هذا كان تعليق الأسد على سعي ترامب لاغتياله

هذا كان تعليق الأسد على سعي ترامب لاغتياله
الخميس ٠٨ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٦:٢٨ بتوقيت غرينتش

اعتبر الرئيس السوري، بشار الأسد، تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنيته السابقة في اغتياله، انعكاسا لسياسة أمريكية تعتمد اللجوء إلى الاغتيال والتصفيات.

العالم - سوريا

وقال الأسد في حديث لوكالة "سبوتنيك" الروسية، في هذا الإطار: "الاغتيال يمثل طريقة عمل أمريكية، فهذا ما يفعلونه دائما، على مدى عقود، وفي كل مكان، في مناطق مختلفة من العالم، وبالتالي فهو ليس أمرا جديدا".

وأضاف الرئيس السوري، "لذلك، ينبغي أن تتذكر دائما أن هذا النوع من الخطط موجود دائما ولأسباب مختلفة، وعلينا أن نتوقع ذلك في وضعنا في سوريا، مع وجود هذا الصراع مع الأمريكيين".

وشدد الأسد، "إنهم يحتلون أرضنا ويدعمون الإرهابيين، وبالتالي هذا أمر متوقع.. حتى لو لم تكن لدينا أية معلومات، ينبغي أن يكون ذلك بديهيا".

وبخصوص الطريقة المثلى لردع مثل هذه الأعمال، أوضح الرئيس السوري قائلا: "المسألة لا تتعلق بالحادث نفسه، ولا بالخطة الموضوعة بخصوص هذا الشخص أو هذا الرئيس، بل تتعلق بالسلوك".

وأكد الأسد، أنه "لا شيء سيردع الولايات المتحدة عن ارتكاب هذا النوع من الأعمال الشريرة (الاغتيالات) ما لم يكن هناك توازن دولي، بحيث لا تستطيع الولايات المتحدة أن تنجو بجريمتها، وإلا فإنها ستستمر في ارتكاب هذا النوع من الأفعال في مختلف المناطق، ولا شيء سيوقفها".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كشف لأول مرة، يوم الثلاثاء 15 سبتمبر، أنه حاول تصفية الرئيس السوري بشار الأسد في عام 2017.

وقال ترامب، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، إنه "كانت لديه فرصة لاغتيال الرئيس السوري بشار الأسد، لكن وزير الدفاع آنذاك ماتيس كان ضد ذلك".

* ترامب لم يفعل شيئا ليستحق جائزة نوبل للسلام

وعلق الرئيس السوري، بشار الأسد، على ترشيح الرئيس الاميركي، دونالد ترامب، لجائزة نوبل للسلام معتبرا أنه لم يفعل شيئا ليستحق ذلك.

وقال الأسد: "أوباما حصل على هذه الجائزة، وكان قد انتخب للتو، ولم يكن قد فعل شيئاً. ربما الإنجاز الوحيد الذي كان قد حققه هو الانتقال من بيته إلى البيت الأبيض، فحصل على جائزة نوبل. وبالتالي قد يمنحونها لترامب لفعله شيئاً مماثلاً ربما. لا أعلم ماهية ذلك الشيء، لكنه بالتأكيد ليس السلام". "إذا كنت تريد التحدث عن هذا الترشيح لجائزة السلام، فإن السلام لا يتعلق فقط بسحب القوات، على الرغم من أن هذه خطوة جيدة وضرورية. لكن السلام هو سياستكم وسلوككم. إنهاء احتلال الأراضي، وإنهاء الإطاحة بالحكومات غير المرغوب فيها فقط".

وأضاف الرئيس السوري: "السلام هو الالتزام بالقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة. هذا هو السلام، وهذا ما ينبغي أن تمنح من أجله جائزة نوبل للسلام".

وعما إذا كانت نتيجة الانتخابات الأمريكية ستنعكس على مراجعة السياسة الأميركية تجاه سوريا قال الأسد: "نحن لا نتوقع عادة وجود رؤساء في الانتخابات الأمريكية، بل مجرد مدراء تنفيذيين لأن هناك مجلس، وهذا المجلس يتكوّن من مجموعات الضغط والشركات الكبرى مثل المصارف وصناعات الأسلحة والنفط وغيرها. وبالتالي، هناك مدير تنفيذي، وهذا المدير التنفيذي لا يمتلك الحق ولا السلطة لإجراء مراجعة، وإنما يقتصر عمله على التنفيذ. وذلك ما حدث مع ترامب، عندما أصبح رئيساً بعد الانتخابات".

