السيد نصر الله: ابن سلمان طرح خلال زيارته واشنطن مسألة اغتيالي

السيد نصر الله: ابن سلمان طرح خلال زيارته واشنطن مسألة اغتيالي
الأحد ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٩:٠٤ بتوقيت غرينتش

الأمين العام لحزب الله يقول للميادين إن الشهيد سليماني وفريقه لم يقصروا في كل ما يمكن تقديمه لفلسطين على كل المستويات، ويشير إلى أنه "ليس متفاجئاً بالخذلان العربي".

العالم - لبنان

قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، اليوم الأحد، إنه "مع شخصية من نوع الرئيس الأميركي دونالد ترامب فيها جنون العظمة وفي حالة غضب لا يمكن توقع شيء".

وأوضح السيد نصرالله، أن "كل ما قيل حتى الآن حول ما يمكن أن يقدم عليه ترامب في أيامه الأخيرة لا يزال قيد التحليلات"، مضيفاً "يجب أن نتعامل مع الفترة المتبقية من ولاية ترامب بحذر وانتباه".

ولفت السيد نصرالله إلى أنه "عندما تسمع الضجيج الإعلامي من الإسرائيليين فاعلم أنه ليس وراء ذلك أفعال حقيقية".

وعن زيارة رئيس هيئة الأركان المشتركة في الجيش الأميركي مارك ميلي، إلى "إسرائيل" قال السيد نصرالله إنها "مرتبطة بالإدارة الجديدة ومقاربتها للصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، مشدداً على أن ميلي جاء "بطلب من إدارة بايدن لتبديد القلق السرائيلي".

كما قال السيد نصرالله إن "كل ما يقال حول اغتيالات مبني على تحليلات منطقية ولكن ليس على معلومات حسية".

كذلك نفى السيد نصر الله ما تم تداوله عن إنزال في منطقة الجيّة اللبنانية قائلاً "غير صحيح وفق معلوماتنا"، مشيراً إلى أن "ما نراه أن الإسرائيلي لا يزال في حالة حذر شديد وعلى إجر ونص".

وتابع السيد نصر الله: "قادة حزب الله مستهدفون ليس فقط من قبل الإسرائيلي بل الأميركي أيضاً"، مؤكداً أن "استهداف قادة حزب الله هدف إسرائيلي أميركي سعودي مشترك".

وكشف السيد نصرالله استناداً إلى "معطيات" أن "السعودية تحرّض على اغتيالي منذ وقت طويل وبالحد الأدنى منذ الحرب على اليمن".

وتابع السيد نصر الله: "معطياتنا أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طرح خلال زيارته إلى واشنطن مسألة اغتيالي"، مضيفاً أن الأميركيين "وافقوا على طلب سعودي باغتيالي على أن تنفذه إسرائيل".

كما قال السيد نصرالله إن السعودية خصوصاً في السنوات الأخيرة لا تتصرف بعقل بل بحقد، مؤكداً أن أميركا و"إسرائيل" والسعودية "شركاء في جريمة اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس".

وبحسب السيد نصر الله فإن "اغتيال القائدين سليماني والمهندس كان عملية مكشوفة بخلاف اغتيال الشهيدين مغنية وفخري زاده"، لافتاً إلى أن "الشهيد سليماني كان يملك كاريزما وقدرة كبيرة على التأثير في من يعرفه وشخصية انسانية مميزة".

الشهيد المهندس قائد عظيم.. وأفتقد الشهيد سليماني

وقال السيد نصر الله إن "الشهيد سليماني كان رجل استراتيجيا وتخطيط ورجل ميدان وتكتيك في آن واحد"، مشيراً إلى أن "في الآونة الأخيرة قبل استشهاده كان شديد القلق عليه وحذره مراراً".

وأوضح السيد نصر الله أنه "يفتقد الشهيد سليماني كثيراً وكان يشعر بأنهما شخص واحد"، مشيراً إلى أن "ظهور الشهيد قاسم سليماني إعلاميا بدأ مع المعارك ضد داعش في العراق والأمر لم يكن متعمداً".

كما قال إن ظهور الحاج قاسم إعلامياً لم يكن مخططاً له لكن هذا الأمر أثبت من هم الذين دافعوا عن المنطقة.

