الأزهر يُفتي بحرمة الإنتماء للإخوان المسلمين.. مِكيالُك يُكال لك به

الأزهر يُفتي بحرمة الإنتماء للإخوان المسلمين.. مِكيالُك يُكال لك به
الإثنين ٢١ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٢:٣٩ بتوقيت غرينتش

يبدو ان السلطات في السعودية والامارات ومصر، تسابق الزمن، من اجل سد جميع الطرق امام اي إمكانية لعودة جماعة الاخوان المسلمين الى المشهد السياسي، قبل دخول الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن الى البيت الابيض في العشرين من شهر كانون الثاني يناير القادم، والذي وجه انتقادات للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بقوله "إنه لن يمنح شيكا على بياض للسيسي" الذي كان مقربا من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.

العالم كشكول

مصر شأنها شأن السعودية والامارات، لم تكتف بإعلان جماعة الاخوان المسلمين جماعة ارهابية محظورة، بل تم "تحريم" الانتماء اليها بفتوى دينية من قبل مشيخة الازهر، وهو تحريم كان هيئة كبار العلماء في السعودية، ومجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، قد سبق مشيخة الازهر اليه، لذلك باتت جماعة الاخوان محظورة سياسيا ودينيا.

اللافت ان جماعة الاخوان المسلمين لم تقف مكتوفة الايدي، بعد ان استلمت مؤشرات قوية صادرة من واشنطن، حول احتمال حدوث تغيير في موقف ادارة بايدن ازاء الاوضاع في مصر وشخص الرئيس السيسي، لا سيما في مجال حقوق الانسان، وبعد ما تم تسريبه من احتمال وجود تواصل بين ادارة بايدن وبين قادة الاخوان المسلمين في مصر.

التواصل بين جماعة الاخوان والامريكيين، لم يتم نفيه من جانب الاخوان فحسب، بل تم التأكيد عليه من قبل قيادات رفيعة في الاخوان بينهم إبراهيم منير، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان ، الذي كشف في حديث صحفي ان هناك لقاءات وتواصل بين الجماعة وبين مسؤولين بالخارجية الأميركية ومراكز دراسات أميركية واعضاء في مجلس الشيوخ والنواب، لتوضيح وشرح موقف الاخوان، مشددا على انه "لا يستبعد حدوث تغيير في مصر والمنطقة مع قدوم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى السلطة في يناير/كانون الثاني المقبل"، ملمحا الى ان الصورة عن الجماعة تغيرت عما كانت عليه من قبل لدى الإدارة الأميركية.

اللافت في كل هذا التسابق لكسب ود بايدن، من قبل السلطات المصرية والسعودية والاماراتية من جانب، وبين جماعة الاخوان المسلمين من جانب اخر، هو تحول الفتاوى الدينية، ورفع شعار "الاسلام هو الحل" الى وسيلة لتحقيق اهداف سياسية. فمن الصعب على جماعة الاخوان المسلمين ان تنتقد خصومها، المراجع الدينية في مصر والسعودية والامارات، بانها تستغل الدين والفتاوى، لتحقيق غايات سياسية، فجميعنا يتذكر الشيخ القرضاوي، الرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الاب الروحي للاخوان المسلمين في العالم، كيف افتى بنصرة "الثورة" في مصر و في تونس و في ليبيا، الا انه وقف موقفا معاديا لثورة الشعب البحريني ضد طغمة ال خليفة المتصهينة، لا لشيء الا لكون الغالبية العظمى من الشعب البحريني هم من اتباع اهل البيت عليهم السلام، واعتبر ثورتهم بانها "طائفية" و"شيعية" و"ضد حكم السنة". كما اشاد القرضاوي بمشايخ الوهابية الذين كفروه وكفروا الاخوان المسلمين فيما بعد، واعتبرهم اذكى واكثر علما منه، لانهم كفروا حزب الله وحرموا الدعاء له، بسبب وقوف الحزب الى جانب الشعب السوري ضد العصابات التكفيرية المدعومة من الثلاثي الامريكي الاسرائيلي العربي الرجعي.

وقبل ان ننهي هذه السطور، نعيد عقارب الساعة الى الوراء، عندما كان الرئيس المصري السابق محمد مرسى، يخطب بعشرات الالاف ويدعو الى "الجهاد في سوريا" لمحاربة الجيش والحكومة السورية، نصرة لـ"المعارضة"، ولكن وبعد اعوام قليلة من ذلك الخطاب، بان للعالم اجمع طبيعة تلك "المعارضة"، التي كانت تتلقى العلاج في مستشفيات الكيان الاسرائيلي ، وتدعو جهارا نهارا هذا الكيان للتدخل في الحرب، من اجل اسقاط االنظام السوري... وقديما قيل مِكيالُك يُكال لك به.