أتباع إبن زايد أشد تعصباً لترامب من اليمين المتطرف الأمريكي

أتباع إبن زايد أشد تعصباً لترامب من اليمين المتطرف الأمريكي
الإثنين ٠٢ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠١:٥٨ بتوقيت غرينتش

في السابق كان المراقب السياسي يُصاب بالدهشة من مواقف المسؤولين الاماراتيين الشاذة من قضايا الامة التي عادة ما كان يختلف حولها اثنان مهما كانت الخلافات المذهبية والسياسية بينهما، مثل نصرة النبي صلى الله عليه واله وسلم والاسلام، ومن القضية الفلسطينية والجرائم التي يرتكبها المحتلون الصهاينة ومحاولاتهم المستميتة لهدم المسجد الاقصى وتهويد القدس ، حيث كان مشايخ الامارات يبتعدون عن المواقف المبدئية والتقليدية لاغلب مسؤولي الدول العربية ازاء هذه القضايا.

العالمكشكول

بعد ان اصبح ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد الحاكم الفعلي للامارات، تبخرت دهشة المراقبين كليا، بعد ان بات من الصعب التمييز بين مواقف مشايخ الامارات وبين مواقف المسؤولين الامريكيين والصهاينة ازاء تلك القضايا، فقد تعرض الفلسطينيون للاساءة والتهجم والاهانة من قبل انصار واتباع بن زايد وجيوشه الالكترونية ، اكثر مما تعرضوا له من قبل الامريكيين والصهاينة انفسهم.

الكارثة ان مشايخ الامارات فقدوا حتى الغيرة على نبيهم صلى الله عليه واله وسلم ، الذي انتصر له نحو ملياري مسلم في العالم، بعد الاساءة الوقحة للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث شذ مسؤولو الامارات حتى في هذه القضية التي من المفترض الا يختلف عليها اي مسلم، اين كان ومن اي مذهب كان. الا ان وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجيّة أنور قرقاش، خرج على العالم ليدافع عن الرئيس الفرنسي ماكرون في حربه ضد المسلمين، ففي مقابلة مع صحيفة "دي فيلت" الألمانيّة، نشرت اليوم الاثنين، رفض فيها قرقاش أن يكون ماكرون يريد عزل المسلمين في الغرب، وهو محق تماماً في كل ماجاء في خطابه!!. وحمل المسلمين مسؤولية ما جرى عندما دعاهم الى ان يندمجوا بشكل أفضل، وأنه من حق الدولة الفرنسية البحث عن طرق لتحقيق ذلك بالتوازي مع مكافحة التطرف والانغلاق المجتمعي.

هذا الشذوذ الاماراتي بان وبشكل سافر ايضا عندما جندت الامارات مواقع التواصل الاجتماعي وجيوشها الالكترونية لنصرة الرئيس الامريكي دونالد ترامب في الانتخابت الرئاسية، وهي نصرة تجاوزت الى حد بعيد نصرة مجموعات اليمين الامريكي المتطرف لترامب. حيث تصدر وسم "#الانتخابات_الامريكية" قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولاً على موقع "تويتر" في الامارات. فلم يدخر الاماراتيون جهدا في نصرة ترامب والدعاء له بالفوز على بايدن، واشادوا بانصاره الذين وصفوهم بانهم "قبيلة ترامب" ، كما تهجموا على رؤوساء وزعماء العالم الذين انتقدوا يوما ترامب، دون استثناء حتى المستشاررة الالمانية انجيلا ميركل، واصفين هؤلاء الرؤساء بانهم "عباد الشيطان" وان "الشيخ ترامب" جلدهم، وجعلهم يترنحون وقربت نهاية حكمهم "وان نصرالله قريب". كما اعتبروا "التاييد الشعبي المنقطع النظير لترامب" هو تاييد لم يشهد له تاريخ امريكا مثيلا.

قد يصف البعض هذه المواقف الاماراتية الشاذة بانها مراهقة سياسية، وقصر نظر سياسي، ورغم ان هذا الوصف لا يخلو من حقيقة، الا ان اغلب الحقيقة تكمن في فقدان هذا النظام للشرعية، وهي شرعية ليس بمقدوره ان يستمدها من الشعب، للهوة الواسعة التي تفصله عنه، لذلك يتلمس هذه الشرعية من الخارج، من امثال ترامب ونتنياهو، حيث ينظر اليهما ابن زايد، على انهما "أنصاف الهة"، تغدقان عليه بكل اسباب الشرعية والقوة والنفوذ التي يحتاجها.