مقاطعة البضائع خطوة اولى.. هل يرتدع ماكرون؟

مقاطعة البضائع خطوة اولى.. هل يرتدع ماكرون؟
الثلاثاء ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٦:٠٧ بتوقيت غرينتش

ادعاءات ماكرون الذي يحرض على معادة الاسلام والمسلمين بانتهاجه مبدأ "الإسلاموفوبي" الجاهلي، ونشره تبجحات شائنة قبيحة كاذبة بأن الإسلاميين يحاولون تغيير الدستور الفرنسي انما تعكس عمق الفهم البسيط السطحي والادراك الغربي الزاحف لمفاهيم الانسانية ولِكُنه الوجود الانساني على وجه الارض وكيفية بناء العلاقات الانسانية التي يفتقر اليها اي توجه عنصري نفعي استحواذي.

العالم - يقال أنّ

نوعية الترابط والعلاقات البشرية والاجتماعية والسياسية التي يسعى لها الغرب في تطبيعها مع المسلمين علاقات املائية مذلة خانعة خصوصا في تعامله مع العرب المسلمين وكنموذج لعلاقة الرئيس بالمرؤوس والسيد بالعبد المسلوب الارادة والحرية، وذلك ما يعد اختبار جديدا للسلوك الغربي القذر الذي يضاف مرة أخرى إلى السجل الأسود لمناهضي الإسلام.

ان ما يرتكبه هؤلاء المساكين راسموا خرائط السياسة لحكام الغرب وعلى راسهم حكام الولايات المتحدة الاميركية والكيان الاسرائيلي وكذا حكام فرنسا والكثير من الدول الغربية لا يضر مطلقا بسيد البرية والصورة الوضاءة والنيرة لرسول الانسانية والسلام النبي المكرم محمد المصطفى (صلى الله عليه وآله)، ولا يضر بالمسلمين ومسيرتهم الانسانية الاجتماعية الحياتية.

لقد رأت فرنسا بأُمِّ عينها ورأى راعيها ماكرون نتيجة افكاره الجاهلية ومعتقداته العلمانية وافكاره الصهيوماسونية الالحادية، كيف ساقت هذه التوجهات بلده الى الحضيض، اثر موجة الاحتجاج الاسلامية التي اندلعت في بلده وفي المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية التي ناهضت تصرفه الطائش الاحمق الذي دفع بلاده من وضعها السيئ الى الاسوأ وهي تواجه تداعيات مقاطعة السلع الفرنسية.

توجه ماكرون لم يأت من فراغ خصوصا اذا ما عرفنا عن قرب هذا الرئيس الفرنسي المسكين من عائلة روتشيلد اليهودية الماسونية عن طريق والدة زوجته، فالمعروف ان هذه العائلة (روتشيلد) تتحكم في 75% من ثروات العالم، ولها كبرى شركات العالم ووسائل الإعلام العالمية وكل البنوك الدولية، وهي المتحكم الأول في أصول صندوق النقد الدولي البنك العالمي وغيرها، بحيث أنها تعين الرؤساء الغربيين وتتحكم في الملوك والامراء الخليجيين بسبب إمساكها بفضائحهم وتغطيتها بل توفير الرذيلة لهم..

من هنا نستنتج نوع وجدية الترابط بين ما يطرحه الرئيس الفرنسي ويدعمه من افكار عنصرية تعادي الاسلام وبين ما تطرحه الصهيونية العالمية بقيادة الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي من معادات للاسلام والمسلمين في العالم، وجميعهم يبنون على اسس واهية ركيكة تنتصر للماسونية العالمية التي تنتهج تجريد الانسان من انسانيته ومن تعلقه بكافة المناهج العبادية والارتباط بالله الخالق، وخصوصا من الديانة الاسلامية التي ترعى انسانية الانسان وتهذبه وتمنهجه باخلاق راقية تبعده عن وحشية الغاب التي تسعى أميركا لانتهاجها بالنكوث عن معاهداتها الاممية التي وقعتها وأبصمت عليها في الامم المتحدة ومجلس الامن باتخاذها قرارات ارتجالية تصب في مصلحتها ومصلحة الكيان الاسرائيلي اللقيط فقط دون اي مراعات لسيادة بلدان العالم على مقدراتها.

تأكيد ماكرون على انتهاج سياسة "الإسلاموفوبيا"، والتحريض ضد المسلمين يضيف اختبارا جديدا قذرا ومذلا إلى السجل الأسود لمناهضي الإسلام، وإن السيناريو الشيطاني المعادي للإسلام، الذي دخل مؤخرًا مرحلة جديدة مع الإساءة المتكرر لمجلة شارلي إبدو بنشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) وما تبعه من مغامرة ودعم الرئيس الفرنسي الأحمق، يظهر التناقضات الغربية الكبيرة التي ينتهجها الغرب العلماني لاسيما انه يرفع راية ما يسمى بحرية التعبير في أوروبا، تلك الراية ذات الوجهين الصادق حينما تصب طروحاتهم في احضانهم ولمنفعتهم والكاذب عندما يصب ريع الطروحات والافكار لصالح المسلمين.

الادعاءات الماكارونية انما جاءت للتغطية على النهج السامي للاسلام والمسلمين وخلاقياتهم التي جذبت الالاف من الغربيين والفرنسيين.. ماكرون انما لجأ لهذه الاساليب القذرة للتغطية على إخفاقات الغرب في منع انتشار الإسلام وجنوح المواطنين الغربيين إلى اعتناق الإسلام وتعاليم الرسول الكريم (صلى الله عليه واله).

بالأمس؛ أعلن مجلس حكماء المسلمين، خلال اجتماع له، عزمه مقاضاة صحيفة "شارلي إيبدو" التي دافع عنها الرئيس الفرنسي بكل قوة، رغم اساءتها القبيحة لنبي الرحمة منتصرا (ماكرون) بذلك لما اسماه كذبا وزورا بـ"حرية التعبير".

المقاضاة الازهرية لا تقتصر على صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة المسيئة لعموم المسلمين ومقدساتهم بل تشمل "كل من يسيء للإسلام ورموزه المقدّسة"، وذلك يعني مقاضاة شخص الرئيس الفرنسي المسيء عن عمد لمسلمي بلاده والعالم انتصارا لمفاهيمه العلمانية المتحجرة التي تجعل من فرنسا دولة شبه منقرضة لما تحمله من افكار علمانية عنصرية متقوقعة بالية تناطح الترابط الاجتماعي الانساني والبشري في العالم وتنطوي على اسس تتناقض وحرية التعبير وحرية العبادة والتعبد وإتّباع الديانات بكافة اشكالها.

إن القادة السلطويون الداعمون الأساسيون للتيارات المتطرفة المشبوهة والتكفيرية وإنتاج الإرهاب والعنف في العالم، سوف لن يتمكنوا من إنقاذ الغرب المنكوب بأزماته اللاإنسانية من مستنقعه، وفي المستقبل غير البعيد عليه ان ينتظر ردودا من الامة الاسلامية "تتجاوز مقاطعة البضائع الفرنسية والاحتجاجات الميدانية".

السيد ابو ايمان