يقال ان 'ولاية الشمس المشرقة' ستكون الفيصل بين بايدن وترامب

يقال ان 'ولاية الشمس المشرقة' ستكون الفيصل بين بايدن وترامب
الخميس ٢٩ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٩:٥٣ بتوقيت غرينتش

قبل خمسة أيام من الانتخابات الرئاسية الأميركية، يقوم الرئيس دونالد ترامب ومنافسه الديموقراطي جو بايدن بحملة انتخابية الخميس للمرة الأولى في المكان نفسه، في ولاية فلوريدا التي تتميز بأهمية كبرى في الاقتراع.

العالم - يقال ان

ومع اقتراب الحملات الانتخابية من نهايتها، تشير استطلاعات الرأي إلى تقدم جو بايدن على ترامب بفارق مريح. كما تشير إلى أن مزاج الناخبين لم يتغير بعد المناظرات الرئاسية، في تناقض واضح مع انتخابات عام 2016، عندما انفصل العديد من الناخبين في الولايات المتأرجحة عن ترامب في الأسبوع الأخير من الحملة.

وبرغم المفاجأة التي مثّلتها نتائج انتخابات عام 2016، تدافع العديد من شركات الاستطلاع عن نماذجها الاستطلاعية التي صاحبت تلك الانتخابات، إذ جادل موقع "538" بأن توقعاته أعطت ترامب فرصةً بنسبة 29% في الأسبوع الذي سبق يوم الانتخابات، وأنه كان هناك دائماً احتمال إحصائي بأن يفوز.

وبصرف النظر عن التأثير الذي يُمكن أن تُحدثه استطلاعات الرأي في سلوك التصويت، فإن هناك الكثير من الأدلة على أن العديد من الناخبين الفاترين تجاه كلينتون لم يصوتوا لها في يوم الانتخابات، لأنهم افترضوا أنها ستفوز بسهولة، وهذا ما أدى إلى انتصار ترامب المفاجئ.

لكن عام 2020 مختلف بحسب خبراء الانتخابات، والسبب وراء ذلك هو قلة عدد الناخبين المتأرجحين، بالنظر إلى حالة الاستقطاب الشديد التي تشهدها هذه الانتخابات. فترامب، الذي ركّز على مناشدة قاعدته الأساسية من مؤيديه بدلاً من توسيع قاعدة دعمه خلال فترة رئاسته، هو أحد أكثر الرؤساء إثارة للانقسام في التاريخ. واستطلاعات الرأي بالكاد تحركت بعد مؤتمرات الأحزاب والمناظرات الرئاسية، ما يشير إلى أن معظم الناخبين قد اتخذوا قرارهم بالفعل.

وبفارق ساعات بعد ظهر الخميس، سيعقد المرشحان تجمعين انتخابيين في مدينة تامبا الواقعة في غرب فلوريدا، الولاية التي ترجح في غالب الاحيان نتيجة الانتخابات الأميركية، فمنذ العام 1964 يحقق الفائز في فلوريدا فوزا في الانتخابات الرئاسية في كل مرة، مع استثناء واحد.

ورغم انهما سيكونان في الولاية نفسها، فان استراتيجية كل من المرشحين مختلفة تماما. وسيعقد بايدن التجمع على طريقة "درايف-ان".

وبينما زار الرئيس الأميركي (74 عاما) الاربعاء أريزونا، الولاية الاخرى الحاسمة لنتيجة انتخابات 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، أمضى جو بايدن (77 عاما) نهاره في مدينته ديلاوير.

بعد لقائه عبر الفيديو مجموعة من الخبراء الصحيين، ندد نائب الرئيس السابق الديموقراطي باداء الملياردير الجمهوري في إدارة أزمة كوفيد-19. والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضررا بالوباء مع أكثر من 227 ألف وفاة.

