قطع المياه عن مليون سوري جريمة حرب موصوفة.. تركيا تعيد الكرة!

قطع المياه عن مليون سوري جريمة حرب موصوفة.. تركيا تعيد الكرة!
السبت ١٢ ديسمبر ٢٠٢٠ - ١٠:٢٥ بتوقيت غرينتش

"الحسكة عطشى" للمرة الخامسة عشرة على التوالي بعد ان قطعت تركيا المياه عن المدينة (شرق سوريا) لتتجدد معاناة مليون سوري يعتمدون في مواردهم المائية على محطّة مياه علوك المغذية للحسكة وأريافها.

العالم - كشكول

منذ احتلال القوات التركية مدينة "رأس العين" ونهب المدينة وتهجير سكانها على ايدي المجموعات المسلحة المرتبطة بتركيا، أضحت الآبار الكائنة في محطة علوك المغذي والمصدر الوحيد لتزويد مدينة الحسكة وريفها بالمياه الصالحة للشرب ورقة بأيدي تركيا ومرتزقتها من الجماعات المسلحة لتعطيش سكان الحسكة، تحت ادعاءات الضغط على "قسد".

وعلى مدى شهور قام الجيش التركي والجماعات المسلحة التابعة له بسحب خطوط مياه لمقراتهم، وأخرى لسقاية أراضٍ تابعة لبعض قادة الجماعات المسلحة، من خط مياه علوك الذي يتغذى من محطة الدرباسية، ما أدى إلى خروجها عن الخدمة بفعل الضغط الفائض. كما أن الاستجرار الزائد للكهرباء أدى إلى ارتفاع الحمولات على الخط، وضعف الجهد الكهربائي، وخروج الآبار والمضخات بالتدريج عن الخدمة رغم الصيانة الواسعة التي قامت بها شركة مياه الحسكة بوساطة روسية قبل أشهر.

من جهة أخرى قامت ما تسمى هيئة الطاقة في الإدارة الذاتية بتخفيض منظمات الجهد الكهربائي (المحولات) من 300 ميغا إلى 150، علماً بأن المحطة تحتاج الى حوالي 3 الى 4 ميغا واط للعمل، بينما ارتفعت الحمولات على الخط الموفر لها الى أكثر من 8 ميغا بسبب التعديات على الخط وسرقة الكهرباء، وبالتالي لابد من تركيب محولات جديدة وإزالة التعديات كي يتم تغذية الابار والمضخات بالجهد المناسب وبالتالي إعادة تشغيل المحطة، وهو ما تمنعه تركيا.

وفي حين تقوم الإدارة الذاتية التابعة لقسد بقطع الكهرباء عن مدينتي رأس العين وتل أبيض (تسيطر عليهما تركيا ومرتزقتها)، ردا على انقطاع المياه عن مدينة الحسكة وأريافها، فإن الضحية تبقى أهالي الحسكة العطشى الذين يعانون الامرّين منذ دخلت القوات التركية واحتلت أراضيهم حيث يعجز موظفو شركتي الماء والكهرباء الحكوميتين عن الدخول الى المحطة وإعادة صيانتها وإزالة التعديات على خط الكهرباء المغذي لها في المناطق التي تتقاسم السيطرة فيها كل من "قسد" وتركيا.

وفي نداء الى محكمة الجنايات الدولية طالب اهالي الحسكة بإنهاء الابتزاز اللاأخلاقي الذي تنتهجه تركيا ومرتزقتها, معتبرين ان تكرر سيناريو قطع المياه من مصدرها الوحيد الذي يغذي الحسكة من "أبشع الصور التي تندرج تحت بند الجرائم ضد الإنسانية"، في حين وصف مدير المياه في الحسكة، محمود العكلة مايحدث بـ"جريمة حرب موصوفة".