"حكمة" محمد بن سلمان السياسية في تخريب العلقات مع باكستان

الجمعة ١٨ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٧:٢٢ بتوقيت غرينتش

ليس ملف العلاقات السعودية الباكستانية وحده الذي قام ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بتغيير أبجديته المعهودة منذ توليه زمام الحكم في السعودية، فالأمير الشاب يعتقد على ما يبدو أن قيادة الدولة اشبه ما يكون بلعب البوبجي او نظيراتها من الألعاب الإلكترونية الأخرى.

العالم - كشكول

وهذه النظرة تبدوا واضحة من طريقة تخطيطه وتنفيذه للعدوان على اليمن والذي ظن حين بدأه أن يشبه هذه الألعاب وأنه سوف ينهيه في وقت قصير ليشعر بنشوة الفوز ويكون البطل السعودي الصاعد ولكن الواقع كان عكس ما تخيله فها نحن اليوم بعد كل هذه السنوات من العدوان دون ان يحقق أي تقدم يذكر إلا آلاف الأرواح التي أزهقها من أبرياء اليمن.

ولم يسنى أحد بعد الطريقة الدرامية التي اختارها لتصفية الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في تركية والفريق الذي أرسله لهذه الصفية ظن منه ألا يمكن لاحد ان يكتشف الأمر.

واليوم يطفو إلى السطح موضوع العلاقات السعودية الباكستانية حيث راحت وسائل الإعلام العالمي تتناول موضوع إلحاح السعودية بإعادة القرض الذي منحته للباكستان والذي تبلغ قيمته 3 مليار دولار حيث قامت الباكستان بسداد مليار دولار إلى السعودية مؤخر كدفعة ثانية من القرض المذكور، في حين طلبت إسلام آباد قرضا تجاريا من بكين لمساعدتها على تخفيف ضغوط دفع مليار دولار أخرى إلى الرياض في الشهر القادم.

وتكشف هذه الطرية غير المعهودة في السداد عن تأزم الأوضاع بين السعودية والباكستان حيث أن العلاقات التاريخية بين البلدين لم ترسم على اساس الإملاءات من قبل السعودية، فالباكستان بلد قوي وكبير وهو يعتبر قوة نووية على مستوى العالم وبالتالي فهو لن يقبل ان يسلم سياسته الخارجية إلى الأمير الشاب الذي يعتقد ان يمكن له ان يشتري الموقف السعودي بأموال نفطه.

ويعود تاريخ العلاقات السعودية الباكستانية إلى عام 1947، حيث اتسمت بكونها علاقات تاريخية وثيقة وودية إلى حد كبير ورائدة وسعت السعودية لتطويرها على المستويات التجارية والثقافية والسياسية والاستراتيجية كنوع من انواع كسب الود الباكستاني ليكون حليف قوي لها على مستوى المنطقة، ولكن هذا لا يعني أبد أن تصبح الباكستان تابعة للسعودية.

ولكن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على ما يبدو فقد نظر للموضوع من ناحية مختلفة وها هو اليوم يخرب تاريخ من العلاقات الودية بين بلاده والباكستان وقد قرع جرس نهاية هذه العلاقات من خلال رفضه ووزير دفاعه لقاء الجِنرال قمر جاويد باجوا رئيس هيئة أركان الجيش الباكستاني الذي قام بزيارة الرياض مؤخر بهدف تطويق الخلاف بحكم علاقاته الطيبة مع السعودية.