الطرق وإنشاء السدود، في أي مجال تعملون في العراق؟

زادبوم: بالمناسبة قد قمنا بتنفیذ کلّ هذه الأعمال في العراق، سواء محطّات الطاقة أو المباني وتعبید الطرق، کلّ هذه الأعمال قامت بتنفیذها الشرکات الفنّیة الهندسیة الایرانیة ولاتزال.

بالطبع توجد مشکلات، تواجه الشرکات الفنیة الهندسیة الایرانیة في العراق من الضروري الإعتناء بها. قسم من هذه المشکلات یتعلّق بالطلب وفقاً للفواتیر والمستندات التي مضت علیها فترة زمنیة. یقول الجانب العراقي أحیاناً أنّ الموضوع مرتبط بالتحویلات المالیة التي تواجه مشکلات في الوقت الراهن. ولکن علی أیّة حال، فأنّ هذا الأمر أدّی إلی أن تبقی بعض الطلبات المالیة للشرکات الفنّیة الهندسیة التابعة للجمهوریة الإسلامیة في ایران بعهدة الجانب العراقي، أرجو شخصیاً من أجل إستمرار التعامل بین الطرفین أن یکون هناك تفاعل ثنائي الإتّجاه من الجانبین العراقي والایراني طالما أنّنا دخلنا هذا البلد ولانزال موجودین فیه لتنفیذ بعض المشاریع. وهنا یتوجّب عليّ القول أنّ هناك مساحة واسعة للقیام بمشاریع أکثر.

خلال الاسبوع الماضي، أقمنا معرضاً کبیراً للخدمات الفنّیة الهندسیة في أفغانستان، وأنا شخصیاً أتوق إلی مشاهدة مثل هذه المعارض في بغداد ان شاء الله، کي یصبح بإمکاننا عرض قدراتنا وطاقاتنا في الخدمات الفنّیة الهندسیة الخاصّة بمجال المیاه والطاقة الکهربائیة وإقامة السدود وتعبید الطرق وبناء المنازل والمباني، وهذه الأمور تمّت تجربتها في العراق.