* الحرب في سورية لم تنته بعد

وقال الأسد ردا على سؤال عما إذا كان يمكن القول إن الحرب في سورية انتهت: "لا، بالتأكيد لا. فطالما أنه يوجد إرهابيون يحتلون بعض مناطق بلادنا ويرتكبون مختلف أنواع الجرائم والاغتيالات والجرائم الأخرى فإن الحرب لم تنتهِ، وأعتقد أن مشغليهم حريصون على جعلها تستمر لوقت طويل. هذا ما نعتقده".

وعن أهم نقاط التحول في هذه الحرب اوضح الأسد: "هناك العديد من نقاط التحوّل التي يمكنني ذكرها، وليس نقطة واحدة. كانت نقطة التحوّل الأولى في عام 2013، عندما بدأنا بتحرير العديد من المناطق، خصوصاً في وسط سورية، من "جبهة النصرة". ثم في عام 2014، نقطة التحول كانت في الاتجاه الآخر، عندما ظهر داعش فجأة، وبدعم أمريكي، واحتل جزءاً مهماً جداً من سورية والعراق في الوقت نفسه".

وشدد الرئيس السوري على أن إحدى النقاط الأخرى كانت مع قدوم الروس: "نقطة التحوّل الأخرى كانت عندما جاء الروس إلى سورية عام 2015، وبدأنا معاً بتحرير العديد من المناطق، في تلك المرحلة بعد قدوم الروس لدعم الجيش السوري، تمثلت نقطة التحوّل في تحرير الجزء الشرقي من حلب. وهنا بدأ تحرير مناطق أخرى من سورية ابتداءً من هذه النقطة".

وأضاف: "كان ذلك مهماً بالنظر إلى أهمية حلب، ولأن تلك كانت بداية التحرير واسع النطاق الذي استمر لاحقاً وصولاً إلى دمشق، وإلى باقي مناطق حلب مؤخراً، ومن ثم مناطق أخرى في الجزء الشرقي من سورية وفي الجزء الجنوبي. إذاً، كانت هذه نقاط التحوّل الرئيسية، وإذا جمعتها معاً فستجد أن جميعها نقاط تحول استراتيجية، وجميعها غيرت مسار هذه الحرب".

* لا نريد الحصول على قروض جديدة من روسيا دون القدرة على الوفاء

وتحدث الرئيس السوري عن إمكانية الحصول على قروض جديدة من روسيا، ومتى استعداد بلاده لمثل هذه الخطوة في الوقت الراهن.

وقال بشار الأسد: "إن سورية ناقشت مع روسيا قضية القروض الجديدة، لكنها ليست مستعدة بعد لأخذ قروض دون القدرة على الوفاء بالالتزامات".

وأضاف الأسد: "نحن نفكر في القروض، ناقشنا ذلك مع زملائنا الروس، لكن علينا الاستعداد لمثل هذه الخطوة قبل التحدث عنها بجدية وعلى المستوى العملي".

وتابع "تعتبر دمشق أنه من المهم في الوضع الاقتصادي الراهن في سورية التقدم بطلب للحصول على قروض، لكن في الوقت نفسه من المستحيل اتخاذ مثل هذه الخطوة دون التمكن من سداد هذه القروض".

وأكد الرئيس السوري: "وإلا سيصبح عبئا ثقيلا على الاقتصاد، لذلك يجب أخذ هذه الجوانب في الاعتبار".

* ترامب أراد اتباع سياسته الخاصة وكاد يدفع ثمنها في محاولة العزل

وقال الرئيس السوري، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أراد اتباع سياسته الخاصة، لكنه كاد أن يدفع ثمنها في إطار المساءلة، في إشارة منه إلى محاولة عزله في الكونغرس الأمريكي.

وأضاف الأسد، "أراد ترامب اتباع سياسته الخاصة، وتطبيقها، وكاد يدفع ثمنها، تتذكر موضوع المساءلة. كان على ترامب أن يبتلع كل كلمة قالها قبل الانتخابات. لهذا السبب، كما قلت، لا يجب أن تتوقع انتخابات رئاسية، إنها تتعلق بالرئيس التنفيذي. إذا كنت تريد التحدث عن تغيير في السياسة، فضع في اعتبارك - لديك نفس مجلس الإدارة الذي لا يغير سياسته. قد يتغير الرئيس التنفيذي، لكن المجلس سيبقى كما هو، لذلك لا تتوقع أي شيء".

