حرب تكسير العظام مستمرة.. إثيوبيا على حافة حرب أهلية

حرب تكسير العظام مستمرة.. إثيوبيا على حافة حرب أهلية
الأحد ٢٢ نوفمبر ٢٠٢٠ - ٠٥:٥١ بتوقيت غرينتش

يبدو أن إثيوبيا تقترب بسرعة من شفا الحرب الأهلية. فقد أسفر القتال الدائر بين حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد وحركة تحرير تيغراي عن سقوط آلاف القتلى والجرحى وفرار الآلاف الى الدول المجاورة وبات يهدد بتمزيق البلاد.

العالم - كشكول

الجيش الاثيوبي اعلن أن قواته سيطرت على بلدة إيداجا هاموس على بعد نحو مئة كيلومتر من مدينة ميكيلي عاصمة إقليم تيغراي. واضاف إن قواته تتقدم بسرعة نحو ميكيلي وسيستخدم الدبابات بهدف محاصرتها والسيطرة عليها.محذرا المدنيين من أنه قد يستخدم أيضا المدفعية لقصف المدينة ما يعد نقطة تحول في المعركة الدائرة منذ نحو 3 اسابيع.

من جهتها اكدت الجبهة الشعبية لتحرير اقليم تيغراي في اثيوبيا، أن جنودها صامدون في وجه هجوم قوات الجيش وأن قواتها تحفر الخنادق وتتصدى للقوات الحكومية بثبات.

ويتبادل الطرفان اتهامات بارتكاب فظائع وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية فقد اكدت جبهة تحرير شعب تيغراي التي تسيطر على الاقليم أن الحرب اعتداء غير دستوري، متهمة الحكومة بالثأر العرقي ضد قادةِ الاقليم. فيما اتهم بيان حكومي جبهة تحرير تيغراي، بمحاولة إثارة الاضطرابات والحرب الأهلية.

ويبدو ان انه لا مجال للوساطة لحل النزاع الاثيوبي فقد رفض ابي احمد وساطة الاتحاد الأفريقي لإنهاء الصراع، بعد أن تدخل قادة أفارقة للوساطة في إنهاء الصراع وحثوا الحكومة الإثيوبية على لقاء زعماء الإقليم.

ووسط مخاوف من انجرار إثيوبيا إلى حرب أهلية قد تسفر عن انفصال الإقليم عن الدولة المركزية، وما يترتب على ذلك من تبعات خطيرة قد تعصف بكل دول القرن الأفريقي، بسبب التداخل الإثني والجغرافي وارتباطها الوثيق فيما بينها .أعربت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمات إنسانية أخرى عن القلق من احتمال امتداد القتال إلى مناطق أخرى في إثيوبيا وزعزعة استقرار منطقة القرن الإفريقي، محذرة من تدهور الوضع الإنساني هناك.

ودعا أمين عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إلى "فتح ممرات إنسانية" في إثيوبيا لتوفير المساعدات للسكان العالقين في النزاع الدائر في إقليم تيغراي، معربا عن أسفه لرفض السلطات أي وساطة. ودعت وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إلى وقف فوري ومؤقت لاطلاق النار، لفتح ممرات انسانية امنة في اثيوبيا. كما اعرب الاتحاد الأوربي عن قلقه بشأن المخاطر التي تهدد سلامة البلاد واستقرار المنطقة الأوسع في حالة استمرار الوضع الحالي.

ولا يبدو ان هذه الحرب ستنتهي سريعا، وسط اصرار الطرفان على الاستمرار في الصراع ورفض كل الوسطات ليبقى ما قد تؤول إليه الاحداث في المستقبل القريب مجهولا.