بعد فشله في اليمن   

هل يعوّض ترامب السعودية بوضع أنصار الله على قائمة "الإرهاب"؟

هل يعوّض ترامب السعودية بوضع أنصار الله على قائمة
السبت ٠٥ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٥:٥١ بتوقيت غرينتش

قال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، إن مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد شينكر ناقش مع سلطنة عمان إمكانية أن تصنف امريكا حركة انصارالله اليمنية ضمن التنظيمات الإرهابية، خلال زيارة الاخير الى السلطنة مؤخرا.

العالم – كشكول

وأعرب البوسعيدي في تصريحات خلال مؤتمر دولي في البحرين، عن رفض بلاده لمثل هذا التوجه الامريكي ، واضاف متسائلا: " هل سيحل هذا القرار الصراع اليمني، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه الجماعة طرف مهم؟ أم أنه من الأفضل دعم ما يحاول مبعوث الأمم المتحدة فعله بدعوة الجميع إلى الطاولة بمن فيهم هذه الجماعة".

ما قاله المسؤول العماني لم يفاجىء المراقبين، فقد نقلت وكالة رويترز للأنباء الشهر الماضي عن "مصدرين مطلعين"، أن إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب هددت بإدراج حركة انصار الله في "قائمة الإرهاب" الامريكية. كما ذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية في تقرير نشرته اواخر الشهر الماضي ايضا، أن هناك أنباء عن معارضة وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون، وخبراء مهنيين في وزارة الخارجية الأميركية، لسعي إدارة ترامب لتصنيف حركة انصارالله على انها "منظمة ارهابية".

من الواضح ان جميع محاولات الادارة الامريكية في الدقيقة التسعين من عمرها المشؤوم، تأتي في سياق دعمها وحمايتها للكيان الاسرائيلي بالدرجة الاولى، كما في لبنان والعراق وسورية واليمن وفي تعاملها مع الاتفاق النووي، وارهاب الدولة الذي تمارسه بالتنسيق مع الكيان الاسرائيلي، والمتمثل بجرائم الاغتيال لعلماء ايران، وكذلك المتمثل في الارهاب الاقتصادي ضد الشعب الايراني.

المخطط الامريكي بات واضحا لكل ذي عين، فهو رغم فشله في تحقيق اهدافه، الا انه يضرب في لبنان عبر محاولة خنقه اقتصاديا، وضرب اللحمة الوطنية بين ابناء شعبه وتعطيل كل الحلول السياسية، من خلال وضع "حزب الله" على قائمة الارهاب، وافساح المجال لذيول امريكا وابواقها وعملائها في الداخل لتعكير صفو السلم الاهلي، والهدف الاول والاخير من ورء كل ذلك هو حماية الكيان الاسرائيلي. وذات المخطط يجري على قدم وساق في العراق ضد الحشد الشعبي، مع فوارق بسيطة. ويتكرر ايضا في سورية عبر قانون "قيصر" وخنق الشعب السوري، الذي مازال ينظر الى الكيان الاسرائيلي كعدو للامتين العربية والاسلامية.

اليوم جاء دور اليمن، بعد ان افشل رجاله الاشداء في حركة انصارالله والقوات المسلحة اليمنية وقواه الوطنية، العدوان الامريكي الاسرائيلي السعودي الاماراتي، كما افشلوا هدف هذا العدوان المتمثل بسوق اليمن الى حظيرة المطبعين والخانعين، و1لك من خلال الانتقام من شعبه عبر محاولة ادارج حركة انصارالله على لائحة "الارهاب الامريكي".

بات واضحا ان الهدف الاول والاخير من وراء هذا الاجراء، هو منع المنظمات الدولية من التعامل مع حركة انصارالله، وبالتالي معاقبة الشعب اليمني بالدرجة، عبر منع وصول المساعدات الانسانية الضرورية الى المناطق التي تسيطر عليها حركة انصارالله والقوات المسلحة اليمنية، وهي صنعاء ومعظم المراكز الحضرية الكبرى في اليمن، انتقاما من اهلها في احتضان المشروع الوطني اليمني، ورفضهم مشروع مرتزقة الرباعي المشؤوم.

رغم ان ترامب يحاول في الظاهر عبر هذا الاجراء الانتصار لبن سلمان في اليمن، وتقديم هدية له قبل رحيله عن البيت الابيض، في مقابل اكثر من نصف ترليون دولار منحها له ابن سلمان لدعمه في حرب اليمن و توفير الحماية له وتمهيد الارضية امامه للوصوله الى عرش السعودية، الا ان امريكا كانت ومازالت لا ترى الا مصلحة "اسرائيل" ، قبل وبعد كل قرار او اجراء تتخذه في منطقة الشرق الاوسط، وما الحرب الظالمة التي فرضت على الشعب اليمني وما دعمها لبن سلمان، الا لمصحة "اسرائيلية" بحتة، وكل ما يقال عن "عاصمة الحزم" و"الانتصار للشرعية" ، الا ذرا للرماد في العيون.

وكما فشلت امريكا في العراق وسورية ولبنان في تحقيق اهداف "اسرائيل" ، فانها ستشفل وبشكل افظع في اليمن، البلد الذي ابتلعت ارضه كل من فكر بغزوها واستعباد اهلها عبر التاريخ، فلا ارض اليمن تتحمل الغرباء، ولا رجاله اهل ذلة وخنوع، لذلك أصبحوا مثالا يضرب في العزة والكرامة والانفة والرجولة، ليس بين العرب فقط ، بل بين جميع شعوب العالم.