بالفيديو// الاسير الاخرس: الاحتلال اعتبرني جيشا امام قوته وجبروته

الخميس ١٢ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠٦:٢٥ بتوقيت غرينتش

اكد الاسير ماهر الاخرس  المضرب عن الطعام لاكثر من 100 يوم لقناة العالم في مقابلة حصرية معه، انه كان يتعرض للتهديد والوعيد من قبل السجان الاسرائيلي باستحالة خروجه من السجن، موضحاً ان الدول العربية لو تحالفت مع بعضها البعض لما بقي كيان الاحتلال الاسرائيلي جاثماً في القدس الشريف ولا في المسجد الاقصى المبارك، داعياً الشعوب العربية الى الوقوف بوجه حكامها وايقاف هرولتها الى التطبيع مع الكيان الغاصب.

العالم - خاص بالعالم

وفيما يلي نص المقابلة:

س: نبدأ بالانتصار الكبير الذي حققته على كيان الاحتلال الاسرائيلي، كيف يمكنك التحدث عن اهميته في ظل التخاذل العربي والهرولة للتطبيع مع الكيان؟

ماهر الاخرس: ان اهمية هذا الانتصار تكمن في انه يعتبر انتصاراً للشعب الفلسطيني المظلوم الذي يعاني من الاحتلال الاسرائيلي الظالم الذي لم يشهد له مثيل في العالم، ان هذا الانتصار تم بتوفيق الله، ولولا الايمان بالله والتمسك بالعقيدة الاسلامية لما ثبتنا، هذا الانتصار فضح سياسة الاحتلال، وتابعتم ما حدث خلال هذا الاضراب من اعلام وتضامن شعبي فلسطيني في قضية الاضراب وخاصة عندما انتقلت الى احرار العالم حيث كان التضامن معي واصبح فضيحة للاحتلال الاسرائيلي كبيرة.

وكان ضباط اسرائيليون يأتون الي ويهددوني ويقولوا بان "ما فعلته لم يفعله احد، ولاجل هذا الفعل ستكون قضيتك صعبة ولن نخرجك من السجن، وهذا تحدي بينك وبيننا كجيشين، الجيش الاسرائيلي وجيش ماهر الاخرس"، وقلت لهم اذا اعتبرتوني كجيش فهذا فخر لي، شخص فلسطيني تعتبروه جيش امام قوة "اسرائيل" النووي ودباباتها وطائراتها والدعم الدولي فهذا كان بحد ذاته نصر بالنسبة لي.

اما بالنسبة للحكومات العربية المطبعة مع كيان الاحتلال فان الفلسطينيين يرفضونها بشدة، لكن الحكام من قبل حاولوا التطبيع وفشلوا، كما فشلت محاولة التطبيع مع الشعب المصري العظيم، حيث لم يقبل اي شخص مصري ان يطبع مع كيان الاحتلال، وهذا يعتبر كرامة للشعب المصري الذي اراه افضل شعب عربي حر رفض التطبيع بأي حالة لا اقتصادية ولا مالية لا ابتزاز وبقوا صابرين وصامدين رغم ان الحكومات تبعت ساداتها وطبعت، لكن الشعب المصري أبى ان يطبع.

وانا اتوقع من الشعوب العربية والخليجية كالاردن ومصر والامارات والسعودية ان ترفض التطبيع، وهؤلاء الحكام الذي يتنازلون ويأتون حاجين الى تل ابيب لوحدهم لا يمثلون الا انفسهم، ولا اتوقع احد من الشعوب الموافقة على ما يفعلون، وسيخسر هؤلاء المطبعون وتبقى الشعوب حرة، ويبقى الخزي وكل العار على من يطبع مع المحتل الذي يحتل اكبر معلم اسلامي، ألا وهي القدس الشريف والمسجد الاقصى المبارك.

لو تحالفت الدول العربية مع بعضها لما بقي كيان الاحتلال الاسرائيلي في القدس الشريف، ولا واحد من الصهاينة، وهناك ايضاً من الفلسطينيين من طبع مع الاحتلال، فيجب علينا اولاً نحن الفلسطينيين وقف هؤلاء المطبعين من الفلسطينيين انفسهم ووقف ما يسمى عملية السلام التي من خلالها على مدى 30 عاماً بيعت اراض 67 ومازالوا يتفاوضون عليها، ولم يبق منها شيء.

للاسف الواقع على الارض اصبحنا محاصرين في مدننا حتى من قبل فيروس كورونا، وعلينا مراجعة انفسنا، واطلب من محمود عباس والقيادة الفلسطينية مراجعة هذه الـ30 عاماً العجاف التي دمرت الشعب الفلسطيني وسلبت الاراضي وحريتنا لكي نرد غير هذا الرد ويكون موقفنا الشعبي المتضامن افضل من الهرولة الى السلام الفارغ الذي يستغلون فيه الوقت.

