قادة التسويات الخمسة .. من قتلهم في درعا، ولماذا الآن؟!

قادة التسويات الخمسة .. من قتلهم في درعا، ولماذا الآن؟!
الثلاثاء ٢٠ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٩:٣٤ بتوقيت غرينتش

تمر 9 سنوات على بدء الأزمة السورية التي اشتعلت بوادرها الأولى في مدينة درعا (جنوب دمشق)، ومن المعروف لدى الجميع ان هذه المدينة كانت مسرحا لتدخلات أجنبية ابتداءا من "اسرائيل" الى الاردن الذي استضاف غرفة الموك الشهيرة والتي ضمت (الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وبعض الدول الخليجية) الذين لم يفوتوا لحظة في ضرب المصالحات في سوريا.

العالم - قضية اليوم

وحصلت المصالحة في درعا بعد اتحاد جهود جبارة لنخبة قادة الجيش السوري الى جانب حلفاء سوريا (روسيا ايران وحزب الله)، حيث افضت الأمور الى مصالحات مع فصائل المعارضة المسلحة في تموز 2018، وتلتها مصالحات أخرى في 2019، ومصالحة أخيرة بداية العالم الحالي ليغادر قسم من المسلحين ممن رفضوا التسوية الى الشمال السوري، ويخرج قسم آخر إلى بصرى الشام وينضم إلى الفيلق الخامس الذي شكلته روسيا، بقيادة أحمد العودة (قائد اللواء الثامن).

ومن هنا يمكن مناقشة طريقة وأسباب وتوقيت الاغتيال الغامض للقادة الخمسة والمقربين من أحمد العودة، أثناء عودتهم من دمشق التي زاروها لبحث ملف جثث المسلحين الذين قضوا في منطقة الكتيبة المهجورة في ريف درعا قبل سنوات، إضافة إلى مناقشة سير التسويات في المنطقة.

القادة القتلى الذين هوجمت سيارتهم قرب مدينة إزرع وفق خطة محكمة، بحسب المطلعين على الاوضاع في الجنوب السوري، كانوا من أبرز قادة غرفة الموك العسكريين، وعلى رأسهم أدهم الكراد الذي يجيد اللغة الروسية ويتحدّث بها بطلاقة، إضافة إلى راتب أحمد الكراد، وأحمد فيصل المحاميد، وعدنان محمود الدعاس المسالمة، ومحمد نجاح زغل الدغيم.

ومن هنا لايمكن إلا ان يتبادر الى الذهن أن جهات استخباراتية خارجية أرادت التخلص منهم بسبب مايملكون من معلومات.
وعمدت هذه الاجهزة إلى قتلهم في منطقة محسوبة على الجيش السوري بهدف الاستفادة أمنياً من التوتر في الجنوب. ويرجح هذا الاحتمال موجة التحريض التي تلت عملية الاغتيال والتي بدت معدة مسبقا من دعوات للتسلح والعمل العسكري ضد الجيش السوري.

إضافة الى ان بعض المسلحين الرافضين للتسويات يحاولون الدفع باتجاه عمليات عسكرية ضد الجيش في مناطق انتشاره في المنطقة الجنوبية، وقد يكون لهؤلاء يد في قتل القياديين الخمسة، أو على الأقل الاستثمار في دمهم.
كما ان محللين لايستبعدون ان يكون لأحمد العودة يد في عملية الاغتيال، وذلك بهدف تعزيز نفوذه في في القرى التي كانت محسوبة على القياديين الخمسة، وإنهاء تواجد قياديين آخرين في درعا يزاحمونه على النفوذ.

وعلى كل الأحوال فإن الحكومة السورية وقياداتها العسكرية واعون لهذه المخططات ويعملون على عدم جر المنطقة نحو عمل عسكري على رغم دعوات التسلح، كما ان المنطقة سجلت تحرك عدد كبير من عرابي التسويات والمصالحات ووجهاء البلدات في القرى التي حدثت فيها التوترات، من أجل بث التهدئة والدعوة إلى عدم الانجرار نحو التصعيد ورفض حمل السلاح، خاصة في ظل سعي الغرب الى الاصطياد في الماء العكر بعد صمود سوريا أمام عقوباته الظالمة سواء العقوبات الاوروبية أو قانون قيصر الامريكي. وبالطبع لن يتوانى الغرب عن إعادة دعم المسلحين عبر الكيان الاسرائيلي او الأردن، وبالتالي استخدام السوريين مرة أخرى وقودا لحرب عبثية لنشر الفوضى ليس إلا، لصالح الكيان الاسرائيلي.

*علاء الحلبي