يذكر بأن مجلس النواب بالكونغرس الأمريكي، حيث يتمتع الديمقراطيون بأغلبية، قام بإحلة ترامب إلى مجلس الشيوخ في ديسمبر 2019، في محاولة لعزله من منصبه. لكن في فبراير / شباط، برأ مجلس الشيوخ الأمريكي، حيث يتمتع الجمهوريون بأغلبية، الرئيس من تهمتي إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونجرس. وهكذا، انتهت محاول الإقالة عبثا، وبقي ترامب في منصبه. يعتقد الديمقراطيون أن ترامب ضغط على السلطات الأوكرانية، محاولا فتح تحقيق ضد خصمه السياسي جو بايدن وأفراد أسرته، ثم تدخل في التحقيق في الكونغرس، في الوقت الذي ينفى فيه ترامب هذه الاتهامات.

* إذا لم تغادر الولايات المتحدة وتركيا سوريا بعد هزيمة الإرهاب سينتفض السوريون

وأكد بشار الأسد انه إذا لم تغادر الولايات المتحدة وتركيا سوريا، بعد القضاء على الإرهابيين، فإن السوريين سيبدؤون انتفاضة شعبية.

وقال الأسد: "هذا احتلال. وفي هذه الحالة، نحتاج إلى القيام بأمرين: أولاً، التخلص من الذريعة التي يستخدمونها للاحتلال، أي الإرهابيين، في هذه الحالة، "داعش". معظم العالم يعلم أن تنظيم "داعش" أنشأه الأمريكيون ويدعمونه، فهم يعطونه مهام مثل أي قوة أمريكية أخرى، وعلينا التخلص من هذه الذريعة، لذا فإن القضاء على الإرهابيين في سوريا هو أولويتنا القصوى، وإذا لم يرحل الأمريكيون والأتراك بعد ذلك، فإنه بطبيعة الحال، ستبدأ المقاومة الشعبية وهذا هو السبيل الوحيد".

وأضاف "لن يجبروا على الرحيل بالمناقشات أو بالقانون الدولي لأنه غير موجود. لا توجد وسيلة أخرى إلا المقاومة وهذا ما حدث في العراق. ما الذي دفع الأمريكيين للرحيل عام 2007؟ كان نتيجة مقاومة الشعب العراقي".

* ليس لدينا قوات إيرانية ولكن خبراء عسكريون يعملون مع قواتنا على الأرض

وأكد الرئيس السوري، عدم وجود أي قوات إيرانية على الأراضي السورية وأن الوجود الايراني يتمثل بخبراء عسكريين.

وقال الأسد: "ليس لدينا قوات إيرانية، وهذا واضح جداً. إنهم يدعمون سوريا، يرسلون الخبراء العسكريين ويعملون مع قواتنا على الأرض، ويتواجدون مع الجيش السوري".

وتابع الأسد موضحا: "دعنا نأخذ مثالاً عملياً: قبل نحو عام، أخبر الأمريكيون الروس "لإقناع الإيرانيين أنهم يجب أن يكونوا على مسافة 80 كيلومتراً عن الحدود مع مرتفعات الجولان المحتلة من قبل الإسرائيليين". رغم أنه لم يكن هناك جنود إيرانيون، لكن الإيرانيين كانوا مرنين جداً، فقالوا: "حسناً، لن يكون هناك طواقم إيرانية جنوب ذلك الخط"، وقال الأمريكيون إنه إذا استطعنا الاتفاق على هذا، سننسحب من الجزء الشرقي المحتل من سوريا على الحدود مع العراق، أو المنطقة المسماة التنف، ولكن لم يحدث شيء. لم ينسحبوا".

وأضاف الأسد في هذا الإطار: "المسألة الإيرانية ذريعة للاستمرار باحتلال أراضٍ سورية ودعم الإرهابيين، إنها تستخدم كقناع لحجب نواياهم الحقيقية. والطريقة الوحيدة بالنسبة لهم لتنفيذ ما يقولونه هي عندما تصبح سوريا دولة ألعوبة في يد الولايات المتحدة. هذا ما يريدونه ولا شيء آخر. كل شيء آخر يتحدثون عنه لا يعدو كونه أكاذيب وادعاءات زائفة. ولذلك، لا أعتقد أن هناك أي حل حقيقي مع الأمريكيين طالما أنهم لا يريدون تغيير سلوكهم".

* لا توجد على الإطلاق أي محادثات بيننا وبين "إسرائيل"

وشدد الرئيس السوري بشار الأسد، على أن الشرط الرئيسي لعقد مفاوضات سورية اسرائيلية هو استرجاع الاراضي السورية كاملة موضحا أن "السلام بالنسبة لسورية يتعلق بالحقوق".

