حكومة لبنان بانتظار 'غودو'!

حكومة لبنان بانتظار 'غودو'!
الخميس ١٩ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠٥:١٩ بتوقيت غرينتش

شهر مضى على تكليف الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة اللبنانية وما زالت تعقيدات عِدّة تحول دون ذلك، ويبدو أن مأزق التأليف قد يكون خرج واقعيًا عن إطار المساعي المعروفة لفرض الشروط والمكاسب السياسية فقط، واتجه نحو ربط المسار الحكومي اللبناني برمته بالمرحلة الانتقالية الأميركية والإقليمية.

العالم _ لبنان

إنطلاقا من هذا المناخ لم تطرأ عوامل جديدة على مشهد الإنسداد السياسي المطبق على مسار تأليف الحكومة، فيما بدأت المعطيات التي تتوقع أو تتخوف من ترجيح تأخر تأليف الحكومة إلى ما بعد نهاية السنة الحالية تتخذ أبعادا جدية لكون معظم هذه المعطيات تتسرب من الدوائر القريبة أو المحسوبة على الجهات الأكثر تأثيرا على تعطيل مسار تشكيل الحكومة. وترى أوساط سياسية مطلعة بحسب صحيفة "الأخبار" أن مأزق تأليف الحكومة قد يكون خرج واقعيا عن إطار المساعي المعروفة لفرض الشروط والمكاسب السياسية فقط، واتجه نحو ربط المسار الحكومي اللبناني برمته بالمرحلة الانتقالية الأميركية والإقليمية وذلك على رغم نفي القوى المعنية بهذا الربط لهذه الأبعاد.

ولم يكن أدل على مشروعية المخاوف من ربط الاستحقاق الحكومي بترقب التطورات الخارجية من عودة “السباق” بين التعقيدات التي تعترض تأليف الحكومة الجديدة والعقوبات الأميركية على شخصيات سياسية لبنانية ترتبط بملفي الدعم لـ”حزب الله ” والفساد المزعوم. ذلك ان الساعات الأخيرة شهدت تسريبات كثيفة حول احتمال صدور دفعة جديدة قريبا من العقوبات عن وزارة الخزانة الأميركية بحق مجموعة سياسيين او مسؤولين لبنانيين استنادا الى قانون ماغنيتسكي إياه الذي استندت اليه واشنطن قبل أسبوعين لاصدار عقوبات في حق رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل.

ووفق هذه المعطيات فان العقوبات المقبلة قد تشمل شخصيات حليفة وغير حليفة لـ"حزب الله" من مذاهب مختلفة ومن بينها شخصيات سنية بتهمة التورط في الفساد وتقديم أوجه الدعم الى "حزب الله". وتحدثت تقارير إعلامية مساء أمس الأربعاء عن اتجاه لدى الإدارة الأميركية إلى إرجاء إصدار عقوبات جديدة على لبنانيين بعض الوقت من دون معرفة الأسباب.

أما صحيفة "الديار" فرأت أن هناك أسئلة عديدة باتت حول مسار الوضع اللبناني ومصير الحكومة في ظل التطورات التي سجلت وتسجل مؤخرا واستمرار اقفال منافذ المعالجات والحلول للازمات القائمة؟ ولعلّ ابرز هذه الاسئلة المطروحة:

هل ستشكل الحكومة قريبا ام ان التجاذبات الداخلية والمداخلات الخارجية ستؤدي إلى إطالة فترة الانتظار ربما إلى مطلع العام المقبل؟ وما هو مصير المبادرة الفرنسية؟ وكيف سيتمكن لبنان من الصمود في ظل استمرار الانهيار الاقتصادي والمالي الذي اخذ يطيح بمقومات البلد؟

المعلومات المتوافرة في الساعات الماضية تؤكد أن لا شيء استجد على الوضع الحكومي المحاصر في دائرة الخلافات المستمرة، لا بل إن الاجتماع الأخير بين الرئيسين عون والحريري لم يكن مشجعا وأظهر مزيدا من الخلاف حول مقاربة توزيع الحقائب واختيار الأسماء.