ليس لها أمان.. ابن سلمان مطلوب للقضاء الامريكي!

ليس لها أمان.. ابن سلمان مطلوب للقضاء الامريكي!
الجمعة ٣٠ أكتوبر ٢٠٢٠ - ٠٦:٢٠ بتوقيت غرينتش

تمثل إقامة الدعوى القضائية ضد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان التي رفعها المستشار الأمني السعودي السابق سعد الجبري ضده أمام محاكم أجنبية تطوراً ونقلة نوعية في مسار ملاحقته وتوجهاته في استهداف المعارضين السعوديين.

العالم - كشكول

ففي خطوة غير مسبوقة، أرسلت محكمة واشنطن مذكرات استدعاء ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان و9 سعوديين آخرين بالإضافة لمؤسسة “مسك” الخيرية، في الدعوى القضائية التي رفعها المستشار الأمني السعودي السابق سعد الجبري ضدهم، عبر تطبيقي "واتساب" و"سيغنال"،حسب وثائق المحكمة، التي حصلت عليها "سي إن إن".

وكان "الجبري" قد أقام دعوى ضد ابن سلمان أمام القضاء الأمريكي، تتهمه بتشكيل فريق باسم "مجموعة النمر" لترتيب قتله خلال إقامته في مدينة بوسطن الأمريكية عام 2017، ومحاولته على مدى أشهر نشر عملاء سريين في الولايات المتحدة في محاولة لتعقب مكانه.

وعندما فشلت تلك المحاولات أرسل إبن سلمان فريقا آخر لاغتيال الجبري في كندا، بعد أسبوعين فقط من اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، حسب الدعوى، التي تضمنت أوراقها نص رسالة من محمد بن سلمان يطلب فيها من ضابط المخابرات السابق العودة للسعودية خلال 24 ساعة وإلا سيقتل.

وبصرف النظر عن مآلات الدعوى القضائية المرفوعة ضد ولي العهد السعودي، فإن ما حدث يعد نقلة نوعية في مسار ملاحقة ولي العهد السعودي أمام محاكم العالم، ويمكن أن يؤثر على اسمه في الفترة القادمة.

ارتباط اسم بن سلمان بجرائم القتل خارج اطار القانون وتصفية معارضيه وتورطه في هذه الدعوى اجبره هذه المرة على توكيل محاميين امريكيين للدفاع عنه وهو ما أكدته مصادر إعلامية عربية وغربية، واعتبرته فصلا جديدا في تضييق الخناق على إبن سلمان قبل الانتخابات الأمريكية المقررة في 3 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ولن تكون قضية الجبري هي الاخيرة التي سيتم توجيه الاتهام فيها لمحمد بن سلمان امام القضاء الامريكي فقد رفعت خديجة جنكيز، خطيبة الصحفي السعودي الراحل جمال خاشقجي الذي اغتيل داخل القنصلية السعودية في اسطنبول عام 2018 ، دعوى قضائية في الولايات المتحدة ضده واتهمت، الأمير محمد بإصدار أمر قتل خاشقجي.

وتتوقف فرص إفلات بن سلمان من القضاء الأمريكي على عدة أمور؛ أهمها فوز الرئيس الامريكي دونالد ترامب بفترة رئاسية جديدة ،وذلك لان ترامب تصدى للقانون سابقا وأوقف تداعيات قضية مقتل خاشقجي.

وقد يقرأ إن استدعاء المحكمة لبن سلمان في سياق رغبة الولايات المتحدة الأمريكية في التخفيف من عبء المسؤولية في التستر عن الجاني والدفاع عنه. او يكون ذلك بمثابة ورق ضغط جديدة يستخدمها ترامب للاستمرار في سياسة الحلب الذي ينتهجها تجاه النظام السعودي كما وقد يدفع هذا الامر الى تسريع خطوات السعودية عرابة التطبيع في اعلان توقيعها اتفاق التطبيع مع الكيان الصهيوني.

ورغم كل ما يقوم به النظام السعودي لكن ملفه الاسود في مجال حقوق الانسان اصبح محط انظار الجميع فقد واجه نظام آل سعود ولا يزال يواجهة انتقادات دولية غير مسبوقة بسبب سجله الحقوقي بما في ذلك مواصلة قمع حرية التعبير واعتقال المعارضين والنشطاء، وعدم محاسبة المسؤولين عن قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي .

حيث طالبت منظمات حقوقية دولية بإنشاء آلية للمراقبة لوقف الاستهداف الوحشي للمدافعين الحقوقيين والمعارضين في السعودية وضمان الإفراج عن نشطاء حقوق المرأة وغيرهن من المحتجزين تعسفيا. فيما أعربت منظمة العفو الدولية عن مخاوفها إزاء استغلال السعودية سباق "فورمولا 1"، المُزمع إقامته في جدة العام المقبل، في "التبييض الرياضي" لسجلات حقوق الإنسان في السعودية.

ومن المؤكد ان استدعاء بن سلمان ومعاونيه للمثول امام القضاء الامريكي يعد ضربة قاصمة لسمعته ودليل على انه رغم انتهاجه سياسات تبعية كاملة للادراة الامريكية ومد ترامب باموال طائلة ومساعدته في حملته الانتخابية من خلال دعم صفقات التطبيع لم يؤتي ثماره بالشكل الكامل فكل شئ تبخر بمجرد صدور قرار محكمة واشنطن.. فهل سيكون اعلان نتائج الانتخابات الامريكية بمثابة اعلان عن الشكل الجديد للعلاقات مع السعودية؟.