الجبير وآخر قطرات الحياء التي سقطت

الجبير وآخر قطرات الحياء التي سقطت
الأربعاء ١٨ نوفمبر ٢٠٢٠ - ١٠:١٧ بتوقيت غرينتش

صدق من قال "إذا لم تستح فاصنع ماشئت"، فعندما يفقد الانسان الحياء، وهو صفة تميزه عن الحيوان، يخرج من دائرة كل ما هو مألوف إنساني في التصرف والكلام، فلا يتورع عن القيام بسلوكيات تتنافى مع الذوق العام حتى في حدوده الدنيا، ويترشح منه كلام لا يتفوه به السوي من الناس خجلا، فيتحول الى مهرج الا إنه لا يُضحك الناس بل يثير قرفهم.

العالمكشكول

هذه الحالة تنطبق بحذافيرها على وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية عادل الجبير، الذي تحول الى مهرج، بكل ما تحمل هذه الكلمة من معنى، إثر تجرده من قطرة الحياء الاخيرة، التي كانت على ما يبدو تنغض عليه حياته، فخرج متحررا من كل ما يمنعه من قول ما لا يجب ان يقال.

الجبير هذا، صاحب امتياز العبارة الممجوجة "سيرحل نظام الاسد"، اعلن على الملأ ان السعودية ستمتلك السلاح النووي في حال لم يكن بالامكان منع ايران من صنع السلاح النووي، لحماية شعبها وأراضيها. وان دولا ستحذو حذو ايران اذا امتلكت السلاح النووي.

هنا من حق اي متابع ان يسأل الجبير، هذا لو افترضنا ان قطرة الحياء الاخيرة لم تسقط بعد عنه، لماذا لا تشعر بالخوف من الترسانة النووية للكيان الاسرائيلي، التي تجاوز عدد رؤوسها النووية اكثر من 200 راس نووي، ويرفض التوقيع على اتفاقية منع الانتشار النووي؟، بينما ترتعد فرائصك خوفا من ايران، التي وقعت على معاهدة منع الانتشار النووي، ويخضع برنامجها النووي على مدار الساعة لعمليات تفتيش خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بل انها وقعت طواعية على البروتكول الاضافي الذي يسمح لمفتشي الوكالة ان يقوموا بزيارة مفاجئة وغير معلنة مسبقا للمنشآت النووية الايرانية؟.

لماذا تواطأ نظامك مع الكيان الاسرائيلي، وقدم ترليون دولار للمعتوه ترامب من اجل سحب امريكا من الاتفاق النووي، الذي كشف اكذوبتك واكذوبة سيدك نتنياهو عن البرنامج النووي الايراني، بعد ان تبين انه برنامج سلمي بشهادة اكثر من 15 تقريرا صادرا عن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وبشهادة اقرب حلفاء امريكا في مجموعة 5+1 وهم فرنسا وبريطانيا والمانيا؟ فهل سيصدق العالم هذيانك وهذيان سيدك نتنياهو ام تقارير الوكالة الدولية وفرنسا والمانيا وبريطانيا؟.

لماذا تخاف يا جبير من بلد جار مسلم لم يهدد يوما السعودية ولا جيرانه، بل على العكس تماما كان ومازال يتحمل تواطؤكم مع امريكا والكيان الاسرائيلي في كل المؤامرات والمخططات التي تحاك ضده؟. لماذا لا تشعر بالخوف من الكيان الاسرائيلي ولو بنسبة واحد بالمليون من الخوف الذي تخافه من ايران، بينما هذا الكيان يغتصب ارض العرب، وشرد الملايين من الفلسطينيين، ويحاصر ويقتل من بقي منهم في فلسطين، وينتهك اقدس مقدسات المسلمين، ويعمل على تهويد القدس وهدم المسجد الاقصى؟.

لماذا يرفض سيدك ابن سلمان اي تقارب مع ايران المسلمة الجارة، التي وقفت الى جانب القضية الفلسطينية ودفعت اثمانا باهظة جراء ذلك ومازالت، على خلفية طائفية بغيضة، بينما يرتمي وبشكل حر في احضان الصهيونية العالمية، التي لا ترى اي مستقبل لها الا في اذلال واضعاف وشرذمة العرب؟.

يا جبير، انت لا تخاف من ايران، لأنك اعلم من غيرك ان ايران لا تشكل اي تهديد للعرب والمسلمين وفي مقدمتهم جيرانها، إلا انها العمالة للصهيونية العالمية التي وجدت فيك كما في غيرك من فاقدي الحياء، مطايا لتمرير مخططاتهم على حساب الشعوب العربية والاسلامية، التي لابد ان تنتفض يوما على ذيول الصهيونية العالمية، وقطعها ورميها في مزابل التاريخ، هذا اليوم ليس ببعيد.