عندما يفضح جيرمي كوربين إكذوبة "حرية التعبير" في الغرب

عندما يفضح جيرمي كوربين إكذوبة
الأربعاء ٠٤ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠٢:٢٢ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي يبرر الغرب الاساءات المتكررة والمقصودة لمقدسات ملياري مسلم في العالم، بـ "مبدأ حرية التعبير المقدس" الذي لا يمكن المس به ، كما اكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مؤخرا في دفاعه عن رسام الكاريكاتير الذي اساء الى النبي الاكرم (ص) نرى هذا الغرب وفي "مهد ديمقراطيته بريطانيا"، يدوس على "المبدأ حرية التعبير المقدس"، ويقوم بتعليق عضوية الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني جيرمي كوربين، لانه اعترض على تقرير اتهمه بـ"معاداة السامية".

العالمكشكول

كوربين المعروف بمواقفه المؤيدة للقضية الفلسطينية، وكثيرا ما تعرض بسبب ذلك لحملة من اللوبيات الصهيونية في أوروبا وبريطانيا، تم تعليق عضويته في حزب العمال البريطاني في 29 تشرين أول/ أكتوبر الماضي، على خلفية تقرير لهيئة مراقبة حقوق الإنسان في بريطانيا، ينسب تقصيرا من الحزب في مواجهة "معاداة السامية" بداخله، خلال فترة زعامة كوربين الممتدة، من عام 2015 وحتى عام 2019.

ردا على تعليق عضوبته في الحزب، اعتبر كوربين ان هناك مبالغة لأسباب سياسية في حجم معاداة السامية داخل حزب العمال، من قبل المعارضين له، واكد على أن تعليق عضويته خطوة سياسية وليست تنظيمية، متعهدا بمعارضتها بشدة.

المتحدث باسم حزب العمال البريطاني اشار الى الاسباب التي دعت الحزب الى تعليق عضوية كوربين حيث قال انه اخفق في التراجع عن "تصريحاته". بدوره، شن زعيم حزب العمال الحالي كير ستارمر، هجوما على كوربين، معتبرا أن ما كشفته "لجنة المساواة وحقوق الإنسان"، عن مدى معادة السامية داخل الحزب خلال رئاسته جلب يوما من العار على حزب العمال. ووعد بتنفيذ توصيات تقرير اللجنة حول معادة السامية داخل الحزب، في أقرب وقت ممكن في العام الجديد وتغيير ثقافة حزب العمال.

من الواضح ان كوربين لم يستخدم الا حقه في التعبير عن رايه، فلماذا يجب ان يطرد من الحزب؟، اليست حرية التعبير "مبدأ مقدس" لدى الغرب؟ ام انه "مقدس" فقط عندما يتعلق الامر بالاساءة الى نبي المسلمين وقرانهم الكريم؟، بينما لا قدسية له عندما يتعلق الامر بـ"الصهيونية"؟، من الواضح ان "المقدس" لدى الغرب هي "الصهيونية" وليس "حرية التعبير" كما يدعون. كما ان كوربين ليس الاول ولن يكون الاخير في قائمة، ضحايا الصهيونية في الغرب، فهناك المئات بل الالاف من السياسيين والمفكريين والمؤرخين، من حرموا من حرية التعبير لانهم قالوا قولا لم ترضاه الصهيونية، بينما هذه الحرية مكفولة لرسام كاريكاتير منحرف ، او لمتطرف متخلف يسيء لمقدسات الاخرين، ويلقى كل الدعم من الحكومات الغربية تحت يافطة "حرية التعبير".