ميلشيات "الجيش الوطني" المدعوم تركيا تتناحر خلال محاولة اقتحام عين عيسى

ميلشيات
الثلاثاء ٢٢ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٥:٥٦ بتوقيت غرينتش

أعلن “الجيش الوطني” مشاركته القوات التركية اليوم في الهجوم على عين عيسى في ريف الرقة، بينما تجري روسيا والحكومة السورية مفاوضات مع "قوات سورية الديمقراطية" والقيادة الكردية المسيطرة على عين عيسى لاستلام الجيش السوري الشرعي المنطقة منعا لوقوعها في مصير عفرين ومناطق أخرى دخلها الأتراك بالقوة بعد معارك مع قوات “قسد”.

العالم - سوريا

ومن ناحية ثانية يجري الروس مفاوضات ميدانية مع الجانب التركي لبحث مصير المدينة في وقت بدات فيه عملية اقتحامها من قبل “الجيش الوطني” الى جانب الجيش التركي. الا ان الصراعات والانقسامات داخل هذا الجيش لم تتوقف رغم ان كل فصائله تتبع مباشرة لقيادة الجيش التركي، فهل هو جيش فعلا؟ ولماذا ما زال تتصرف وحداته على أنها مليشيا؟

في العام 2017 نجحت تركيا في جمع ودمج عدة فصائل مسلحة سورية في الشمال السوري باسم “الجيش الوطني السوري” وهدفت أنقرة من هذا التشكيل تكوين جيش نظامي تعتمد عليه للسيطرة على مناطق واسعة في الشمال بشكل مستدام ضمن مشروع المنطقة الآمنة التي طالبت بها تركيا مرارا. يتكون هذا الجيش من 30 مجموعة مسلحة وفصيل فقدت معظمها مصادر تمويلها ووجدت في الجانب التركي والاندماج في التشكيل الجديد ملجا من الاندثار أو ابتلاع الفصائل الاكبر لها في الصراعات الدموية التي حدثت بين تلك الفصائل بسبب تعدد الولاءات وتضارب المصالح الاقتصادية والتنافس على النفوذ داخل الجغرافيا الضيقة.

وليس ثمّة تِعداد رسمي عن حجم هذا الجيش وعديده، لكن هيئة الإذاعة التركية العامة “TRT” تقول إن مجموعه نحو 60 ألف مقاتل بينما يقول الائتلاف السوري ان قوامه 80 الف مقاتل، بعض التقارير الموثوقة أشارت إلى أن الرقم أقل بكثير ولا يتعدى 40 الفا.

أربعة فصائل شكّلت عماد هذا الجيش، فصيلان من التركمان السوريين هما كتائب السلطان مراد وكتائب السلطان محمد الفاتح المواليان لتركيا منذ اندلاع الاحداث في سوريا قبل عشر سنوات. بالاضافة الى ”كتائب حمزة ” و”المنتصر بالله". وقد سلحتا ودربتا على أيدي مجموعة مشتركة من الجنود الأتراك والأمريكيين في عام 2015. وقد واصلت الولايات المتحدة دعمها لهاتين المجموعتين حتى نهاية عام 2017 ثم اعلنا الانضمام لما عرف بـ”الجيش الوطني” تحت امرة تركيا فقط.

باقي الفصائل تنوعت احجامها منها ”فيلق الشام” و”جيش إدلب الحر” و”الفرقة الساحلية الأولى” و”الفرقة الساحلية الثانية” و”الفرقة الأولى مشاة” و”الجيش الثاني” و”جيش النخبة” و”جيش النصر” و”لواء شهداء الإسلام في ”داريا” و”لواء الحرية” و”الفرقة 23″. و”أحرار الشام” و”صقور الشام” و”حركة نور الدين الزنكي” و”جيش الأحرار” و”تجمع دمشق” وفصائل ومجموعات أخرى .

اللافت أن هذا “الجيش الوطني ” كما أطلق عليه يرفع العلم التركي فوق مقراته، كما أن قائد هذا الجيش الضابط المنشق سليم إدريس المعين من أنقرة يضع العلم التركي وشعار الدولة التركية داخل مكتبه حسب صورة انتشرت له داخل مقرّه قبل عام.

وفي خضم المعارك الدائرة الآن في عين عيسى بين هذا الجيش والقوات التركية من جهة وقوات قسد من الجهة المقابلة علّقت أربعة ألوية منضوية ضمن تجمع “أحرار الشرقية”، التابع لـ”الجيش الوطني” المدعوم تركيًا، عملها اليوم بسبب ما قالت انه سياسة الإقصاء” التي يتبعها قادة التجمع.

وقال أحد القادة في تسجيل مصور نحن الألوية التالية، ”لواء صقور السنة”، ”لواء القادسية”،” لواء أهل الأثر”، ”لواء الخطاب”، نؤكد تعليق عملنا ضمن أحرار الشرقية بسبب التجاوزات في قيادة التجمع المتمثلة بإقصاء الثوار وقادة الألوية والاستبداد بالرأي”.

وطالب القيادي كلًا من “الجيش الوطني” عمومًا و”الفيلق الأول” خصوصًا بالتدخل لحل الخلافات القائمة وإنصاف الألوية المذكورة. ولا يعتبر هذا الاحتجاج جديدا في عمل الفصائل داخل هيكل ما يسمى الجيش الوطني فكثيرا من تجاوزت المشاكل حدود الاحتجاج إلى الاقتتال والاشتباكات المسلحة بين تلك الفصائل.

وشهدت مدينة رأس العين في ريف الحكسة خلال هذا العام معارك دامية بين فصائل منضوية داخل ما يُعرف بالجيش الوطني، كما تشهد معظم مناطق سيطرة هذا الجيش حالة انفلات أمنية وتصفيات جسدية وتناحر بين الفصائل، ليُطرح السؤال حول نجاح تركيا في بناء جيش نظامي بكامل المقاييس أم أنها عملية تجميع لمليشيات لا تؤمن بعقيدة الجيوش فضلا عن كون تسمية بالوطني يتناقض كليا مع كونه تابع لدولة أجنبية ويُقاتل تحت رايتها ومن أجل مصالحها فقط.

كمال خلف - رأي اليوم