بعد تغريدته عن بن لادن

لو كان ترامب كاذباً فتلك مصيبة ولو كان صادقاً فالمصيبة أعظم 

لو كان ترامب كاذباً فتلك مصيبة ولو كان صادقاً فالمصيبة أعظم 
الإثنين ١٩ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠١:٢٦ بتوقيت غرينتش

نشر الرئيس الامريكي دونالد ترامب تغريدة على تويتر تقول بأن زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، ما يزال على قيد الحياة، وان الشخص الذي  قتل في الغارة كان مجرد بديل لبن لادن، وهو ما أثار جدلا واسعا في الولايات المتحدة. والمعروف ان التغريدة التي أعاد ترامب نشرها تعود لحساب مرتبط بمجوعة يمينية متطرفة مؤيد لترامب على مواقع التواصل الاجتماعي.

العالم - كشكول

تعليقا على تغريدة ترامب، قال روبرت أونيل، وهو عضو وحدة "سيل تيم 6"، الفريق الذي قتل أسامة بن لادن، لقناة "سي أن أن" الأمريكية، ساخرا: "هل يعقل أننا قتلنا أسامة بن جونسون؟"، مضيفا أن “الكثير من الأشخاص سيصدقون ترامب بشكل مباشر، ويمكن أن يصل الأمر إلى نقطة يكون فيها الأمر أكثر من مجرد خطر سياسي".

قيل ان ترامب اعادة نشر التغريدة من اجل النيل من منافسه الديمقراطي جو بايدن الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس الامريكي باراك اوباما خلال عملية تصفية بن لادن في باكستان عام 2011 ، واظهاره على انه كذاب، وان بن لادن لم يقتل كما اعلنت ادارة اوباما.

من الواضح ان ترامب الذي يشغل الان منصب الرئيس في امريكا لديه المعلومات الكاملة عن عملية مقتل بن لادن، ومعرفته الكاملة بالقضية وبأدق تفاصيلها ، تجعل تغريدته تثير الشكوك بالرواية الامريكية من الاساس، ولكن ما يثير الشكوك ايضا هو ان ترامب كثير الكذب، وهي صفة باتت عنوانا له، فهو في الوقت الذي يعلن انتهاء خطر كورونا في امريكا، تعلن الحهات الصحية فيها ان الوباء في اشده وانه يحصد ارواح الامريكيين بالجملة حتى اقترب عدد حالات الوفاة من 220 الفا كما تجاوز عدد المصابين اكثر من 8 ملايين مصاب.

المشكلة لا تقف عند هذا الحد ، فاذا كان رئيس "اقوى دولة" في العالم يكذب في قضية بهذه الاهمية، فتلك مصيبة، وان كان يصدق فالمصيبة اعظم. فكذب ترامب من اجل اهداف انتخابية، سيعرض مصداقية امريكا للخطر ولن يعد هناك من يثق بها ولا بقادتها الذين يكذبون بهذا الشكل الصريح والرخيص. وفي المقابل فان كان الرجل يصدق فالمصيبة ستكون اكبر، حيث سيكون الكذب صفة مشتركة لقادة امريكا ومن بينهم بايدن، الذي اعلنت الادارة التي كان يشغل فيها منصبا رفيعا انها قتلت بن لادن.

تغريدة ترامب، ان كانت كاذبة او صادقة، لن تزيد الا الشكوك والخيبة لدى قادة ومسؤولي العالم، ازاء مصداقية رؤساء امريكا ومسؤوليها، فالجميع بالكذب سواء. ولكن في المقابل ستبقى شعوب العالم مدينة لترامب الذي كشف حقيقة رؤساء امريكا الذين كان يتبخترون كالطواويس امام الكاميرات و هم ينظرون بتعال الى باقي رؤساء العالم، فاذا بهم ليسوا سوى جماعة من الكذابين والمخادعين والنصابين.