السودان على خطى الامارات في عسكرة التطبيع

السودان على خطى الامارات في عسكرة التطبيع
الثلاثاء ٠١ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٧:٣٠ بتوقيت غرينتش

تتصدر الخرطوم مجددا عناوين التطبيع مع الكيان الاسرائيلي بعد نشر تفاصيل مقتضبة من الزيارة الاخيرة التي أجراها وفد صهيوني الى السودان، في ظل مؤشرات لا تدع مجالا للشك بان السودان يتجه نحو عسكرة التطبيع كما فعلت قبلها الامارات.

العالميقال ان

عضو مجلس السيادة الانتقالي الحاكم في السودان والناطق باسمه، محمد الفكي سليمان، أكد أن الخرطوم على خطى الامارات في عسكرة التطبيع، معلنا ان اسباب زيارة الوفد الاسرائيلي للسودان الاسبوع الماضي كانت ذات طبيعة عسكرية بحتة وليست زيارة سياسية، كاشفا عن لقاء الوفد الاسرائيلي بشخصيات عسكرية وناقش اللقاء قضايا في جوانب محددة وابتدأ زيارته للسودان بطواف على منظومة الصناعات الدفاعية التابعة للقوات المسلحة والتقى فيها بعسكريين.

الفكي وفي مقابلة مع صحيفة "حكايات"، الخاصة، والتي نشرت الأحد، شدد على ان اللقاء لم يناقش أي جانب من الجوانب السياسية المتعلقة بالتطبيع بين الخرطوم وتل أبيب، دون تفاصيل آخرى، ودون ذكر توقيتات محددة لزيارة الوفد.

وحول إدارة المكون العسكري في مجلس السيادة لملف التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بعيدا عن المكون المدني، والحكومة التنفيذية، أجاب الفكي ان هذا الحديث غير صحيح، وكل أعضاء مجلس السيادة من مدنيين وعسكريين مشاركون في ملف التطبيع، بالإضافة إلى وزارة الخارجية، على حد قوله.

وتجلت عسكرة التطبيع السوداني عندما نفى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك علمه بزيارة الوفد الاسرائيلي ومهمته والجهة التي سيلتقيها بالوقوف مع الزيارة دون علم المكون المدني وهذا عكس ما كشفه رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بانه تم اجراء مشاورات مع طيف واسع من القوى السياسية والمجتمعية قبل قرار التطبيع مع اسرائيل.

القيادي في قوى المقاومة السودانية محمد صالح رزق الله قال إن هناك حالة من الفوضى والازدواجية في اتخاذ القرار داخل البلاد، الأمر الذي يعني أن بعض الزيارات واللقاءات قد تجري دون علم من الطرف الآخر، مضيفا انه هناك إشكال كبير جدا فيما يتعلق بـتوزيع أو تضارب السلطات بين ما يسمى بمجلس السيادة والحكومة الانتقالية، حيث نجد أن هناك ارتباك وتداخل في الصلاحيات وإنكار للمسؤولية، على سبيل المثال فإن ملف العلاقات الخارجية هو المسؤول عن مثل تلك الزيارات "زيارة الوفد العسكري الإسرائيلي"، لكن في السودان المسألة غير واضحة تماما، وحتى العلاقة مع إسرائيل بغض النظر عمن يوافق عليها أو يرفضها، من الطبيعي أنها كانت تتم عن طريق القنوات الأساسية والتي تمثلها وزارة الخارجية.

رزق الله أشار إلى أن سبب النفي المتكرر من الحكومة ثم الإقرار بتلك الزيارة ربما يعود إلى أن الحكومة قد تكون على غير علم بتلك الزيارة، لأن هناك طرف آخر يحكم في البلاد، أي أن هناك حكومة داخل حكومة، حيث أن المجلس العسكري داخل مجلس السيادة يتصرف كأنه حكومة، وهناك تداخل في الصلاحيات، بل أن العسكريين تجاوزوا صلاحياتهم، وبعد أن كان مجلس السيادة عبارة عن مجلس تشريفي أصبح الآن مجلس تنفيذي.

التطبيع العسكري ليس حكرا على السودان وحده فمؤخرا كشفت وثيقة رسمية اسرائيلية ان اتفاق تل ابيب وابو ظبي على التطبيع يمهد لتكثيف التعاون العسكري بينهما في البحر الاحمر وهو ما اكدته وزارة الاستخبارات الاسرائيلية بانها مهتمه بتوسيع مجالات التعاون الامني مع الامارات التي قادها رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين.

وقالت هيئة البث الرسمية إن وثيقة صادرة عن وزارة الاستخبارات الإسرائيلية تحدد مجالات التعاون المحتمل مع الإمارات، مضيفة أن "إسرائيل" مهتمة بتوسيع التعاون الأمني.

وبحسب الوثيقة، فإن التعاون في مجال الأمن يتصدر قائمة مجالات التعاون المحتملة بين البلدين. وتنص الوثيقة على أن اتفاق التطبيع يجعل من الممكن تعزيز تحالف عسكري بين الدول الخليجية، فضلا عن تكثيف التعاون بشأن أمن البحر الأحمر.

وبينما يضع عسكر السودان قدم اسرائيل الاولى على بوابة افريقيا والبحر الاحمر تضع الامارات قدم اسرائيل الاخرى في جزيرة سقطرى اليمنية الاستراتيجية لتقيم قواعد تجسس بحرية عسكرية ولوجستية ترصد تحركات البحرية في المنطقة وتخرج التعاون الامني من السرية الى العلنية فلا يجد عسكر السودان حرجا في السير على خطى الامارات.