س: بعد الانتصار الذي حققته، ما هي رسالتك بعد هذا الانجاز للعالمين العربي والاسلامي؟

ماهر الاخرس: رسالتي للعالم العربي والاسلامي عظيمة لهم، اذا كان فرد فلسطيني او من الشعب العربي او الاسلامي قادر على ان يتحدى هذا الاحتلال، فلماذا دول عظمى لا تتحدى الاحتلال الاسرائيلي، وتتحدى هذه الحكومات المطبعة معه والمهرولة له.

وانا دوماً اتساءل هذا السؤال: لماذا دولنا العربية المحيطة لماذا لا تساعد الشعب الفلسطيني اقتصادياً؟ ولماذا لا تساعدنا كي نكون احراراً وكرماء، لماذا تحاصر غزة ولا احد من دولنا العربية المجاورة تساعدها حتى في طريق لقمة العيش الطاهرة؟ أليس قادرين على ان يساعدونا؟ بلى هي قادرة.

س: ما هو برأيك عن انضمام دول اخرى للتطبيع، كما يروج في الاعلام السعودي؟

ماهر الاخرس: انا احمل كل الشعوب العربية المسؤولية، لو تحركت هذه الشعوب لوقف هذه الحكومات لكان بسهولة عليهم ايقافها، لكن انا اتعجب من هذه الحكومات بماذا ستستفيد من التطبيع مع كيان الاحتلال الاسرائيلي غير الخزي والعار.

واذا تقربت هذه الحكومات الى الاحتلال فلن تحصل على جائزة نوبل كرامة غير الذل والخضوع، فالوقوف بكرامة امام الشعب كما كان جمال عبد الناصر او حكومات اخرى كريمة، فان الكرامة افضل من الخزي والعار بهذه المواقف، وعلى شعوبنا العربية ان توقف حكامها عند حدها ولا تقبل بهذه التنازلات.

وارجو من هذه الدول العربية ان تكون مع الشعب الفلسطيني ولا تكون مع "اسرائيل" لانصافه وارجاع حقه وارجاع القدس الى الحضن العربي الاسلامي.

س- ماهي المضايقات والاجراءات التعسفية التي يستخدمها كيان الاحتلال ضد الاسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام وخاصة المعتقلين اداريا؟

ماهر الاخرس: لقد عايشت تلك المضايقات سنوات كنت قد قضيتها في السجون الاسرائيلية، فعندما نكون نائمين ليلا فلا نشعر الا بوحدات عناصر القمع المقنعة والمدرعة، تدخل علينا منتصف الليل في الساعة الواحدة ليلا، مع كلابهم البوليسية، فيقومون بتقييدنا ونحنا نائمين وجرنا لنرتمي على الارض، واخراجنا الى ساحة السجن في الهواء البارد والماطر ثم يقومون بضربنا باقدامهم، من دون اي ذنب اقترفناه.

ورأيت شيئا تقشعر منه الابدان بالاجبار على خلع الملابس فيظهر المعتقلين كما ولدتهم امهم، على مرأى الضباط والجنود الاسرائيليين، من اجل اذلال الاسرى معنويا، وان الامور التي كان يستفيد الاسرى منها والذين قاموا بالاضراب قبلنا اصبحت تضيق اكثر من قبل، حيث ان الزيارات العائلية التي كانت كل اسبوعين مرة واحدة قد اصبحت كل شهر ومرات كل ستة اشهر زيارة واحدة، حتى ان بعض الاسرى كل عشرة سنوات لايرون عائلاتهم الا مرة واحدة، حتى انهم يمنعوا من الزيارات، ويتم عزلهم، فقد اصبحت المضايقات كبيرة.

اما بالنسبة للمحكومين اداريا فمصيبتهم اكبر، وانا واحد منهم كنت محكوم اداريا، وتعتبر كل احكامهم غير قانونية وجائرة، حيث يتم اعتقالنا بدون اي سبب يذكر، حيث نطالب بالتحقيق، فيرفضون التحقيق، وعندما تسأل ضابط المخابرات الذي قام بالاعتقال، فيكون جوابه انه قام بالاعتقال مزاجياً، بكل سهولة، فيمكن ان يستمر الاعتقال 30 شهرا، او اكثر وبعدها يتم اخلاء السبيل، فلا يوجد دولة في العالم تستخدم ذلك الاسلوب الا "اسرائيل".

وانني استغرب من الدول التي قامت بالتوقيع مع "اسرائيل"، لا يعلمون بما تفعله "اسرائيل"، وان البروتوكولات الدولية التي قامت "اسرائيل بالتوقيع عليها فيما يتعلق بحقوق الانسان، لا احد يعلم ماذا تفعل "اسرائيل"، وانا في معاناتي هذه، اجد ان الصليب الاحمر يرفض ارسال شخصا قانونيا ليسمع معاناتي، فأي حقوق انسان وأي معاناة للشعب الفلسطيني يرفضون سماعها، وان اي اسير اسرائيلي يكون في وضعي مأسورا في اي دولة عربية او اجنبية، نجد ان الدنيا والعالم يقوم ولا يقعد حتى تحل مشكلته من قبل الامم المتحدة او الصليب الاحمر او مؤسسات حقوق الانسان، نجد انهم خلال اسبوع واحد يتحركون لانقاذه، على عكس الشعب الفلسطيني لا احد يسأل عليه وعن معاناته.

