شاهد.. هكذا تبتز ادارة ترامب الخرطوم

الإثنين ١٤ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٤:٤٦ بتوقيت غرينتش

الدفعة الاولى من ثمن التطبيع السوداني مع الكيان الاسرائيلي، تلقتها الخرطوم، وتمثلت باعلان وزارة الخارجية الاميركية، رفع اسم السودان رسميا من قائمة الدول الراعية للارهاب، داعية اياه، لاعتماد مسار جديد يلبي ما اسمتها، المعايير القانونية والسياسية. 

العالم - خاص بالعالم

هذه المعايير التي اوردتها الخارجية الاميركية، ليست الا مصالح خاصة تريدها مقابل وضع هذا البلد في قائمة الارهاب، ورفع ذاك البلد منها.

فالمعيار الوحيد الذي ادى لرفع السودان من القائمة، كان موافقته على تطبيع العلاقات مع الكيان الاسرائيلي في تشرين الاول اكتوبر الماضي.

وبمجرد قبول المجلس العسكري الانتقالي بالتطبيع، لم تعد معايير دعم الارهاب التي تتبجح بها الولايات المتحدة ذات اهمية.

فالاخيرة التي ابتزت الخرطوم لعقود بتهمة دعمها لجماعة القاعدة، تستخدم نتائج هذا الابتزاز لترسيخ عملية ابتزاز جديدة.

حيث وعدت ادارة دونالد ترامب المسؤولين السودانيين بمنع اي ملاحقة قضائية داخل الولايات المتحدة في قضية هجمات ايلول سبتمبر.

وهو ما لقي معارضة داخل الكونغرس الاميركي من اعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ، ما ادى في المقابل الى امتعاض سوداني من تنصل البيت الابيض من تعهداته ضمن صفقة التطبيع.

وعليه فان المراقبين، يؤكدون ان الترويج لمقولة ان السودان، هو الرابح من صفقة التطبيع، ليست واقعية تماما.

فالاستثمارات التي ينتظرها الاقتصاد السوداني، لن تاتي بتلك السرعة المتوقعة، خاصة وان عدم منح البلاد الحصانة السيادية ضد اي ملاحقة قضائية في المستقبل لا يشجع الاستثمار كثيرا، بحيث ستكون الاموال الاجنبية في خطر، وهو ما يعتبر ورقة ابتزاز اخرى في يد الاميركيين.

اضافة الى ان الوضع الداخلي السوداني، لم يصل الى مرحلة الاستقرار التام، وسط تزايد الخلافات بين المجلس العسكري، والجناح المدني في الحكومة المؤقتة.

وفي ظل واقع ان السلطات السودانية، انخرطت في صفقة تطبيعية بشروط اميركية، فان مسار ومالات هذه الصفقة، لن تكون كما يريدها السودان، فكما وضعت واشنطن معايير ادراجه في قائمة الارهاب، وكما وضعت معايير حذفه من القائمة، هي ايضا من يضع معايير الرابح والخاسر من صفقة التطبيع.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...