لعبة نتنياهو الجديدة..هذه المرة بالبيدق المصري

لعبة نتنياهو الجديدة..هذه المرة بالبيدق المصري
الخميس ١٠ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠١:٥٦ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

العالم - خبر واعراب

الخبر: ذكرت صحيفة اسرائيل هيوم العبرية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وجه دعوة رسمية لرئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة البلاد.

التحليل:
-على الرغم من أن المصادر المصرية التزمت حتى هذه اللحظة الصمت تجاه دعوة السيسي لنتنياهو، ولكن مع الأخذ بنظر الاعتبار تاريخ العلاقات المصرية الاسرائيلية فلا ينبغي أن نستبعد توجيه مثل هكذا دعوة، خاصة وأن الحلفاء الاقليميين لمصر وهما الامارات والبحرين بادرا الى التطبيع واقامة العلاقات مع الكيان الاسرائيلي، ولاشك أن المسؤولين السعوديين اشادوا بخطوتيهما، بل أن السعودية أعربت عن استعدادها لاقامة العلاقات مع اسرائيل اذا تحقق شرطان صوريان.

-في هذا الاطار ومع تقرب السعودية من قطر، فان العامل الرئيسي في التحالف الرباعي بين مصر والسعودية والامارات والبحرين وهو العداء لقطر سيفقد مبرره ليحل محله التقرب الى اسرائيل وتعزيز ذريعة "العداء لايران"، من أجل الابقاء على التحالف الرباعي المذكور.

- لقد وجه تركي الفيصل وزير الاستخبارات السعودية السابق خلال المؤتمر الأمني الذي عقد في البحرين مؤخرا، انتقادات عنيفة ضد اسرائيل، ولكن فيما بعد نشرت وسائل الاعلام صورا لتركي الفيصل وهو يجلس الى جانب عاموس ادلين رئيس جهاز المخابرات العسكرية للجيش الاسرائيلي وكانا يرتشفان القهوة ويتحدثان بودية كاملة، وعلى الرغم من أن الرأي العام سخر من هذه الازدواجية؛ إلا انها دللت على أن التحالف الرباعي الاقليمي المذكور آنفا لم يعد يفكر بشيء آخر سوى العلاقة مع الكيان الاسرائيلي، بل في نفس الوقت فانه يسعى لأن يكون سباقا في هذا المضمار.

-السيسي يواجه في الوقت الراهن العديد من المشاكل، فمن ناحية يواجه المشاكل الاقتصادية والمعيشية، ومن ناحية أخرى يجثم على صدره كابوس سد النهضة الاثيوبي وورطة الجفاف وانحسار موارد المياه في مصر، ومن ناحية ثالثة الاضطراب الأمني في صحراء سيناء وكذلك على الحدود المصرية الليبية، والى جانب ذلك استعادة الاخوان المسلمين لنشاطهم وتحركاتهم وكذلك مجيء رئيس أميركي جديد أقل ما يقال عنه انه سيركز على شعار متابعة قضايا حقوق الانسان؛ فكل هذه القضايا يمكن أن تشكل عوامل وأسباب تدفع السيسي للاسراع في التقرب الى اسرائيل واقامة العلاقات معها.

-الترحيب المصري الكبير بما أقدمت عليه الامارات والبحرين في تطبيع علاقاتهما مع اسرائيل، وكذلك القرار الذي أصدره السيسي مؤخرا للافران المصرية في استخدام وقود الغاز بدل نفت الغاز، لتذهب عائدات الغاز الى جيوب الصهاينة يعزز التكهنات بأن السيسي قام بالفعل بدعوة نتنياهو لزيارة مصر، ولكن مع الأخذ بنظر الاعتبار الظروف ومكانة نتنياهو في مستقبل الكيان الاسرائيلي، وكذلك التغيير الذي طرأ على السلطة في الولايات المتحدة؛ فانه ليس من الواضح أن كانت حسابات السيسي ونظرته المستقبلية في دعوة نتنياهو تخدمه في استمرار وتقوية حكمه في مصر.

-ومما لاشك فيه أن المستفيد الأكبر من هذه الزيارة خاصة على الصعيد الاقتصادي هو فريق نتنياهو، فمن خلال هذه الزيارة فان قطار نتنياهو في تطبيع العلاقات مع العرب وخاصة مع السعودية يتقدم نحو محطة أخرى، كما أن اقتصاد الكيان الاسرائيلي يزداد نموا مع وجود مشتر مضمون لغاز الكيان، كما انه وحسب زعمه فانه سينال قسطا من الراحة من المقاومة الفلسطينية في غزة، غير أن هذا الأخير سيبقى مجرد حلم صهيوني، فمواقف المقاومة الفلسطينية تشير الى أن هذا الحلم لن يتحقق ولن يترجم على الواقع.