عصي العرب ودولاب المصالحة الفلسطينية 

عصي العرب ودولاب المصالحة الفلسطينية 
الخميس ٠٨ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٩:٠٨ بتوقيت غرينتش

العالم - قضية اليوم

في مراكز الابحاث الاسرائيلية التي ترفع تقاريرها للمستوى الامني والسياسي في كيان الاحتلال يتابعون بقلق التقدم بملف المصالحة الفلسطينية وما يؤكد ذلك المقال الذي نشره رئيس مركز الابحاث الفلسطينية ميخائيل ميلشتاين والذي حذر فيه المستوى الامني والسياسي الاسرائيلي من أن جهود المصالحة هذه المرة جادة وأنها تشكل خطرا وجوديا على كيان الاحتلال على حد تعبيره ، ومفهوم تماما ان يكون هذا راي تل ابيب بالمصالحة الفلسطينية لاسيما وانها عملت على مدار ثلاثة عشر عاما على تأجيج الصراع الفلسطيني الفلسطيني ورفده بالوقود كي يبقى مشتعلا ، فالعقد الاخير ونتيجة الخلاف الفلسطيني كان الاكثر هدوءا بالنسبة للاسرائيليين الامر الذي انعكس على الاقتصاد الاسرائيلي بشكل ايجابي ، لكن من غير المفهوم ان تعمل بعض الدول العربية بكل ما تملك من قوة كي تعيد الامور بين الفلسطينيين الى نقطة الصفر ، اللواء جبريل الرجوب لم يخف ان السلطة الفلسطينية تتعرض لضغوط دولية واقليمية لعدم الذهاب الى انتخابات وان هناك اغراءات قدمت للسلطة مقابل ان تتراجع عن خطوة المصالحة ، وعلى ما يبدو فان الدول الاقليمية التي لم يذكرها الرجوب باسمها هي الدول العربية التي ترى ان اخطر ما في المصالحة الحالية انها انطلقت وانجزت في اسطنبول تحت لواء العدو الجديد طيب رجب اردوغان وعليه فكيف ستسمح للمصالحة الفلسطينية ان تتم ويعود الفضل الى الرئيس التركي الذي بات مزعجا للدول العربية التي يناصبها العداء منذ مجيء السيسي الى سدة الحكم في مصر على حساب الاخوان المسلمين الذين يعيشون اليوم في كنف العدالة والتنمية الذي يرأسه اردوغان ، الغريب ان هذه الدول كانت راعية للمصالحة الفلسطينية لعدة اعوام ولم تتقدم فيها قيد انمله وكان جليا انها غير معنية بالتقدم من خلال انحيازها لطرف على حساب الاخر ، لكن هذه المرة وبعد ان شعر الفلسطينييون ان هذه الدول تركتهم وحيدين وتحولت الى حلفاء لعدوهم الاسرائيلي لم يجدوا بدا من التقارب مع الذات والقاء الخلاف خلف الظهور ، لكن وحتى لا نفرط في التفائل فإن هذه الدول لن تقف مكتوفة الايدي وستعمل بكل ما اوتيت من قوة حتى تضع العصي في دولاب المصالحة الذي تحرك بعد ثلاثة عشر عاما وهنا يأتي دور الفلسطنيين بان تكون الارادة للمصالحة حاضرة وان يتجاوزوا اي عوائق وان ينجزوا الانتخابات التشريعية ويجددوا الشرعية للبرلمان وساعتها فإن من شاء ومن ابى سيضطر للتعامل مع خيار الشارع الفلسطيني لان غياب الشرعيات جعلت البعض يتجرأ على الفلسطينيين وقضيتهم .

فارس الصرفندي