بعد خطابه أمام مؤتمر"حوار المنامة"

ويبقى بومبيو عنوان الفشل في تاريخ الدبلوماسية الأمريكية

ويبقى بومبيو عنوان الفشل في تاريخ الدبلوماسية الأمريكية
السبت ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠١:٢٠ بتوقيت غرينتش

يتفق اغلب المراقبين للمشهد السياسي الامريكي على ان وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو، اكثر اعضاء الادارة الامريكية شبها بالرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، خاصة من ناحية الثرثرة وانفصاله الكامل عن الواقع، ففي الوقت الذي بات بومبيو، من وجهة نظر الامريكيين انفسهم، عنونا للفشل وانه الاسوء في تاريخ الدبلوماسية الامريكية، الا انه مازال يتحدث عن "انجازاته الكبرى" على صعيد الدبلوماسية، كما يتحدث سيده ترامب عن "فوزه الساحق" في الانتخابات الرئاسية!!.

العالم – كشكول

من اجل الا نُتهم باننا نتجنى على الرجل بشأن انفصاله التام عن الواقع، وحديثه عن "انجازات وانتصارات" حققها ولكن لا يراها احد غيره، لذلك سنمر مرورا سريعا على الخطاب الذي القاه يوم امس الجمعة، امام مؤتمر "حوار المنامة"، وننقل اجزاء منه دون ادنى تغيير، ونترك الحكم في ذلك للقارىء.

لما كانت ايران هي هاجس، ليس بومبيو بل سيده ترامب وكل اعضاء ادارته واذيالهم في المنطقة والعالم، ركز بومبيو في خطابه على الحديث عن ايران وقال بالحرف الواحد:"ان حملة الضغط القصوى آتت ثمارها؛ لأن إيران الآن أظهرت لنا بيأسٍ استعدادها للعودة إلى المفاوضات؛ من أجل إعفائها من العقوبات".

هنا نتحدى الجميع او عثروا على تصريح، حتى لو بشكل تلميح، يؤكد ان القيادة الايرانية أخذت "اظهرت استعدادا للتفاوض" مع الارعن ترامب او مع الثرثار بومبيو، خلال السنوات الاربع الماضية؟، الم يضع ترامب رقم هاتفه لدى السفارة السويسرية في طهران بانتظار اتصال من طهران؟، الم ينسف ترمب شروط بومبيو ال12 التي وضعها للتفاوض مع ايران، عندما اعلن اكثر من مرة رغبته بالتفاوض مع ايران بدون اي شروط مسبقة؟، ألم يدعو بومبيو نفسه، الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن للابقاء على العقوبات التي فرضها ترامب، عسى ولعل تجبر ايران على التفاوض؟، ترى من اين جاء بومبيو بالمعلومة عن "استعداد" ايران للتفاوض؟، انه مرض الانفصال عن الواقع ليس الا.

يقول بومبيو ايضا: "ان الصراع في الشرق الأوسط لم يكن بسبب النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وإنما تنظيم داعش، والقيادة الإيرانية". اذا ما مررنا مرور الكرام من مرض "هاجس ايران" الذي يعيشه بومبيو، فان مرض الانفصال عن الواقع يبدو انه يتضاعف كثيرا لديه عند الحديث عن القضية الفلسطينية، لان بومبيو شأنه شأن جميع متطرفي اليمين الامريكي المتصهين، لا يعترفون بقضية اسمها القضية الفلسطينية، لانهم لا يعترفون اساسا بوجود شعب اسمه الشعب الفلسطيني، وهذا ما برر تجاهل الفلسطينيين بالكامل في كل القرارات التي اتخذها الثنائي ترامب وبومبيو از القضية الفلسطينية، لذلك لا يرى اي صراع "فلسطيني – اسرائيلي"!!.

اما حديثه عن "داعش"، فحتى السذج من الناس باتوا على علم ان هذه العصابة الطائفية الدموية القذرة، هي صناعة امريكية، بشهادة كبار المسؤولين الامريكيين، هدفها تمزيق الدول والمجتمعات العربية والاسلامية، واختلاق اعداء وهمين، من اجل مصلحة "اسرائيل"، لتبقى الاقوى والمهيمنة وسط محيط ضعيف ممزق ومتصارع.

العبارة الوحيدة التي لامست الواقع من بين كل ثرثرة بومبيو، كانت هذه العبارة:"إن اتفاق تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات والبحرين لم يكن ليتحقق لولا حملة الضغط القصوى، والدبلوماسية الأمريكية الفاعلة مع شركائها الأقوياء في المنطقة"، فهو اعترف واضح وصريح ان بعض الدول العربية سيقت الى التطبيع، بضغط من "الشقيقة الكبرى السعودية" وبتهديد امريكي، وبتبعية "ملوكها" و "امرائها"!!.