حكومة لبنان الى التاجيل مجددا وخيوط خارجية تؤثر على التاليف

حكومة لبنان الى التاجيل مجددا وخيوط خارجية تؤثر على التاليف
الجمعة ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠١:٥٥ بتوقيت غرينتش

تفاؤل سعد الحريري يتراجع والعقد السياسية تعرقل تاليف الحكومة اللبنانية وسط تباين بين قصر بعبدا وبيت الوسط.

العالم لبنان

لم يصمد وعد رئيس الحكومة المكلَّف سعد الحريري بـ "عيديّة ميلاديّة" طال انتظارها، أكثر من 24 ساعة، قبل أن يعلن "ترحيل" حكومته الموعودة إلى ما بعد رأس السنة بالحدّ الأدنى، ما يعني "تجميد" كل الاتصالات واللقاءات، وربما الوساطات إن وُجِدت، خلال "إجازة" ما بين "العيديْن".

وتقول المصادر ليس هذا فحسب، بل إنّ أجواء "التفاؤل المُفرَط" التي بثّها من قصر بعبدا الثلاثاء، ولم تُفهَم أبعادها ولا خلفيّاتها، انقلبت فجأةً، وكما كان متوقّعاً بكلّ الأحوال، موجةً جديدةً من الاتهامات والاتهامات المُضادّة بالتعطيل والعرقلة، مع دخول مصطلحات "نافرة" جديدة على خطّ التاليف. ومع أنّ الحريري "تعمّد" إبقاء منسوبٍ، ولو منخفضٍ، من الإيجابية في كلامه، إزاء رئيس الجمهورية ميشال عون، "الحريص على التأليف، فإنّ مصادره وأوساطه أكملت المهمّة، بتعميم تسريباتٍ تقاطعت عند الحديث الصريح عن "وطاويط" تولّوا "تخريب" ما تحقّق على خطّ الحكومة، في غمزٍ واضحٍ من قناة مقرّبين من الرئيس ومستشارين له.ويقول المحسوبون على الحريري إنّه كان "صادقاً" في محاولته الأخيرة للتوافق على حكومةٍ تلبّي تطلّعات وطموحات الشعب اللبناني التوّاق إلى تشكيلةٍ لا تشبه سابقاتها، ولا يكون للسياسيّين "السطوة" عليها، كما حصل مع حكومة حسّان دياب حسب تعبير اوساط الحريري التي كان بعض وزرائها من خيرة أصحاب الكفاءة والاختصاصيّين، إلا أنّهم تحوّلوا من حيث يدرون أو لا، إلى "أتباع" للزعماء، يحرّكونهم كيفما يشاؤون، ما أطاح بكلّ "الرهانات" التي وُضِعت عليهم.ومع أنّ مثل هذا النهج لم يُرصَد في أداء الحريري منذ تكليفه، بعيداً عن بعض "المبادئ" التي يعيد تكرارها بين الفينة والأخرى، في ظلّ "التناتش العلنيّ" للحصص بين مختلف الأفرقاء، على طريقة تقاسم "كعكة الحلوى"، يشير المقرّبون من الرجل إلى أنّه استند في جولته الأخيرة إلى نتائج الوساطات الأخيرة، ولا سيما تلك "الرمزيّة" التي أدارها البطريرك الماروني بشارة الراعي، وخلُصت إلى عدم وجود "سبب موجب" لتأخير التأليف أكثر.

تتابع المصادر:
أكثر من ذلك، يشدّد المحسوبون على الحريري على أنّ الأجواء الإيجابية التي روّج لها واعتُبِرت "محاولة خداع" للناس، واعادت الأمور إلى النقطة الصفر .

هكذا، انتهت جولة "التفاؤل المزيَّف" إلى "معركة جديدة"، بدأت أصداؤها بالبروز من خلال كلمة رئيس الحكومة المكلَّف من قصر بعبدا، قبل أن تُستكمَل بفصلٍ جديد من فصول "حرب المصادر" التي انتشرت كالنار في الهشيم، متبنّيةً استراتيجيّة "تقاذف الكرة" التي باتت تتفوّق، من حيث الأهمية والحسابات، على استراتيجية "التأليف" نفسها.وفي وقتٍ برز "جهد" الحريري لتأكيد أنّه قام بما عليه، وأنّ الكرة في ملعب الفريق الآخر الذي يرفض التجاوب وتقديم أيّ تنازل، ويصرّ على الشروط "التعجيزية"، أو بالحدّ الأدنى التي لا تنسجم مع مرحلة "الإنقاذ"، طالما أنّها مُستنسَخة من مراحل "المحاصصة"، كان "الردّ المُضادّ" حاضراً عند المقرّبين من رئيس الجمهورية، والمحسوبين على "التيار الوطني الحر"، الذين استهجنوا "إقحام" باسيل، كالعادة، في ملفٍّ لا ناقة له فيه ولا جمل، على حدّ قولهم، في محاولةٍ لـ "التغطية" على الموانع الحقيقية التي تحول دون التأليف.

بيد أنّ الإشكاليّة الجدّية والحقيقيّة، بالنسبة إلى "التيار"، تكمن في أنّ الحريري "لا يريد" تأليف الحكومة من الأساس لدواعٍ خارجيّة باتت معروفة للقاصي والداني، وكلّ ما يقوم به من خطوات يأتي من باب "رفع العتب" ليس إلا، وللادّعاء أمام الرأي العام بأنّه "يحاول"، ولكنّه يصطدم بـ "العوائق". ولعلّ تأجيل التأليف إلى ما بعد رأس السنة "دفعةً واحدةً"، يخدم أصحاب هذا الرأي، ممّن يقولون إنّ الأوْلى بالحريري كان مواصلة "الاجتماعات المتسارعة" التي تحدّث عنها، بدل الاكتفاء باجتماعيْن يتيميْن، قبل رفع راية "الاستسلام"، على طريقة "اللهم إنّي بلّغت.
مراسل العالم.