حادثة اعتداء جديدة تثير جدلا واسعا في الأردن!

حادثة اعتداء جديدة تثير جدلا واسعا في الأردن!
السبت ٢٦ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٣:٣٥ بتوقيت غرينتش

أثار حادث اعتداء في احد اهم شوارع العاصمة الاردنية عمان على سيدة وابنتها جدلا واسع النطاق ليس فقط على مستوى منصات التواصل الاجتماعي والصحافة الالكترونية ولكن ايضا على المستوى التحليلي الاجتماعي وعلى مستوى خبراء السلوك العام وفي المنسوب الامني ايضا .

العالم-الأردن

واعلنت مديرية الامن العام بعد ظهر السبت بانها داهمت مقر شخص اعتدى هو و شابين اخرين على فتاة ووالدتها في الشارع العام .

وقالت صحيفة عمون الالكترونية ان عشرات المواطنين كانوا يتجمعون حول هذا الاعتداء ولم يتدخل اي منهم وهو مظهر اجتماعي يعيد تدوين نفسه خصوصا بعد بروز سلبية الابلاغ عن الاعتداءات في عدة مناسبات.

وحسب بيان الامن العام فقد تمكنت قوة امنية من مداهمة مقر المعتدي الرئيسي في الحادث الذي جرى في الجاردنز واثار جدلا واسع النطاق على مستوى الراي العام واعلن الناطق باسم مديرية الامن العام بان البحث جار ايضا عن شخصين رافقا المعتدي الاساسي وسيتم القاء القبض عليهما .

وتعهد بيان باسم مديرية الامن العام بالقبص على كل من يعتدي على المواطنين وعلى الملكيات العامة والخاصة مهما طال الوقت وتقديم كل المعتدين الى القضاء .

ويبدو ان الحادث الجديد يعيد انتاج ما سبق ان تردد عن ظاهرة البلطجية في الشوارع العامة وان كانت ظروف الحادث الذي اثار انتباه اهالي العاصمة عمان لم يكشف النقاب عنها بصورة تفصيلية حيث مصادر مطلعة تحدثت عن مشاجرة حصلت بسبب الخلاف على إصطفاف سيارة ومشكلة نتجت عن قرار السيدة الام صفع الشاب عندما حاول مخاطبتها.

ويبدو ايضا ان عشرات المواطنين الذين تواجدوا في الشارع العام وفي وضح النهار اثناء الاعتداء على فتاة ووالدتها بطريقة خشنة جدا حسب فيديو لإبنة المعتدى وفي الشارع العام اعتقدوا بان المسالة لها علاقة بخلاف عائلي ،الامر الذي يثير مجددا تساؤلات خبراء علم الاجتماع والسلوك العام حول سلبية ردود فعل المواطنين في الشارع وجراة البلطجية في الشارع على الاعتداءات بالرغم من اعتقال اكثر من 600 شخصا منهم في حملة اعتقالات امنية ووطنية مثيرة للجدل بدات تقريبا منذ نحو شهرين .

وكانت الفتاة ووالدتها تمشيان في الشارع العام قبل اعتداء احد الاشخاص عليهما ومساعدته من قبل شخصين اخرين حيث تعرضتا للضرب ورغم استغاثتهما بالمواطنين الا ان مواطنا واحدا فقط وقريب لهم تدخلا في مسالة الاشتباك وتعرضا ايضا للضرب وتصرفت الاجهزة الامنية لاحقا على اساس مواجهة هذا الاعتداء والقبض على الفاعلين واحالتهم الى المحكمة .

ويتكرر السلوك العنيف في الشوارع الاردنية على نحو او اخر او بين الحين والاخر والحادث الاخير وقع في شارع الجاردنز التجاري الشهير وسط غرب العاصمة الاردنية عمان لكن الاجراءات الامنية فعالة ونشطة ومبادرة بالمقابل .

واعتبر عالم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي ان هناك عدة اسباب دعت المواطنين الى الوقوف كمتفرجين دون تدخل في حادث الفتاة وابنتها خلافا للمالوف والمعروف في تقاليد المجتمع الاردني واهم هذه الاسباب صدمة الموقف والخوف من المعتدين مع الاشارة الى ان سلوك الاعتداء مع الاناث تحديدا في الطريق العام وامام المارة حسب الدكتور الخزاعي وكما نقلت صحيفة عمون هو امر غريب على المجتمع الاردني وقد يكون يحدث لاول مرة وضع الموجودين في الشارع تحت تاثير صدمة الموقف ودفعهم لعدم التدخل ولو من باب الاستفسار عن هذا الحادث قبل الابلاغ عنه وتدخل الشرطة .

وكان الحادث قد علم به الجميع واثار ضجة بعد تصويره بهاتف خلوي من احد المارة . ويبدو ان الخوف من ردة فعل الجناة في حال التدخل بالشجار هو السبب حسب الدكتور الخزاعي بهذه السلبية في الشارع العام .

وكان مدير الامن العام اللواءحسين الحواتمة قد اعلن قبل عدة ايام عبر شاشة فضائية المملكة المحلية بان حملة الاعتقالات والمداهمات الخاصة بارباب السوابق والزعران والبلطجية وارباب الاتاوات او من يطالبون بالاتاوات مستمرة داعيا المواطنين الى التبليغ عن اي حادث يتم فيه الاعتداء على حقوقهم وملكياتهم وعليهم شخصيا مصرا على ان هناك رقم هاتف خاص على الواتس اب لهذه الاعتداءات والابلاغات سيتم التعامل معها بسرية مطلقة .

وكان موضوع الاعتداءات العامة على حقوق المواطنين قد اصبح في المستوى الوطني من الدلائل على الحاجة الي هيكلية امنية جديدة تعزز حماية المواطن وهيبة القانون على المستوى الوطني العام وهو ما سبق اكده وزير الداخلية سمير المبيضين في تعميم خاص بالحكام الاداريين اصر فيه على عدم الافراج عن اي معتد او اي من ارباب السوابق دون قراره الخطي شخصي.