بشهادة الأوروبيين.. هدف ترامب من العقوبات كان تجويع الإيرانيين

بشهادة الأوروبيين.. هدف ترامب من العقوبات كان تجويع الإيرانيين
الأربعاء ٠٢ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٩:٥١ بتوقيت غرينتش

عندما كانت ايران تؤكد ان الارهاب الاقتصادي الامريكي المعروف بـ"حملة الضغوط القصوى" التي تمارسها ادارة الرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب على ايران، تستهدف الشعب الايراني وتحرمه من الدواء والغذاء، كان البعض، وخاصة في الدول الدائرة في الفلك الامريكي، تدعي ان الحكومة الايرانية تبالغ في هذا الادعاء، حتى كشفت مراسلات دبلوماسية بين دول اوروبية وامريكا، عن تأكيد الأولى من ان العقوبات الامريكية تحرم الشعب الايراني من المواد الانسانية.

العالم يقال ان

أحدى هذه المراسلات الدبلوماسية التي تم الكشف عنها مؤخرا أظهرت أن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا حثت إدارة ترامب في أواخر أكتوبر تشرين الأول على إعادة النظر في فرض عقوبات واسعة جديدة على البنوك الإيرانية قائلة إن هذه الخطوة ستعرقل التجارة المشروعة في المواد الإنسانية الضرورية.

وقال دبلوماسيون من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لواشنطن، في الخطاب المشترك الذي يحمل تاريخ 26 أكتوبر تشرين الأول، إن العقوبات تجعل السلع الغذائية والأدوية باهظة الثمن لدرجة تعجيزية بالنسبة للمواطن الإيراني العادي في ظل جائحة كوفيد-19.

وكذّب الخطاب، الذي اطلعت وكالة "رويترز" على نسخة منه، مزاعم امريكا المتكررة من ان العقوبات تستهدف "الحكومة الايرانية" وليس الشعب الايراني، داعية واشنطن الى الالتزام بما تقوله.

بيانات للبنك الاتحادي الألماني ومقابلات مع مصرفيين ودبلوماسيين وسياسيين غربيين، اشارت إلى أن فرض واشنطن عقوبات جديدة على بنكين ايرانيين، قطع شريان حياة مصرفيا كانت طهران في أمس الحاجة إليه ، من اجل تهيئة المواد الانسانية الضرورية التي يحتاجها الشعب الايراني.

هذا الخطاب الاوروبي المشترك جاء بعد ان فرضت امريكا عقوبات في الثامن من أكتوبر تشرين الأول على 18 بنكا إيرانيا، ومنعت هذه العقوبات من التعامل مع البنوك الإيرانية ووسعت نطاق عقوبات ثانوية على الشركات الأجنبية التي تجري تعاملات مع هذه البنوك. وقد تصل عقوبة مخالفة البنوك الأجنبية إلى منعها من التعامل مع السوق الأمريكية وقد تؤدي إلى غرامات كبيرة.

متحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية اعلن ان إن بريطانيا "لا توافق على هذه العقوبات التي تؤثر على عدد من البنوك التي تساعد الشعب الإيراني للحصول على الإمدادات الإنسانية الحيوية" ، فيما قال مسؤول حكومي ألماني "إن هناك حاجة لاستمرار القنوات الإنسانية وإن الحكومة الألمانية تدعو لذلك"، بينما قال مصدر دبلوماسي فرنسي "إن الخطاب كان جزءا من مساع مستمرة تبذلها الدول الثلاث حتى توضح للإدارة الأمريكية أنها لن تتنصل من الاتفاق النووي مع إيران".

في المقابل بقي الثرثار بومبيو يكرر بمنطق فرعوني اكاذيبه التي كشف عنها حلفاؤه الاوروبيون، حيث ردت وزارته على تلك المراسلات في خطاب لرويترز :"إن واشنطن ترغب في الحرص على ألا تعيق العقوبات تقديم المساعدات الإنسانية في مواجهة الجائحة!!".

هذا هو الوجه القبيح والوقح للعصابة العنصرية التي تقبع في البيت الابيض، وطريقة تعاملها مع الشعب الايراني، الذي يعارض نهجها واطماعها وهيمنتها، عبر ترهيب وارعاب العالم لمنعه من التجارة مع ايران، وحرمان شعبها من المواد الغذائية والدواء، وهي سياسة ارهابية اشتدت مع تفشي وباء كورونا، بشهادة الاوروبيين انفسهم، بهدف تجويع الشعب الايراني، ودفعه للاستسلام والركوع امام هذه العصابة الصهيونية العنصرية.

تجربة الشعب الايراني خلال الاعوام الاربعة الماضية، في ظل عصابة ترامب بومبيو، وتجربته خلال اربعين عاما، في ظل الادارات الامريكية السابقة، اثبتت ان الاستسلام والرضوخ لا معنى له في القاموس الايراني، فهذا هو ترامب الذي كان يدعي ان ايران لن تصمد امام ارهابه الاقتصادي سوى اشهر، وسوف تهرول للتفاوض معه، نراه اليوم مهزوما مكسورا ذليلا، يتمسك بالاكاذيب كي لا يُطرد من البيت الابيض، بعد ان خسر وبشكل مهين الانتخابات الرئاسية، والتي كانت ايران من اهم اسباب خسارته، بعد ان جعلت من امريكا معزولة ومنبوذة حتى عن اقرب حلفائها الاوروبيين، وسيُطرد من البيت الابيض ولم يفز خلال اربعة اعوام من حكمه الا بقلبين فقط، هما قلب السفاح نتنياهو، وقلب الغر ابن سلمان.