لماذا وُلد تطبيع السودان و"إسرائيل" مشوها؟

لماذا وُلد تطبيع السودان و
الأحد ٢٥ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٣:٥٠ بتوقيت غرينتش

الخبر وإعرابه

العالم- الخبر وإعرابه

الخبر:

لا تزال ردود الفعل العامة على تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل مکثفة.

الاعراب:

بعد الإطاحة بالبشير من السلطة بسبب المعارضة الشعبية، تولى المجلس العسكري الانتقالي في السودان زمام الأمور بدعم من الإمارات والسعودية. ومنذ ذلك الوقت كان من الواضح أن الحكومة الجديدة لن تتبع مسارًا آخر غير الذي تمليه عليها أبوظبي والرياض.

إن رئيس وزراء السودان الحالي حمدوك ، قاوم الطلب الرسمي للولايات المتحدة بشأن تطبيع العلاقات مع کیان إسرائيل ، ولم يعتبره ضمن نطاق صلاحياته، لكن في الظروف التي تلت إعلان علاقات السودان مع کیان إسرائيل من قبل المجلس العسكري الانتقالي ، لم يجد بدا سوی تتبع النهج السابق.

- والحقيقة أن تطبيع العلاقات مع الکیان قد تم الإعلان عنه من قبل قادة المجلس العسكري الانتقالي ، وهما "برهان" و "حميدتي" ، وهو في الأساس يواجه عقبة قانونية جادة، ووفق هذا العائق فإن أي علاقة مع الکیان يجب أن يقرها البرلمان السوداني، وهو ما لم يتم تشكيله بعد ، ولا يزال أمام تشكيله طريق طويل.

أما أن يرحب رئيس ونائب رئيس المجلس العسكري الانتقالي السوداني بالعلاقة مع کیان بهذه السرعة فيمكن إرجاعها إلى عدد من الأسباب المحددة: الأول هو أن الشخصين يحاولان تجنب المحاكمة في محكمة جرائم الحرب لدورهما في الإبادة الجماعية في دارفور. ثانيًا أن يقدّما في المرحلة ما قبل الانتخابات الأمريكية خدمة جيدة لترامب ويرسلا هدية انتخابية له بهدف الفوز في الانتخابات. ثالثًا، مرافقة الإمارات، الوحيدة في صفقتها مع إسرائيل، وبالتالي أن يوفيا دينهما لحكام أبو ظبي. وأخيرًا ، أن يسهلا بموافقة متبادلة من ترامب وبن سلمان انضمام الرياض إلى عملية تطبيع العلاقات مع إسرائيل، والتي سیتم بعد الانتخابات الأمريكية، وفقًا لأنباء مکثفة.

- يظهر رد فعل الأحزاب والشخصيات المؤثرة في السودان على إعلان تطبيع علاقات السودان مع إسرائيل والتعاون معها أن هناك عقبات جادة للغاية أمام هذه القضية. هذه المرة تعارض الأحزاب الناصرية والبعثية والشيوعية وجزء كبير من القوى المعروفة باسم قوی "إعلان الحرية والتغيير" هذه المؤامرة الجديدة ، وقد أعلنت شخصيات مثل صادق المهدي رسميا أنهم لن یتراجعوا مطلقا في الكفاح ضد هذا الخزي والعار التاريخي.