س: كيف ترون اهمية المصالحة الفلسطينية في ظل هذه الظروف الصعبة، التي تمر بها القضية الفلسطينية؟

ماهر الاخرس: بصراحة ، لا يمكن ان تتم المصالحة الفلسطينية، وان ما تتحدث به القيادات والتنظيمات الفلسطينية، لا نعتبرها الا دبلوماسيات فقط، فلايمكن ان تتم اي مصالحة فلسطينية وهناك عملية سلام واستسلام، حيث ان قسما صغيرا من الشعب الفلسطيني يريد التفاوض مع الكيان الاسرائيلي، رغم القتل والقمع والضرب والقتل ومصادرة الاراضي، فذلك لا يعقل، وقد اعترفوا بـ"اسرائيل" على ارض الفلسطينيين في عام 1948م ، حيث تم احتلالها في ذلك العام، فلماذا لم تقم "اسرائيل" بالاعتراف بالشعب الفلسطيني وبالاراضي الفلسطينية، في القسم الذي بقي من اراضي عام 1967م.

لماذا لم يقوم الاحتلال الاسرائيلي بالاعتراف بها وتسليمها الى السلطة الوطنية، لغاية الوقت الحالي، حتى الان، كيف يقومون بالتوقيع على الاتفاقية والاعتراف بالجانب الاسرائيلي المحتل، وهو لم يعترف! وكيف ستكون هنالك مصالحة فلسطينية، بوجود هذا الشرخ الواسع وبين السلطة الفلسطينية، فعلى اي اساس سيكون اللقاء، فحتما سيكون لقاء على اساس الخلاف، ان بقيت عقيدة السلام وعقيدة التأله، "وانا ربكم الاعلى"، "ما اريكم الا ما ارى"، "وهذا طريقي يجب اتباعه"، فكيف ستكون هنالك مصالحة!، ما لم نتفق على برنامج سياسي يجمعنا.

لا يمكن ان تكون هنالك مصالحة، ولنقل بكل صراحة ان الدبلوماسية والكلام المملس لا ينفع ابدا، لا من قبل حركة حماس ولا حركة فتح، ولا من غيرهم، "فالانسان الاعور، نقول له انه اعور بعينه"، ان اردنا ان نكون صادقين، فلا يمكن ان تكون هنالك مصالحة، في ظل هذا الوضع ان كانوا سيبقون عليه.

نرجوا من السلطة الفلسطينية مراجعة الثلاثين عاما التي مضت، ولا اقول ان كلامي غير محق، ولا اقول انني محق، وان كان محقا، فليراجعوا انفسهم، وليعودوا الى حضن الشعب الفلسطيني، قبل ان يلفظهم الشعب، فجميعنا كنا مظلومين في الثمانينات، ولكن عندما اصبحنا في عام 1987، اصبحوا يهربون منا كالفئران، ولم تعد السلطة الفلسطينية الا بناء على دمائنا، فليتذكروا نصيحتنا قبل ان "يقع الفأس في الرأس"، ولم يبق لنا ولا لهم لا ارض ولا شبر من الارض، وستكون هزيمة كبرى للشعب الفلسطيني ان بقينا على ما نحن عليه، فعلينا التوحد قبل ضياع ارضنا، وقبل ضياع شعبنا،

س: ما هو الدور المرجو من المقاومة الفلسطينية؟

ماهر الاخرس: ان الدور المرجو من المقاومة الفلسطينية، هو اذا لم نتوقع سوى المقاومة التي تنصر شعبنا وتعيد حقوقنا، فلا يمكن ان يعود حق الا كما أخذ، وما أخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، ان اردنا ان نعيش احرارا، وهي قاعدة تعتمدها كل دول العالم بهذا الاسلوب، وان الدور المرجو من المقاومة هو الوحدة، والتوحد مع الشعب، وان يكونوا وحدة واحدة، وان شاء الله سيتم التخلص من الاحتلال.

س: كيف كانت ايامكم الاخيرة في الاضراب؟

ماهر الاخرس: ان ايامي الاخيرة في الاضرابين كانت قاسية، خاصة المكر الذي قاموا باعداده، في اعادة التقييد والحراسة، وقد كنت في حالة صعبة جدا، وحاولوا ابعاد عائلتي عني، والآلام تزداد اكثر، حيث كانت تمرّ عليّ الساعات، وانا اتمنى الموت فيها ولا اجده، ولا تتحمل زوجتي هذا المنظر الذي اعيشه، حيث تزداد الآلام معي، وانا اقول لزوجتي التي تبكي، عليك بالصبر، فلا اريد ان يسمع الاحتلال بكاءك، ولا صراخك، ولا تقبلي بذلك، وكنت لا اسمح لهم بالاطلاع على اموري الشخصية، فكنت اتألم وارفض ان يسمع صرختي احد، وعندما اضع صرخاتي في صدري اشعر بان رئتاي ستنفجران، وقد نجحت الحمد لله.