وقال الأسد:" موقفنا واضح جداً منذ بداية محادثات السلام في تسعينيات القرن العشرين، أي قبل نحو ثلاثة عقود، عندما قلنا إن السلام بالنسبة لسورية يتعلق بالحقوق. وحقنا هو أرضنا. يمكن أن نقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل فقط عندما نستعيد أرضنا. المسألة بسيطة جداً".

وأوضح الرئيس السوري أن عقد محادثات مع اسرائيل يكون ممكنا "عندما تكون إسرائيل مستعدة، لإعادة الأرض السورية المحتلة ولكنها ليست كذلك وهي لم تكن مستعدة أبداً. لم نرَ أي مسؤول في النظام الإسرائيلي مستعد للتقدم خطوة واحدة نحو السلام. وبالتالي، نظرياً نعم، لكن عملياً، حتى الآن فإن الجواب هو لا".

وأكد الرئيس السوري أن سورية لا تجري في الوقت الحاضر أي مفاوضات مع اسرائيل قائلا:" لا، ليست هناك أي مفاوضات على الإطلاق، لا شيء على الإطلاق"

* اتفاق واشنطن مع الأكراد لبيع النفط السوري "سرقة"

ووصف الرئيس السوري، بشار الأسد، اتفاق الولايات المتحدة مع الأكراد في شمال سوريا حول استخراج وبيع النفط السوري بـ"السرقة".

وقال الأسد تعليقا على هذا الاتفاق : "هذه سرقة، والطريقة الوحيدة لوقف هذه السرقة تتمثل في تحرير الأرض إذا لم نحررها، لا يوجد أي إجراء يمكن أن يوقفهم عن فعل ذلك لأنهم لصوص، ولا تستطيع أن توقف لصاً ما لم تضعه في السجن أو تردعه بطريقة ما، عبر عزله عن المنطقة التي يستطيع فيها ارتكاب سرقته".

وتابع بقوله: "ينبغي عليك أن تفعل الأمر نفسه مع أولئك اللصوص، ينبغي طردهم من هذه المنطقة. هذه هي الطريقة الوحيدة، وينبغي أن تسيطر الحكومة السورية على كل جزء من سوريا كي يعود الوضع إلى حالته الطبيعية".

وفي شهر آب / أغسطس الماضي، وقعت شركة أمريكية، اتفاقا مع الوحدات الكردية المسلحة في شمال شرق سوريا، بشأن حقول النفط الخاضعة لسيطرتها. من جانبها، وصفت وزارة الخارجية السورية الصفقة بالباطلة "لسرقة النفط السوري"، وقالت في بيان : "تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات الاتفاق الموقع بين ميليشـيات "قسد" وشركة نفط أمريكية لسرقة النفط السوري برعاية ودعم الإدارة الأمريكية".

* الخوذ البيضاء أداة ويجب محاكمة راعيها

وأكد الرئيس السوري، أن مسألة محاكمة "الخوذ البيضاء" تبدأ بمحاكمة الأطراف الراعية لها، مشيرا إلى أن هذه المنظمة مجرد أداة بين عدد من الدول.

وقال الأسد ردا على سؤال عما إذا ما كانت دمشق تنوي محاكمة الخوذ البيضاء: "عندما يكون هناك جريمة، فإنك لا تحضر السكين أو السلاح للمحاكمة، بل ترسل المجرم للمحاكمة. في تلك الحالة فإن الخوذ البيضاء هي مجرد أداة أو وسيلة، إنها مجرد سلاح استخدمه الإرهاب. لقد أُسست من قبل المملكة المتحدة، ودعمتها الولايات المتحدة، وبالطبع فرنسا والدول الغربية الأخرى، واستخدمت مباشرة من قبل تركيا. جميع هذه الأنظمة هي الأب والأم الحقيقيان للخوذ البيضاء".

وتابع الرئيس السوري: "وبالتالي هي التي ينبغي أن تخضع للمساءلة قبل الخوذ البيضاء نفسها. الآن السؤال هو: هل لدينا قانون دولي لمتابعة مثل هذه الإجراءات؟ لا، ليس هناك مثل هذا الشيء وإلا فإن الولايات المتحدة ما كانت لتفلت من جرائمها في العراق، على سبيل المثال، وفي اليمن، وفي مناطق مختلفة".

وأضاف:"ليس فقط الولايات المتحدة بل أيضاً فرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول بما في ذلك الولايات المتحدة في سورية، ماكانوا ليفلتوا من جرائمهم. لكن هذه المؤسسات التي من شأنها أن تطبق القانون ليست موجودة، كما قلت آنفا. وبالتالي، لا، بل علينا أن نركز أكثر على المرتكبين الحقيقيين، على المشرفين الحقيقيين، وهي الدول الغربية والدمى التي تحركها في المنطقة".