وقال بايدن في خطاب مقتضب أمام عدد من الصحافيين إن "رفض إدارة ترامب الاعتراف بالواقع الذي نعيشه فيما يموت حوالى ألف أميركي يوميا، يشكل إهانة حيال كل شخص يعاني من كوفيد-19 وكل عائلة فقدت عزيزا".

وفي مسرح في ويلمينغتون، قال بايدن "أنا لا أترشح على اساس وعد خاطىء بانني سأكون قادرا على وقف هذا الوباء (كورونا) بطريقة سحرية، لكن ما يمكنني أن أعدكم به هو القيام بما يجب فعله. سنترك العلم يوجهنا في قراراتنا".

ثم توجه بايدن برفقة زوجته جيل بايدن للتصويت في ويلمينغتون.

ومنذ عدة أيام يبدو ترامب منزعجا من الانتباه الشديد الذي يركز بحسب قوله على الوباء.

وكتب في تغريدة "كوفيد، كوفيد، كوفيد هو النشيد الموحّد للإعلام الكاذب"، مضيفا "سيكون هذا موضوعهم الأوحد حتى الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر"، أي اليوم التالي لموعد الاستحقاق.

وقال أمام صحافيين في لاس فيغاس "جو بايدن يتحدث كثيرا لكنه لا يقوم بشيء".

وبعد ساعات ومن أريزونا، سخر كما يفعل عادة، من الافراط في وضع الكمامات لغايات سياسية.

وقال "في كاليفورنيا، لا يمكنكم بأي شكل كان إزالة الكمامة" مضيفا "يجب أن تتناولوا الطعام عبر الكمامة، إنها آلية معقدة جدا".

وتعتبر فلوريدا ولاية بالغة الأهمية في الاستحقاق إذ تستحوذ هيئتها الناخبة على 29 صوتا من أصل 270 يتوجّب الفوز بها للوصول إلى البيت الأبيض.

وفي وقت اقترع فيه 74 مليونا من أصل أكثر من 230 مليون ناخب أميركي في التصويت المبكر، يداهم الوقت مساعي المرشّح الجمهوري لقلب مسار الأمور.

فالملياردير الجمهوري الذي يقول إنه الأكثر قدرة على إنعاش الاقتصاد، شهد الأربعاء تكبّد بورصة نيويورك مزيدا من الخسائر بعد يومين من أسوأ جلسة تداول شهدتها منذ أيلول/ سبتمبر.

وقد يعيد الاسبوع الاخير للحملة الانتخابية الى الواجهة قضايا تجيّش الشارع الأميركي على غرار عنف الشرطة والعنصرية، التي أطلقت شرارة تحرّكات احتجاجية حاشدة على خلفية مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد على يد شرطي أبيض في أواخر أيار/ مايو في مينيابوليس.

وفرض حظر تجول الاربعاء في مدينة فيلادلفيا الواقعة في ولاية بنسلفانيا المتوقّع ان تشهد معركة انتخابية حامية، بعد مقتل الافريقي-الاميركي والتر والاس الذي كان يعاني من مشاكل نفسية برصاص الشرطة، ما تسبب بتظاهرات وأعمال نهب.

تبدو استعادة "العَظَمة" الأميركية على المحكّ، بعدما تحولت سياسة "أميركا أولاً"، على مدى سنواتٍ أربع، إلى "ترامب أولاً". فجاء وباء كورونا وما خلّفته سياسة "احتوائه" من تداعيات ثقيلة على اقتصاد الولايات المتحدة، وافسد عاماً انتخابيّاً كان يُفترض أن يشكِّل خاتمةً سعيدة لرئيسٍ اعتَقد أن الفوز السهل في متناول يده. لكن موازين المعركة وأرقامها ومؤشّراتها استقرّت، لأشهرٍ، على الضفة الأخرى لمصلحة جو بايدن، بل إنّها تعزّزت أكثر لمّا قرّر هذا الأخير اعتماد استراتيجية تقوم على تحويل المعركة إلى استفتاء على أداء ترامب السيّء.