أما عن الشهيد أبو مهدي المهندس، قال السيد نصر الله إن الشهيد أبو مهدي "هو قائد عظيم وشخصية شبيهة بالشهيد سليماني".

وعن الشهيد المهندس قال السيد نصرالله إنه "كان أحد قادة محور المقاومة بما يتجاوز العراق إلى كل قضايا المنطقة"، لافتاً إلى أنه "كان شريكاً أساسياً في صنع الانتصارين على الاحتلال الأميركي وداعش".

وتابع السيد نصر الله: "الأميركيون خرجوا من العراق رغم أنوفهم، أذلاء وصاغرين نتيجة ضربات المقاومة، وخرجوا تحت النار لدرجة أنهم توسلوا إلى الشهيد سليماني".

المقاومة العراقية كانت تلقى دعماً حقيقياً من قوة القدس

وفي سياق حديثه، أشار السيد نصرالله إلى أن "علاقة الشهيد سليماني مع المرجعية الدينية في العراق كانت جيدة خصوصاً في الملفات الرئيسية".

ووفق السيد فإن "الأغلبية الساحقة من العمليات العسكرية ضد الاحتلال الأميركي في العراق نفذتها فصائل المقاومة"، مؤكداً أن "مجاميع شبابية بدأت بالمقاومة المسلحة ضد القوات الأميركية في العراق دون غطاء سياسي".

كما شدد السيد نصرالله على أن "الفضائيات العربية كانت ترفض بث فيديوهات عمليات المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي".

كذلك أوضح أنه كان "هناك تعمية إعلامية كبيرة على عمليات المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي"، مضيفاً أن "المقاومة العراقية كانت تلقى دعماً حقيقياً من قوة القدس والحاج قاسم سليماني".

وأوضح أن "آلاف العمليات الانتحارية نفذت ضد العراقيين، أما عمليات المقاومة كانت دقيقة للضغط على الاحتلال".

وشدد السيد نصر الله على أن "الجيش الاميركي هدد الشهيد سليماني وقوة القدس بقصف مراكزهم في إيران إذا استمر دعمهم للمقاومة"، مؤكداً أن "الجيش الأميركي أرسل رسالة إلى الحاج قاسم لمساعدته على الانسحاب من العراق من دون تعرضه للنار".

وقال السيد نصر الله إن "ترامب يحتفظ بالقوات الاميركية في العراق وسوريا من اجل نهب ثروات البلدين والنفط".

أعتقد أن حماس ذاهبة باتجاه ترتيب علاقتها مع دمشق

وبالعودة إلى الشهيد سليماني كشف السيد نصرالله أن الشهيد طوّر العلاقة مع فصائل المقاومة الفلسطينية كلها على اختلاف اتجاهاتها، مضيفاً أنه لم يكن هناك "أي خطوط حمر لدى الشهيد سليماني في الدعم اللوجستي للفصائل الفلسطينية".

ووفق السيد نصر الله، فإن "الشهيد سليماني وفريقه لم يقصروا في كل ما يمكن تقديمه لفلسطين على كل المستويات". كما كشف السيد نصرالله أن إيصال صواريخ "كورنيت" إلى المقاومة الفلسطينية في غزة "يقف خلفه الشهيد سليماني".

وأوضح السيد نصرالله أن صواريخ "كورنيت" التي استخدمها حزب الله في حرب تموز "اشتراها السوريون من الروس"، كاشفاً أن الرئيس الأسد وافق على إيصال صواريخ "كورنيت" التي اشترتها دمشق من الروس إلى "حماس والجهاد بغزة".

السيد نصر الله أشار إلى أن "جهد الحاج قاسم سليماني وقوة القدس في دعم فصائل المقاومة الفلسطينية كان بعيداً عن الأضواء وخلف الستار".

السيد نصر الله: الرئيس الأسد وافق على إيصال صواريخ "كورنيت" التي اشترتها دمشق من الروس إلى "حماس والجهاد بغزة".

وقال السيد نصرالله إن الرئيس الأسد "كان متفهماً لعلاقتهم مع حماس بعد الأزمة السورية".

