بري: دخلنا في النفق ولا أعرف كيف سنخرج منه

بري: دخلنا في النفق ولا أعرف كيف سنخرج منه
الثلاثاء ١٥ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٩:٢٦ بتوقيت غرينتش

يبدو أنّ الحمْل الحكومي في لبنان قد تعرّض للإجهاض قبل أن تولد الحكومة، والوضع العام المحيط بهذا الملف هو في أعلى درجات التشاؤم، وهو ما عَكسه رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بأن "الوضع الحكومي مسدود بالكامل وقد دخلنا في النفق ولا أعرف كيف سنخرج منه".

العالم_لبنان

فمع فقدان الجنين الحكومي الذي عُمل على تكوينه على مدى أسابيع، وفي مناخ ملبّد بالتعقيدات والألغام السياسية والمزاجيات الشخصية، وكذلك مع انقطاع كل الشعرات الواصلة بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري حول هذا الملف، واستبدالها بكرات نارية ألقى بها كلّ منهما على الآخر، وبسِجال يحمل كلاماً من فوق السطوح بين "التيار الوطني الحر" وتيار "المستقبل"، تصبح إمكانية تكوين هذا الجنين من جديد مهمة شبه مستحيلة.

واللافت في هذه الأجواء هو انتقال شريكي التأليف (عون والحريري) من حلبة التأليف إلى حلبة السجال والاشتباك السياسي، فالرئيس المكلف أشار في بيان لمكتبه الإعلامي إلى أنه التقى رئيس الجمهورية 12 مرة، في محاولة حثيثة للوصول إلى تَفاهم بشأن تشكيل الحكومة، وهو في كل مرة كان يعبّر عن ارتياحه لمسار النقاش، قبل أن تتبدّل وتتغيّر الأمور مع الأسف بعد مغادرة الرئيس الحريري القصر الجمهوري.

وردّ المكتب الإعلامي لرئيس الجمهورية اللبنانية على بيان مكتب الحريري، مشيراً إلى أنه "تضمّن مغالطات"، موضحاً أنّ اعتراض عون على اللائحة التي قدمها الرئيس المكلف قام أساساً على طريقة توزيع الحقائب الوزارية على الطوائف، ولم يجر البحث في الأسماء المقترحة. وقد رأى رئيس الجمهورية أنّ المعايير ليست واحدة في توزيع هذه الحقائب، وطلب من الرئيس المكلف إعادة النظر بها. كذلك اعترض الرئيس عون على تفرّد الرئيس الحريري بتسمية الوزراء، وخصوصاً المسيحيين منهم، من دون الاتفاق مع رئيس الجمهورية، علماً أنّ الدستور ينص على انّ تشكيل الحكومة يكون بالاتفاق بين رئيسي الجمهورية والحكومة.

واستتبع هذا الرد رد آخر، ما فاقم الأمور سوءا، وهو ما عَكسه بري الذي قال رداً على سؤال لصحيفة "الجمهورية": الوضع ليس مريحاً على الإطلاق، فقد دخلنا في النفق ولا أعرف كيف سنخرج منه. لقد أصبحنا في حال يرثى لها، والوضع الحكومي مسدود بالكامل. أمّا لماذا هذا الانسداد؟ فبالتأكيد أنّ الجواب هو لدى رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف"، مؤكدا "أن الوضع الذي وصلنا إليه يوجِب الإسراع في تشكيل الحكومة"، ومنبها من محاذير عرقلة وتأخير تشكيل الحكومة في لحظة الخوف على المصير الوطني، داعياً بشدة إلى الإسراع في تشكيل الحكومة بعيداً عن المحاصصات والخلافات الضيقة.