بعد هيمنة دول التطبيع عليها..

إرتفاع الأصوات الداعية للإنسحاب من الجامعة العربية

إرتفاع الأصوات الداعية للإنسحاب من الجامعة العربية
الإثنين ١٤ ديسمبر ٢٠٢٠ - ١٠:٠٩ بتوقيت غرينتش

في تصريح يعكس عمق الجرح الذي أصاب الاحرار والشرفاء في الأمة، بسبب إنتشار "فيروس الخيانة" بين من يوصفون بانهم ملوك وامراء ومشايخ ورؤساء، وتسري هذا الفيروس القاتل الى بعض اجزاء ما يعرف بـ"النخب" العربية، مما اضعف الجسد العربي امام انتشار "السرطان الصهيوني"، دعت الأمينة العامة لحزب العمال الجزائري لويزة حنون، سلطات بلادها لمغادرة الجامعة العربية بعد الهيمنة الصهيونية عليها.

العالم يقال ان

السيدة حنون وفي كلمة ألقتها امام اجتماع المكتب السياسي لحزبها، وصفت، خطوة المغرب بالتطبيع مع "إسرائيل"، بأنها "عملية مقايضة مفضوحة وتطور خطير يزيد من حصار الجزائر، ويعجّل باختراق المنطقة والقارة الأفريقية". كما اعتبرت خطوة المغرب بانها تاتي في اطار القرار الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب "المهزوم"، بإشعال النيران قبل رحيله في منطقة المشرق والمغرب، واستهداف الشعب الفلسطيني من خلال أذنابه في المنطقة.

موقف السيدة حنون، بات اليوم يمثل موقف قطاعات كبيرة من المجتمع الجزائري، المعروف بمواقفه المبدئية المشرفة من القضية الفلسطينية، الذي اصبح اليوم يستشعر ان "لا معنى للوحدة العربية على حساب المبادئ على حساب القضية الفلسطينية.. وان بقاء الجزائر في الجامعة العربية سيفرض على الوفد الجزائري التنازل عن الموقف الجزائري الثابت لمستويات لا تشرف الشعب الجزائري"، كما قالت حنون.

في المقابل ترى قطاعات اخرى في الجزائر وغيرها من الدول العربية، ضرورة البقاء في الجامعة العربية، وعدم ترك القرار العربي رهينة بيد الانظمة العربية الرجعية والعميلة لامريكا و"اسرائيل"، والتي باتت تجاهر بخيانتها وعمالتها، دون ادنى حياء، وتؤكد على ضرورة التنسيق الامني والعسكري مع "اسرائيل" ضد مصالح الشعب الفلسطيني ومصالح الشعوب العربية والاسلامية.

تعتبر الجزائر من الدول العربية التي كانت تقود القرار العربي الى جانب مصر وسوريا والعراق خلال عقود طويلة، الا ان هذه الحالة العربية تراجعت بعد هيمنة الانظمة العربية الرجعية مثل السعودية والامارات على القرار العربي، لاسيما بعد المخطط الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي في تفكيك الدول العربية المحورية وتشتيت شعوبها وخلق الفتن في ربوعها عبر العصابات التكفيرية الوهابية الممولة خليجيا، كما حصل في سورية وليبيا والعراق واليمن. لذلك يعتبر الموقف الجزائري اليوم في غاية الاهمية، في الوقوف بوجه اندفاعة الانظمة العربية العميلة، وهو موقف بحاجة الى مساندة الانظمة العربية التي مازالت ترفض الهيمنة الامريكية الاسرائيلية، وكذلك مساندة الشعوب العربية، ونخبها الحرة التي مازالت تُعتبر منارا لقطاعات واسعة من الشعوب العربية، وباتت مسؤولية هذه النخب مضاعفة اليوم، في ظل الهجمة الامريكية الاسرائيلية العربية الرجعية بقيادة السعودية، التي تستهدف الشعوب العربية وقضيتهم المركزية فلسطين.