الحريري والعهد.. شهر عسل لبناني ام واقعية سياسية؟

الحريري والعهد.. شهر عسل لبناني ام واقعية سياسية؟
الثلاثاء ٢٧ أكتوبر ٢٠٢٠ - ١٢:١٢ بتوقيت غرينتش

سعد الحريري للرئيس اللبناني: فصل مقاس الحكومة فيما خص المسيحيبن وانا معك.

العالم - لبنان

اكثر من تساؤل وعلامة تعجب ترتسم حول الغزل الهادئ سياسيا بين رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وما بينهما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ما يطرع العديد من الاسئلة
إزاء هذا التحوّل النوعيّ في موقف العهد من الحريري، والعكس صحيح. ثمّة من رسم علامات استفهام كُبرى، تختصرها العبارة الشعبية الشهيرة شو عدا ما بدا ، في إطار التساؤل عن الدوافع التي حفّزت كلاً من عون وباسيل، إلى تليين موقفهما بهذا الشكل، بعيداً عن مواصلة الجيوش الافتراضية التي كانت تسرح وتمرح عبر الاعلام الالكتروني بين الطرفين .ويقول العارفون في هذا السياق، إنّ الدافع الأساسي يبقى الواقعية السياسية إذ أدرك كلٌ التيار الوطني الحر أنّ ما قبل تسمية الحريري شيء، وما بعدها شيء آخر، فالسلبية التي أحاطا بها التسمية قبل حصولها، كان يُراد منها إحراج الحريري فإخراجه ، تارةً عبر استخدام تكتيك تأجيل الاستشارات، وطوراً عبر استخراج أرنب الميثاقيّة وصولاً إلى رسالة رئيس الجمهورية.ميشال عون الاخيرة .وتتابع المصادر
أما وقد كُلّف الحريري رسمياً، برضا "العهد" أو من دونه، فإنّ الظروف باتت تقتضي "مقاربة" من نوع آخر، خصوصاً أنّ المطلوب التعاطي بواقعيّة مع التكليف الذي حصل بموافقة خمسة وستين نائبا ووفقاً للدستور، وبالتالي إعطاء هذا التكليف فرصته، لأنّ أحداً، ولا سيما "العهد"، لا يمتلك "ترف" هدر المزيد من الوقت، بعدما بات اللبنانيون في قلب "جهنّم" الذي حذّر رئيس الجمهورية من الاتجاه نحوه قبل فترة.
وتقول المصادر :
لكنّ إعادة التموْضُع هذه، لا تعني بأيّ شكلٍ من الأشكال منح "العهد" لما يمكن وصفه بـ "شيك على بياض" للحريري، في سبيل تسهيل مهمّته، علماً أنّ ما قاله رئيس الجمهورية في رسالته الأخيرة، لجهة كونه "شريكاً أساسيّاً" في التأليف لا يزال سارياً، وأنّ أيّ "رهانٍ" على ذهاب "التيار الوطني الحر" إلى المعارضة "خائبٌ" من الأساس.
وإذا كان الحريري نجح في الشكل، في "التجاوب" مع رغبة رئيس الجمهورية، عبر لقائه مرّتين في عطلة نهاية الأسبوع تحت عنوان التشاور الأمر الذي قرأته أوساط بعبدا بإيجابيّة، فإنّ ذلك لا يعني أنّ الرئيس عون سيقدّم "التنازلات" في سبيل تسهيل مهمّة الحريري وتعبيد الطريق أمام ولادة حكومته، في ظلّ التباين "الشاسع" في وجهات النظر بين الجانبيْن حول الكثير من القضايا. ويقول بعض العارفين إنّ "الإيجابية" ليست "مُطلَقة"، وأنّها لا تزال تغلّف خلفها الكثير من "الُعقَد" غير المخفيّة، أولها مبدأ المداورة التي يرفض "العهد" أن تسري على فئة ولا تسري على أخرى، في استعادةٍ لجدل "الترابط" بين "المالية والطاقة" مثلاً، وثانيها الحصّة المسيحيّة، علماً أنّ هناك في أوساط "التيار" من يصرّ على أنّ ما مُنِح لأديب، لن يُمنَح بالسهولة نفسها للحريري، وحديث باسيل عن "معايير التأليف" قد يكون أكثر من واضح في هذا السياق.
وتختم المصادر. بمُعزَلٍ عن "الأحلام الورديّة" التي ينسجها كثيرون مع كلّ تكليف، وصولاً إلى الحديث عن "سرعة قياسية" كما يحصل اليوم، وحصل بعيد تكليف مصطفى أديب سابقاً، فإنّ الأمور تبقى "مرهونة بخواتيمها"، في ظلّ .
واقعٍ لا يحتمل أي تأجيلٍ إضافيّ، قد يسرّع الخطى نحو عمق "جهنّم"، بعدما صار اللبنانيون على أعتابه.
*مراسل العالم