الدكتور فتيحي.. و"خطيئة" الكشف عن حقيقة "إصلاحات" إبن سلمان

الدكتور فتيحي.. و
الأربعاء ٠٩ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٩:٤٣ بتوقيت غرينتش

لطالما طبل الاعلام السعودي لسياسة "الانفتاح" التي "يقودها" ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحكيم، والتي "تهدف" وضع السعودية على طريق الحداثة والتطور، بعيدا عن القراءة المشوهة للاسلام التي قدمتها  الوهابية السعودية، والتي كلست العقلية السعودية والمجتمع السعودي، الذي بات يعيش خارج التاريخ، منذ ان تعهد جد ولي العهد ، عبدالعزيز ال سعود لمؤسس الوهابية محمد بن عبدالوهاب، بنشر عقيدته المنحرفة في مقابل ان يشرعن له هيمنته وسيطرته على بلاد الحرمين الشريفين بحد السيف.

العالم يقال ان

العارفون بشخصية ولي العهد السعودي ابن سلمان، من ابناء السعودية، شككوا منذ اليوم الاول بسياسة الانفتاح التي نادى بها وقادها ابن سلمان، مؤكدين على انها كانت غطاء لتصفية كل الامراء داخل اسرة ال سعود الحاكمة من الذين يعتبرون اولى منه بالمنصب والذين يمكن ان ينافسوه في طموحه للوصل الى العرش، ولكل الاصوات المنادية بالاصلاح الحقيقي، والنافذين في الحكومة والاقتصاد والمجتمع السعودي، حيث تمكن من اسكات تلك الاصوات بذريعة مخالفتهم لسياسة "الاصلاح" و"الانفتاح" التي يقودها لـ"تحديث" السعودية.

العارفون بالشأن السعودي، حذروا من ان سياسة الانفتاح التي يتبعها ابن سلمان ما هي الا مخطط لتغييب الشباب السعودي عن واقعه وفصله عما يجري من حوله، عبر نشر الرذيلة والفحشاء بشكل متهور ومندفع ودون اي خطوط حمراء، حتى باتت الحفلات الماجنة التي تقام بالسعودية من قبل الفرق الغربية، وخاصة الامريكية، لا تختلف كثيرا عن التي تقام في امريكا وغيرها من البلدان الغربية.

الدلائل التي تؤكد هذه الحقيقة، هي كثيرة ومتعددة ومنها مطاردة ابن سلمان لكل الاصوات الاصلاحية الحقيقية والزج بها بالسجن وتعذيبها حتى الموت، كما حدث للناشط الدكتور عبدالله الحامد، واية الله العلامة الشيخ نمر باقر النمر الذي ذبحه ابن سلمان فقط لدعوته لاصلاح حقيقي في المجتمع السعودي، بينما لم يناد اي من هؤلاء للعصيان او الثورة او التمرد او حمل السلاح.

آخر فضائح ابن سلمان، والتي كشفت زيف ما طبل له اعلامه عن الاصلاح والانفتاح، كان سجنه ست سنوات للطبيب السعودي البارز وليد فتيحي، وحظره من السفر لمدة ست سنوات، بتهم واهية مثل "الحصول على الجنسية الأميركية دون إذن،" و"انتقاد دول عربية على تويتر"، اضافة الى "دعم منظمة إرهابية والتعاطف معها"، في إشارة الى جماعة الإخوان المسلمين.

المعروف ان الدكتور فتيحي لم يكن معارضا، بل لم يكن يتحدث في أمور السياسة، لكنه كان طبيبا لامعا وإداريا ناجحا تولى إدارة عدد من المؤسسات الطبية في السعودية، الا ان خطيئته التي كانت وراء غضب ابن سلمان عليه كما ادت الى سجنه، انه اتجه إلى الإعلام فصار وجها معروفا ببرنامجه "وَمَحياي" الذي بث فيه رسائل للارتقاء بالإنسان صحيا وروحيا، ومحاولته زرع القيم الانسانية الراقية في الشباب السعودي، وهو ما اعتبره ابن سلمان خطرا عليه وعلى سياسة انفتاحه المزيفة.

بات واضحا ان ابن سلمان يخشى كل الخشية من الشاب السعودي المثقف والواعي والعارف بما يجري من حوله، الذي يحاول امثال الدكتور فتيحي، بناءه ليكون اساس الاصلاح الحقيقي، وهو ما لايريده ابن سلمان، الذي يحاول ان يدمر من خلال سياسة الانفتاح شخصية الشاب السعودي، ويحولها الى شخصية عدمية غارقة في الملذات الرخيصة، لذلك ناصب العداء كل من يقف في وجه مخططه الرامي لهدم شخصية الانسان السعودي.