الرياض تعيد إشهار سلاح الوهابية من القطيف عبر تفعيل دور 'الشرطة الدينية'

الرياض تعيد إشهار سلاح الوهابية من القطيف عبر تفعيل دور 'الشرطة الدينية'
الثلاثاء ٠١ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٤:٠٠ بتوقيت غرينتش

من قلب القطيف اختار النظام السعودي أن يعيد تفعيل دور “الشرطة الدينية”، بما تحمله من سجل قاتم عانى المواطنون جراءه الكثير من الانتهاكات تحت مزاعم الدين، ولكن الصيغة المستهجنة التي أعيد من خلالها تفعيل دور ما يسمى بـ”هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” من قلب المنطقة المحافظة التي يطغى عليها طابع الالتزام الديني والاجتماعي.

العالم - السعودية

الأمر الذي بلورته حالة من الاستنكار الشعبي العارم بين الأهالي الذين اعتبروا أن صيغة اعادة هذه الهيئة يعد استفزازاً متعمدا للمنطقة وأهلها. في التفاصيل، أن مركبات مايسمى”هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” سيرت جولات ميدانية في القطيف يوم الأحد 25 أكتوبر2020، بقيادة رئيسها العام الشيخ عبد الرحمن السند، ومعية أمير الشرقية سعود بن نايف، لقيادة جولات بعنوان “الصلاة النور”، حملة لا تتوافق وممارسات الإكراه والإجبار والاعتداءات التي تمارسها الشرطة الدينية، من أجل إجبار المواطنين على إغلاق محالهم وأرزاقهم وقت الصلاة وإجبارهم للذهاب إلى الصلاة، في صورة معاكسة لتعالم الدين إذ أنه لا إكراه في الدين.

ولعل المفارقة التي تكشف حجم وشكل الاستفزاز يبرز في توقيت دخول هذه الشرطة الوهابية، وتسيير استعراضها في القطيف، حمل بتوقيته الكثير من الكشف عن غياب الحرية الدينية والتمييز وممارسة الأساليب المتطرفة، خاصة وأن الجولات المنفذة خلال العصر والعشاء، يحمل أقصى مشاهد التطرف، فكيف تتم ملاحقة أهالي القطيف وإجبارهم على إغلاق المحلات التجارية في صلاتي العصر والعشاء وهم يتعبدون بالجمع بين الصلوات المتقاربة، كونهم من اتباع اهل البيت ع وهذا الإكراه يعكس حقيقة الاستهداف الطائفي للمنطقة وأهلها المسلط على رؤوسهم سيف الانتقام على أساس التمييز الديني والاستهداف الطائفي.

على ضفة ثانية، لاشك أن إعادة إحياء دور الشرطة الدينية بما تحمل من فكر وهابية النظام وأدواته، وتنفذ أشكال الانتقام والاستبداد تحت ذريعة “الدين” وهي أبعد ما تكون عنه، وما يثير التساؤلات عن إحياء دور هذه الهيئة مع إعادة تشكيل هيئة كبار العلماء قبل أيام، وذلك بعد تغييبها بموجب رؤية 2030 لولي العهد محمد بن سلمان وإحلال “هيئة الترفيه مكانها” لإدخال المفاهيم الغربية على البلاد، وقد تبلورت الكثير من أشكال التفلت ومظاهر التغريب عن المجتمع المتصف بالمحافظة، ورغم أن الكثير من المدن شهدت فعاليات عبر مقررات هيئة الترفيه، وبينها مدينة الرياض، فإن القطيف بقيت المنطقة المحافظة على الالتزام الديني والثقافي والعادات الاجتماعية والموروثات. في تعليقه على غزو القطيف من قبل “الشرطة الدينية”، غرد عضو الهيئة القيادية في حركة “خلاص” الدكتور فؤاد إبراهيم بلغة ساخرة من الاستفزاز المتعمد لأهالي القطيف.

وقال: “قافلة سيارات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجوب شوارع القطيف لإعادة أهلها إلى الإسلام بعد أن خرجوا منه في عهد ابن أبيه”، ووصف “الشرطة الدينية بـ”الفاتحين”، وأن الخطوة تماثل ما يعانيها سلمان بن عبدالعزيز من أعراض مرض “الزهايمر.

من جهته، عضو الهيئة القيادية في حركة “خلاص” حمزة الحسن، اعتبر أن نظام ابن سلمان لايزال بحاجة إلى التطرف، متهما السلطات بترك كل أشكال التفلت وذهبوا لممارسة تطرفهم في القطيف وتعليم “التوحيد الوهابي”.

وبكثير من السخرية ولغة التعبير عن حجم الاستفزاز السلطوي، علق الناشط الحقوقي عادل السعيد وفي تدوينة عبر “فيسبوك”، بالإشارة إلى أنه “بعد حروب طاحنة بين فرسان هيئة “الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” ومليشيات الصحوة من أجل تحرير مدينتنا الوادعة (القطيف)، المحتلة من قبل الصحويين منذ 1979، دخل فرسان الحرية المدينة منتصرين بعد أن اندحرت فلول الصحوة إلى خارج بوابات المدينة” ، وأضاف “من المتوقع أن يقوم فرسان الحرية بمسح الآثار الثقافية الكارثية التي خلفتها الصحوة وراءها، وأن يجتهدوا من أجل ترسيخ قيم الحرية والعدالة والتعددية عوضاً عنها، وكما أعلنوا سيكون برنامج “الصلاة نور” باكورة برامجهم التغييرية”.

كما تابع “من المرجح أن يقوم الفرسان بالتدقيق بالخصوص على إلتزام المواطنين بصلاتي العصر والعشاء، إيماناً منهم بالتعددية وتفهماً لخصوصيات المذاهب”.

من المسلمات التي لا تشكيك بشاكلتها، أن السلطات السعودية اختارت عودة “الشرطة الدينية” من القطيف، استمراراً بنهج الاستفزاز والانتقام والتمييز الطائفي الممارس من قبل الوهابية والنظام السعودي، المسقط كل سياساته التمييزية والانتقامية ضد أهالي المنطقة الملتزم أهلها والمتمايزين بانتمائهم الشعبي والثقافي والديني، ولا شك أن انطلاقة هذه الهيئة عبر شعار الصلاة يكشف هول الانقضاض على الحرية الدينية وانعدامها في المنطقة المحاكم والمعتقل والمعدم أبناءها انتقاماً من انتمائهم الديني.

المصدر: مرآة الجزيرة