حكومة لبنان المرتقبة بين حلحلة العقد وتعقيد تاليفها، هل تنفجر المساعي؟

حكومة لبنان المرتقبة بين حلحلة العقد وتعقيد تاليفها، هل تنفجر المساعي؟
الجمعة ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٣:٠٢ بتوقيت غرينتش

حكومة سعد الحريري المنتظرة تترنح بين الايجاب والسلب وتجاوز مطبات اكتمال تاليفها لم تنضج بعد

العالم - لبنان

فيما بقيت الأجواء "الإيجابيّة" مسيطرة بشكلٍ أو بآخر على المشهد الحكوميّ، في ضوء "التسريبات" القليلة لنقاط الاتفاق والاختلاف، أضاف مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية كلمتين جديدتين إلى "الحقل المعجمي" للتأليف، متحدّثاً عن "أجواء من التقدّم والتأنّي".

ولأنّ هذه الأجواء تمّ تعميمها بعد لقاءٍ رابعٍ عُقِد مساءً بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، فإنّها أخذت مداها من التحليل والتفسير والتمحيص، وصولاً إلى محاولة قراءة "خفايا" ما بين السطور، وسط مخاوف من وجود عوامل "تفجيريّة" من شأنها الإطاحة بالتركيبة الحكوميّة المُنتظَرة عن بكرة أبيها.وتقول المصادر المتابعة انه ومع أنّ البيان الرئاسيّ المقتضب "ألحِق" سريعاً ببيانٍ آخر صدر عن الحريري، حاول من خلاله وضع حدّ للاستنتاجات والتأويلات، عبر نفي "الدقة" عن المعلومات والتسريبات المنتشرة، ولفت فيه "تعمّده" سحب عبارة "التأنّي" من التداول، لصالح عباراتٍ تبعث على "التفاؤل" أكثر، على غرار "التقدّم والتفاهم والإيجابيّة".

وتتابع المصادر لكن، بين "التقدّم" الذي أصرّ عليه الحريري، و"التأنّي" الذي لم يَرِد في بيان مكتب الإعلام في الرئاسة عن "عبث"، ثمّة من قرأ "تراجعاً" ولو نسبياً، في الأجواء التي "بالغت" في التفاؤل، وصولاً إلى حدّ تحديد موعدٍ لولادة الحكومة تسبق نهاية الأسبوع وفي وقتٍ تبقى كلّ الأجواء المنقولة.

عن واقع المفاوضات الحكوميّة رهينة "تسريبات" قد تصحّ كما قد تكون من "نسج الخيال"، لا تتردّد بعض الأوساط في ربط "التأنّي" بـ "كلمة سرّ" عنوانها رئيس "التيار الوطني الحر" الوزير السابق جبران باسيل، الذي يطالب باتباع نفس المعايير مع جميع الاطراف. تتابع المصادر: إذا كان الرئيس الحريري يستند إلى ما سبق أن سمعه من باسيل خلال لقائه في الاستشارات النيابية غير الملزمة في مجلس النواب، من أنّه سيسير "سلفاً" بأيّ اتفاقٍ يعقده مع الرئيس عون، فإنّ هناك من يشير إلى أنّ الأخير دعا الحريري صراحةً أكثر من مرّة إلى "التشاور مع الكتل" لحسم بعض النقاط العالقة.

وربطاً بما سبق، ثمّة من يتحدّث عن "عقدةٍ مسيحيّةٍ" قد تكون بوادرها بدأت بالظهور، وإن كان مُستبعَداً، أقلّه حتى الساعة، أن "تطيح" بالأجواء التفاؤلية، إلا إذا عادت العوامل "الشخصيّة"، معطوفةً على "النكايات" السياسية، للتحكّم باللعبة ككلّ، خصوصاً في ظلّ "انعدام" التواصل بين الحريري وباسيل، حتى يثبت العكس ومن النقاط "العالقة" في هذا السياق، عودة الحديث، ولو من خلف الكواليس، عن الثلث المعطّل، أو الضامن
قد تختصر عبارة "احكي مع جبران" التي كان يوجّهها رئيس الجمهورية إلى كلّ من يزوره، شاكياً أو سائلاً، "صلب" المشكلة "الشكليّة" التي قد تصطدم بها الحكومة، فباسيل الذي يصرّ على "التسهيل"، والذي قد يكون راضياً على مسار "التشاور" القائم بين الرئيسين عون والحريري، يتمسّك في الآن نفسه، بوجوب أن يمرّ أيّ حلّ من خلاله، وهنا بيت القصيد كما تقول المصادر.

مراسل العالم.