ما الجديد في سيناريو التطبيع؟

ما الجديد في سيناريو التطبيع؟
الإثنين ١٢ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٢:٥٩ بتوقيت غرينتش

ضربت أنظمة التطبيع نداء الشعوب العربية والاسلامية الغاضبة، عرض الحائط، وواصلت سيناريو التطبيع بمراحل جديدة كتبادل التعاون التجاري والسياسي وغيرها من الخطوات الأخرى.

العالم - يقال ان

في التفاصيل، كشفت مصادر اعلامية مطلعة عن نية الادارة الأميركية ارسال وفد أمريكي إسرائيلي إلى البحرين؛ لتسريع وتيرة التطبيع بين المنامة وتل أبيب. وقالت ان الوفد المزعوم الذي سيترأسه وزير الخزانة الأمريكي "ستيفن منوتشين"، سيركز على ترجمة إعلان التطبيع البحريني الإسرائيلي إلى اتفاقيات عملية، قبل موعد الانتخابات الاميركية المقرر إجراؤها في الـ 3 من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

الخطوة هذه، لم تختصر على البحرين فحسب، فقد وصلت أول سفينة شحن إماراتية لصالح مستثمرين إسرائيليين الى الاراضي المحتلة ورست بميناء حيفا، في خطوة تعد الابرز منذ توقيع اتفاق التطبيع في سبتمبر/أيلول الماضي، لكنه ليس الاجراء الوحيد بعد التطبيع مباشرة، فقد أعلنت شركة الطيران الإسرائيلية "العال"، تسيير أول رحلة شحن إلى الإمارات في الـ 16 من سبتمبر/أيلول، على أن تكون أسبوعية.

أما اليوم، فقد صرح ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" بأنه تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وناقش معه ملفات العلاقات بين الدولتين بعد إبرام اتفاق التطبيع بينهما رسميا، معلنا عن لقاء قريب سيجمعه بنتنياهو دون أن يذكر التوقيت والمكان.

وبينما يواصل قطار التطبيع، السير دون توقف، غير آبه ولا يكترث، يشعر المثقفون العرب بخطورة مرحلة ما بعد التطبيع، ويرون ان المجتمع العربي يحتاج الى ثورة فكرية لخلخلة الموروث التطبيعي الذي تغلغل في جسد المجتمع الواحد منذ اتفاقيات كامب ديفيد واوسلو ووادي عربة وغيرها، ويعتقدون ان هذا الموروث يجب كنسه من عقول رجال الدين الذين تاجروا بالفتاوى والسياسيين الذين يساومون بالمقدسات من اجل مصالحهم بشعارات واهية، ونشوء أجيال تؤمن بالقضية الفلسطينية وتعتقد ان الدفاع عن فلسطين والقدس، هما المعاملة الحقيقية في المجتمع، لمواجهة قوى الهيمنة والاستكبار التي زرعت الكيان الصهيوني في المنطقة.

من جهتهم، يتسائل المراقبون للشأن الفلسطيني والإقليمي عن الخطوات التي لابد ان تترجم على ارض الواقع، لكي تبقى القضية الفلسطينية في مرافىء آمنة حتى استعادة القدس الشريف، وبالإجابة على هذا التساؤل يكون المسلمون قد خطوا الخطوات الاساسية بتحديد مشروع التصدي للحركة الصهيواميركية وبالتالي تحرير القدس واستعادة ما نهب وسلب الاحتلال من اراض عربية في المنطقة.

علينا ان نكون ضد ظاهرة التطبيع بكل اساليبها وأشكالها، هكذا يلخص الشارع العربي والإسلامي، ويؤكد أن ظاهرة التطبيع ومهما كان مصدرها أو اسبابها اومنطلقاتها، فهي تهدد بناء المجتمع بشكل كامل.

*ماجد شرهاني*