تركيا نقلت القتال إلى إقليم قره باغ لتحقيق طموحاتها

الخميس ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٦:٣٨ بتوقيت غرينتش

أكد الكاتب السياسي رياض عيد أن تركيا نقلت القتال إلى إقليم قره باغ من أجل تحقيق طموحات إردوغان العثمانية، حيث ينوي الاستئثار بالغاز الآذربيجاني بأسعار أقل والاستغناء عن الغاز الروسي والإيراني.

أكد الكاتب السياسي رياض عيد أن تركيا نقلت القتال إلى إقليم قره باغ من أجل تحقيق طموحات إردوغان العثمانية، حيث ينوي الاستئثار بالغاز الآذربيجاني بأسعار أقل والاستغناء عن الغاز الروسي والإيراني.

وفي حديث لقناة العالم الإخبارية لبرنامج "مع الحدث" لفت رياض عيد إلى أن كل التحاليل الاستراتيجية كانت تؤكد على أن المعركة القادمة بعد منطقة غرب آسيا أي سوريا والعراق وفلسطين ولبنان، هي منطقة وسط آسيا.

وأوضح أن ذلك يأتي: أولا نظرا لأهمية هذه المنطقة جيواستراتيجيا، وثانيا لوجود بحر قزوين الذي هو خزان البترول والغاز للعالم، وثالثا لأن هذه المنطقة تشكل منطقة أساسية لأوراسيا وطريق الحرير والحزام الاقتصادي.

ولفت إلى أن إيران بموقعها الاستراتيجي المهم جدا تعتبر في قلب آسيا، منوها إلى أن: آذربيجان تقيم علاقة مع الكيان الإسرائيلي الغاصب، ووجود الأمن الإسرائيلي ومخابراتها في آذربيجان يهدد أمن إيران.

وأضاف: كما أن تركيا نقلت إلى آذربيجان القتال في إقليم قره باغ، لذلك فإن مصلحة تركيا أولا نقل الإشكالات إلى هذه المنطقة لطموحات إردوغان العثمانية وثانيا لأن إردوغان يأخذ من روسيا 55 بالمئة من حاجته إلى الغاز ومن إيران حوالي 18 بالمئة وحوالي 10 إلى 12 بالمئة من آذربيجان، فهو يحاول أن يدعم آذربيجان، وبهذا يأخذ الغاز الآذربيجاني بأسعار أقل ويستغني عن الغاز الروسي والإيراني، وأن يصل إلى بحر قزوين ويكون هو المعبر لغاز بحر قزوين إلى أوروبا.. فهذا هو بعد المعركة الاستراتيجي.

من جانبه أكد الخبير الاستراتيجي هادي محمدي أن اللاعبين الجدد كتركيا والإرهابيين التكفيريين والكيان الصهيوني هم الذين يزعزعون الأمن في منطقة آسيا الوسطى، لافتا إلى أن إيران تتعامل مع الوضع هناك على مستويين سياسي وعسكري.

وأشار هادي محمدي إلى أن تطورات منطقة القوقاز تعد تطورا يهدد المنطقة.

وبشأن الخلاف بين آذربيجان وأرمينيا أوضح أنه ومع الأخذ بعين الاعتبار أن إيران تعترف بحق آذربيجان على أراضيها في إقليم قره باغ، فإنها ومنذ تسلم حيدر علييف الرئاسة في جمهورية آذربيجان أقامت علاقات جيدة معها.

لكن محمدي أشار إلى أن: هناك لاعبين جدد كتركيا والإرهابيين التكفيريين وأيضا الكيان الصهيوني.. هم الذين يزعزعون الأمن في تلك المنطقة.

ولفت إلى أن وزير الخارجية الإيرانية تقدم بمبادرة سلمية تؤكد أن الحل العسكري لن يفضي إلى نتيجة وسيتسبب بإراقة الدماء وزيادة الدمار وعدم الاستقرار في المنطقة.

وبين أن إيران بدأت بطرح مبادرتها والتعامل مع هذا الوضع على مستوييين، فوزير الخارجية يقدم مبادرته على المستوى السياسي، وعلى المستوى العسكري فإن القوات المسلحة الإيرانية نشرت قواتها على الحدود للتدخل إذا اقتضت الضرورة.

هذا وأوضح الخبير بالشؤون الروسية نزار بوش أن تركيا وبضوء أميركي أخضر تؤزم الوضع في قره باغ للضغط على روسيا تحديدا، مبينا أن هناك خطة تركية للاستغناء عن الطاقة الروسية بالمطلق كما أن هناك إرادة لفصل آذربيجان عن الفضاء الروسي.

وأوضح نزار بوش أن استمرار المعارك في هذه المنطقة يؤثر أولا على الاستقرار في القوقاز وبالتالي سوف ينعكس سلبيا على الداخل الروسي.

ولفت إلى أن روسيا لم ترفض كل الطروحات بالمطلق وهي تريد وقف إطلاق النار، لكنها تريد أن يكون هناك دور لمجموعة مينسك.

وعزى نزار بوش فشل مجموعة مينسك منذ نشأتها في التوصل إلى حل لهذه القضية العالقة، إلى الولايات المتحدة الأميركية، بسبب تنسقيها مع تركيا فيما يخص التدخلات في قره باغ.

وقال إن: تركيا تأخذ الضوء الأخضر من الولايات المتحدة في دعم آذربيجان وإرسال الإرهابيين إلى هناك من أجل تأزيم الوضع ولكي يكون دور لتركيا في حل هذه الأزمات والضغط على روسيا تحديدا.

ولفت إلى أن هناك خطة تركية للاستغناء عن الطاقة الروسية بالمطلق، ولأن تضع رجلها في بحر قزوين من خلال اتحاد معين مع آذربيجان، مضيفا: وهذا ما يتحدث عنه إردوغان بشكل علني، حيث يريدون فصل آذربيجان عن الفضاء الروسي.

وفي جانب آخر من اللقاء أشارإلى أن التنازلات المؤلمة التي تحدث عنها باشينيان هي سبع مدن أو مناطق تم احتلالها من قبل القوات الأرمينية منذ حوالي 17 سنة، مبينا: فهو ممكن أن يعيدها إلى آذربيجان، ولكن بالنسبة لقره باغ لا يمكن أن تتخلي أرمينيا عنها بالمطلق، ولا فرنسا ولا روسيا حتى سوف توافقان على ذلك.. ولكن يمكن أن يجدوا صيغة معينة لهذه المنطقة.