من هي الدول العربية التي زارها وزير الحرب الاسرائيلي بيني غانتس؟

من هي الدول العربية التي زارها وزير الحرب الاسرائيلي بيني غانتس؟
الخميس ١٧ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٦:١٨ بتوقيت غرينتش

تصريحات وزير الحرب الاسرائيلي بيني غانتس لصحيفة عربية (بالأخص سعودية) بأنه زار غالبية الدول العربية سرا خلال السنوات الماضية في مهام عسكرية، لها مؤشرات عديدة وصعبة تكشف حقيقة الوضع المر الذي تمر به القضية الفلسطينية منذ سنوات طوال وليس الآن.

العالم – يقال ان

غانتس زار هذه الدول العربية في مهام عسكرية وبالتالي هذه الدول كانت تتعاون سرا مع جيش الاحتلال الذي يقصف غزة ويقتل الفلسطينيين دون هوادة، فكيف كنا ننتظر من هذه الدول ان تنصر القضية الفلسطينية او حتى ان يشعر العدو الاسرائيلي بالتهديد من قبلها وهي تستقبل وزير حربها!، وكيف يمكننا ان نصدق ان بعض هذه الدول أعلنت اليوم تطبيعها مع الاحتلال لوقف الاستيطان، بالطبع لا فهي كانت تشارك في قتل الفلسطينينيين يوميا باستقبالها لوزير الحرب المسؤول مباشرة عن المجازر بحق الفلسطينيين.

النقطة الثانية في المقابلة التي أجرتها صحيفة "الشرق الاوسط" السعودية مع غانتس هي ان المقابلة جرت وللمرة الاولى من قبل وسيلة اعلام سعودية مع شخصية اسرائيلية بهذا المستوى، وهو مايعيد الحديث عن ان السعودية هي التي تقود عملية التطبيع الجديدة التي اتضح انها كانت قائمة سرا والآن خرجت الى العلن فحسب، وأن السعودية تتبنى وجهة نظر غانتس وهي ان ايران هي العدو فهي من تشكل تهديدا للكيان الاسرائيلي لا "أغلب القادة العرب" الذي يستقبلون وزير الحرب الاسرائيلي في بلادهم، والذين تخلوا عن القضية الفلسطينية منذ زمن بعيد، وماحدث في آب الماضي لم يكن سوى الاعلان عن هذا التخلي، حيث كانت الافتتاحية من قبل الامارات.

غانتس أشار الى عدة نقاط، أولها قوله ان المحور الإيراني وكان يقصد (محور المقاومة) هو الذي يهدد "إسرائيل" وجميع الدول العربية (بحسب غانتس)، وهو بالفعل ما تسعى السعودية جاهدة عبر ماكنتها الاعلامية للترويج له، وهذا ما يفسر حربها السياسية والاقتصادية والاعلامية ضد حزب الله في لبنان، الدولة السورية، الحشد الشعبي العراقي، حركات المقاومة الفلسطينية وأبرزها حماس التي يقبع بعض قادتها في السجون السعودية.

ثانيا: تحدث غانتس موجها كلامه الى الفلسطينيين بأن أغلب الدول العربية قد تخلت عنكم، وأمام الامر الواقع عليكم ان تنضموا الى هذه التسوية (أو ما وصفه بالمسيرة السلمية) وعندما يذكر سلمية فهو يقصد انه في حال لن تنضموا فقد تكون هناك أخرى غير سلمية فهو تهديد مبطن (بالطبع فغانتس وزير حرب لا سلم)، وأما حديث غانتس عن "قدس موحدة وعاصمة لـ"كيان" فلسطيني مستقل"، ليس إلا تصريحات للانتخابات التي سيشهدها الكيان الاسرائيلي بعد فشل الاتفاق مع نتنياهو وقرار الكنيست بحل نفسه، وبالتالي يقدم غانتس نفسه كخيار جديد للمستوطنين كبديل لنتنياهو من جهة وللإدارة الامريكية الجديدة من جهة أخرى، كما انه يحاول تثبيت التطورات التي حصلت في عهد ترامب من نقل للسفارة الامريكية الى القدس المحتلة والاعتراف بسيادة الاحتلال على الجولان السوري المحتل.

واكبر دليل على كذب غانتس والقادة الصهاينة جميعا حول "سلميتهم" هو اصرار غانتس على ان " إسرائيل لن تتراجع عند حدود العام 1967"، وبالتالي يصر الصهاينة على احتلال بلاد العرب والمسلمين ويرفضون تنفيذ حتى القرارات الاممية التي تعترف بالكيان الاسرائيلي وسيادته على الاراضي العربية التي احتلها حتى عام 1967، وهو مايؤيد النظرة التوسعية للكيان الاسرائيلي الغدة السرطانية في منطقتنا وعالمنا الاسلامي، ومن الواضح ان الدول العربية التي لم يزرها غانتس هي الدول التي مازالت امريكا والصهانية ومن ورائهم الاوروبيون يسعون الى تدميرها وتخريبها واغتيال علمائها.