وكشف السيد نصر الله أنه "التقى رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية أكثر من مرة خلال زيارته الأخيرة للبنان"، مشيراً إلى أنه "تحدث مع هنية في مختلف قضايا المنطقة بما في ذلك سوريا".

وذكر السيد نصر الله أن "العلاقة بين حماس وسوريا يجب أن يعاد ترتيبها وهناك أجواء إيجابية وإن كان ذلك يحتاج إلى وقت"، قائلاً: "أعتقد أن حماس ذاهبة باتجاه ترتيب علاقتها مع دمشق وفق ما يمليه المنطق".

وقال السيد نصر الله: "تحدثنا مع السيد هنية أن حركة حماس يجب أن تساعد في تصويب الاتجاهات في المنطقة"، مشدداً على أن "المناورات المشتركة بين فصائل المقاومة في غزة خطوة مهمة جدا وتقدم مظهر قوة وتخيف العدو".

السيد نصر الله: أنظر لاتفاقيات التطبيع من زاوية أن "سوق النفاق انتهى"

وعن اتفاقيات التطبيع الأخيرة قال السيد نصرالله إنه "ليس متفاجئاً بالخذلان العربي لأن أغلب الأنظمة العربية كانت تبيع الفلسطينيين كلاماً فقط".

وتابع: أنظر لاتفاقيات التطبيع من زاوية أن "سوق النفاق انتهى والأقنعة سقطت وبانت حقيقة هذه الأنظمة"، مضيفاً أن إيران "مجرد حجة لدى الأنظمة العربية التي وقعت اتفاقيات تطبيع لأن القضية الفلسطينية عبء عليها".

واعتبر أنه "كإسلامي يجد موقف حزب العدالة والتنمية في المغرب أشد إيلاماً وأكثر خطورة من تطبيع الأنظمة".

كذلك شدد السيد نصر الله على أن "لا شيء يبرر لأي أحد في العالم أن يتخلّى عن فلسطين". ووفق السيد نصرالله فإن "قدرة محور المقاومة أكبر بأضعاف وأضعاف مما كانت عليه قبل سنوات لكن الأهم هو الإرادة".

وفي السياق، قال السيد نصر الله إن "فلسطينيي 48 إخواننا وأهلنا ومن أكثر الناس رغبة بتحرير فلسطين من البحر إلى النهر، و في أي حرب مقبلة عقولهم وقلوبهم ستكون معنا لأنهم يتطلعون إلى أي أمل لتحرير فلسطين".

السيد نصر الله: محور المقاومة أقوى من أي زمن مضى من دون أي مبالغة

وفي السياق، قال السيد نصر الله "حققنا انتصارات ضخمة وأسقطنا مشاريع كبرى وفي هذا السياق ارتقى الشهيدان سليماني والمهندس"، مضيفاً "لولا المقاومة العراقية لكانت السفارة الاميركية هي التي تدير العراق".

وشدد السيد نصر الله على أن "محور المقاومة حقق انتصارات كبيرة جدا ولولاه لكان تنظيم داعش يسيطر على المنطقة".

وأكّد السيد نصر الله على أن "محور المقاومة أقوى من أي زمن مضى من دون أي مبالغة"، لافتاً إلى أن "محور المقاومة استوعب ضربة استشهاد الحاج قاسم سليماني رغم أنها كانت قاسية جداً".

كما اعتبر السيد نصر الله أن "ضربة عين الأسد صفعة تاريخية واستراتيتجية والمعادلة في مواجهة الأميركيين ليست في سقوط قتلى".

ووفق السيد فإن "واشنطن اعتقدت أنها باغتيال القادة ستنهي محور المقاومة فيما الحقيقة أن المحور لا يقوم على شخص"، مشيراً إلى أن "الذين أمروا ونفذوا عملية اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس يجب أن يعاقبوا أينما كانوا".

وتابع السيد نصر الله: "كل من كان شريكاً في تنفيذ اغتيال الشهيدين هو هدف لكل إنسان يشعر أن عليه واجب الوفاء لهما"، معتبراً أن "الرد على اغتيال الشهيدين سليماني والمهندس هو مسألة وقت ودمهما لن يبقى على الأرض".

يتبع...