العالم – كشكول
من الواضح انه لم تصل الى ترامب اي معلومات جديدة بشأن الانتخابات، كما لم تختف اي ولاية كان متقدما فيها من الوجود بسحر ساحر كما قال، وكل ما هناك هو ان عمليات الفرز تتم بشكل بطيء نظرا لتصويت 100 مليون ناخب عن طريق البريد، ومن الطبيعي ان تتغير نتائج التصويت، ويبدو ان هذه النتائج لم ترق لترمب لانها صبت في صالح منافسه جو بايدن ، وهذا الامر جعل الرجل يبدا من الان الدخول في مرحلة التشويش على فرز الاصوات عبر البريد، وهي مرحلة كان قد بداها قبل الانتخابات عندما شكك مرارا وتكرارا بالتصويت عبر البريد لمعرفته نم اغلب من استخدم البريد في التصويت هم انصار بايدن.
يمكن التعرف على الاسباب التي دعت ترامب الى ان يغير نبرة خطابه من النصر الى التشكيك ، من خلال المرور سريعا على قائمة الولايات التسع التي لم تُحسم بعد، والتي ستحدد نتائجها اسم الفائز بالانتخابات الامريكية، وهذه الولايات هي اريزونا وميشغان و نيفادا و ويسكونسن ومين سوتا وبنسلفانيا والاسكا وكارولينا الشمالية وجورجيا .
الى الان تشير نتائج فرز الاصوات الى تقدم بايدن في ولايات اريزونا وميشغان و نيفيادا و ويسكونسن ومين سوتا، بينما يتقدم ترامب على بايدن في ولايات بنسلفانيا والاسكا وكارولينا الشمالية وجورجيا، رغم ان المنافسة شديدة في بنسلفانيا التي يصل عدد نوابها الى 25 نائبا.
اذا ما اخذنا نتائج فرز الاصوات في جميع هذه الولايات على انها نتائج نهائية، رغم انها ليست كذلك، واضفنا اليها اصوات بايدن التي حصل عليها حتى الان وهي 238 صوتا، سيتخطى بايدن بذلك عتبة الـ270 صوتا التي يحتاجها للفوز باصوات المجمع الانتخابي، بينما لن يكون بمقدور ترامب ان يتخطى عتبة الـ270 صوتا حتى لو فاز باصوات بنسلفانيا.
قلنا في اكثر من مرة ان جميع هذه النتائج هي نتائج متأرجحة وتتغير بالثواني، الا ان جميع القرائن تشير الى ان الانتخابات الامريكية الحالية لن تكون كسابقتها، فالمنافسة شرسة بين الجانبين، كما ان ترامب ليس في وارد تقبل الهزيمة مهما كانت الظروف، وقد اعد العدة لهذا اليوم منذ وقت طويل، فبعد ان كان يحضر لاعلان النصر، بدأ بعد التغيير المفاجىء في نتائج الانتخابات، يدعو الى جمع التبرعات من اجل الدخول في معارك قانونية، فالرجل تعامل مع الانتخابات منذ اليوم الاول، تعامل سمسار، حيث حاول رفع سقف مطالبه عسى ان يقنع الاخر بقبول ما هو اقل منه، متناسيا انه ليس بصدد شراء عقار او الحصول على صفقة.. ولكن يبقى الطبع يغلب التطبع.
.