هل يسعى ترامب لتنفيذ تهديداته لطهران، أم ماذا؟

الجمعة ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٣:١٢ بتوقيت غرينتش

اكد الخبیر الاستراتیجي والعضو السابق في البرلمان الايراني نوذر شفيعي، ان هناك دليلان اساسيان وراء اسلوب ترامب الاخير بتوجيه اتهامات لطهران باستهداف السفارة الامريكية في بغداد.

وقال شفيعي في حديث لقناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان الدليل الاول يعود الى ميزات شخصية ترامب الخاصة "ألفا" وهي شخصية توسعية وشمولية وتريد كل شيء لها، ومصادرة جميع النجاحات لصالحها فيما توزع فشلها على الاخرين.

واوضح شفيعي، ان هذا النوع من شخصية ترامب، ازالت كلما يشاهده من تراث اوباما سلفه السابق، بمعنى الخروج من الاتفاق النووي الايراني، ومن اتفاقية المناخ الفرنسية ومن الحلف الاطلسي والباسيفيك ومن اي شيء يحسب نقطة ايجابية لاوباما، خلال اربع سنوات من رئاسته.

واشار شفيعي الى ان ترامب عمل بكل ما اوتي من وسيلة لتدمير مستقبل الديمقراطيين ومنع ان يكون لهم اي مستقبل لهم او حصيلة ايجابية وبذلك بوضع العوائق امام الرئيس المنتخب جو بايدن من العودة الى الاتفاق النووي وزعزعة العلاقات الامريكية الايرانية.

وتابع شفيعي قائلا: ان الدليل الثاني، هو ان شخصية ترامب دموية وتحاول اشباع رغباتها بهذه الطريقة التصعيدية، مؤكداً ان الاسرائيليين لعبوا دوراً باعداده بهذه الطريقة بعدما اوقعوه في شراكهم، كما يحاولون استغلال مميزات شخصية ترامب لدفع امريكا بالاشتباك مع ايران، حتى يمنعوا مستقبلاً اي فرصة لبايدن في الدخول لاي تعامل بناء مع ايران.

ولفت شفيعي الى ان الاسرائيليين الذين ارتكبوا جريمة اغتيال العالم الايراني فخري زادة، كان اريد بها جر المنطقة لدوامة الاشتباكات، والان يستخدمون الذرائع المختلفة عبر ترامب، لاغلاق الباب على ادارة بايدن باعادة تأهيل علاقاتها مع ايران.

من جانبه، اعتبر الباحث السوري في الدراسات الاستراتيجية حسن حسن، ان الجميع يدرك ان الرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب مجرم ولن يتردد ان يعلن عن ارتكاب جريمته التي ينوي تنفيذها.

وقال حسن: ان اطلاق ترامب التهديدات ضد ايران من اجل ايجاد الذريعة كي يقوم بالعدوان، مشيراً الى ان الامريكان والصهاينة ومن لف حولهم يريدون تدمير كل من يقول لا للمشاريع الصهيوامريكية وابادة ايران ومحور المقاومة وجرها للحرب لكنهم لا يستطيعون ذلك ويخشونها.

واوضح حسن، انه في المقابل فان محور المقاومة لا يسعى الى التصعيد لكنه في الوقت نفسه لايخشاها، مشيراً الى ان الامريكان والصهاينة اذا وجدوا انه بامكانهم ارتكاب عدوان ضد ايران وغيرها وتحمل تداعيات ذلك، لما ترددوا لحظة واحدة.

ووصف حسن، تهديدات ترامب ومن يقف معه، بانها نوع من التهويل والحرب النفسية والحرب على الوعي، لانهم اصبحوا على يقين بان محور المقاومة قد تجاوزهم حتى في حرب الوعي، ودليل على ان الرعب الداخلي بدأ يأكلهم وهو الحاكم، وكذلك المشاكل في الداخل الامريكي والاسرائيلي دليل على عجز متفاقم ومزمن يعانون منه.

بدوره، اعتبر الكاتب السياسي عماد عبد الهادي، ان التصعيد الامريكي الاخير ضد ايران جاء في وقت الذكرى السنوية لاغتيال القائد قاسم سليماني، للايحاء بمظهر القوة.

وقال عبد الهادي: ان الكل يعلم ان ترامب وضباطه العسكريين ليسوا راغبين في الحرب مع ايران، وانما تصعيد ترامب الحالي، ما هي الا محاولة لقطع الطريق على الادارة الامريكية القادمة من العودة الى العلاقات السابقة مع ايران بعد رفع العقوبات وتفعيل الاتفاق النووي.

واكد عبد الهادي، ان امريكا تعيش حالياً حالة ضعف ومنقسمة على الخطوط العرقية والحزبية وهذا ما ظهر جلياً في نتائج التصويت في الانتخابات الرئاسية.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/5350786