غارة إدلب القاصمة .. رسالة ساخنة من روسيا إلى تركيا!

غارة إدلب القاصمة .. رسالة ساخنة من روسيا إلى تركيا!
الإثنين ٢٦ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٧:٠٥ بتوقيت غرينتش

خلفت الغارات الروسية القوية التي ضربت معسكرا لمسلحي "فيلق الشام" الموالي لتركيا في جبل الدويلة شمال غرب سوريا أكثر من 105 مسلحين بين قتيل وجريح.

العالم - كشكول

وتعتبر هذه الضربة الأقوى التي يتعرض لها الفيلق الموالي لتركيا منذ أيلول/ ستمبر 2017، وذلك من حيث عدد القتلى والخسائر، حيث كان القتلى المقدر عددهم مبدئيا بـ80 عنصرا مجتمعين في معسكر تدريبي لهم، في “جبل الدويلة” (كتيبة الدفاع الجوي سابقا) وتقع شمال غرب إدلب، حيث كانت تجري مراسم تخرج للمقاتلين بعد خضوعهم لدورة تدريبية عسكرية.

ومن المعروف ان هذه المجموعات المستهدفة تحصل على مرتباتها الشهرية من الحكومة التركية، وهم يكنون ولاء كاملا لأنقرة ويقاتلون لحماية مصالحها سواء في سوريا أو خارج سوريا، وبالتالي لايمكن النظر الى الضربة الروسية إلا انها رسالة "ساخنة" بامتياز لتركيا التي تختلف مع روسيا في سوريا وليبيا وفي "قره باغ" وجزيرة القرم التي لاتعترف بهما تركيا، لكن لماذا الآن؟!

بالنسبة لليبيا يبدو ان الامور تجري لصالح روسيا أكثر مما هي لصالح تركيا، بعد الاتفاق على وقف اطلاق النار بين قوات الوفاق في طرابلس وقوات حفتر.

وفي سوريا قررت تركيا الانسحاب من نقاط المراقبة التابعة لجيشها والتي تحاصرها قوات الجيش السوري في حماه، وبالفعل انسحبت قواتها الاسبوع الماضي من نقطة مورك اكبر قاعدة لها في حماة، لكنها تلكأت كالعادة في الانسحاب من بقية النقط.

وبالتالي تبقى الضربة إما ان تكون تصفية لحساب روسي سابق مع تركيا أو مرتزقتها (كالهجمات الذي استهدفت الجنود والضباط الروسيين والدوريات الروسية في إدلب أو قاعدة حميميم في اللاذقية الاشهر الماضية)، او انها ترجع الى مايجري في قره باغ أو جزيرة القرم، خاصة وان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عندما سئل قبل أيام عن طموح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بتوسيع النفوذ التركي إلى حدود الإمبراطورية العثمانية السابقة، استخدم بوتين منطق القوة وقال بأن "الامر لايخيفنا"، مؤكدا ان "مصالح روسيا محمية بشكل قوي، ولا داعي للشك في ذلك"، في إشارة الى ان جزيرة القرم خط أحمر بالنسبة لروسيا.

رد فعل الجماعات المسلحة في سوريا على الغارة الروسية القاصمة لم يكن موحدا أو واضحا، إلا ان بعضهم تمتم بإمكانية إنهاء الهدنة التي أعلنتها تركيا وروسيا في إدلب ومحيطها اذار/مارس الماضي، لكن لم يعلن احد نهايتها علانية لانهم ينتظرون ردة الفعل التركية، في حين قالت بعض الجماعات المسلحة بأنها استهدفت بعضا من مواقع الجيش السوري بالمدفعية والصواريخ إلا ان الخبر لم يؤكده اي من الطرف السوري او الروسي (مركز مصالحة حميميم)، وتبدو هذه الإعلانات الفردية محاولة لامتصاص الصدمة الى حين التشاور مع تركيا، فما بأردوغان فاعل أمام الرسالة الروسية؟.