ضيف وحوار..

الأسيرة الفلسطينية ميس أبو غوش تروي تفاصيل جحيم الإعتقال

الثلاثاء ٢٩ ديسمبر ٢٠٢٠ - ٠٤:٢٢ بتوقيت غرينتش

أكدّت ميس أبو غوش الأسيرة المحررة من سجون الاحتلال الاسرائيلي، أنها اعتقلت من منزلها في مخيم قلدنيا، في مطلع شهر أيلول/ سبتمبر 2019، وتعرّضت لجولات تحقيق لساعات طويلة قضتها، وهي مقيّدة على كرسي صغير داخل زنزانة شديدة البرودة.

العالم - خاص بالعالم

وفي حوار خاص مع قناة العالم الإخبارية في برنامج"ضيف وحوار"، وبسؤال ميس أبو غوش حول أصعب اللحظات عند الاعتقال، خاصة عند الرجال، وقصة قيام كيان الاحتلال الصهيوني باعتقالها من منزلها:قالت أبو غوش:"ان طيلة فترة النضال الفلسطيني، ومراحل النضال الفلسطيني، كانت النساء الفلسطينيات شريكات الرجال في النضال، ولم يكنّ بمعزل عن افعال الرجال في النضال السياسي او العسكري وحتى الصحفي والاعلامي.

واعتبرت أبو غوش:"أن النساء الفلسطينيات كنّ بشكل دائم شريكات للرجال، وقد تعرضت هي للاعتقال، بالاضافة الى 37 أسيرة فلسطينية، توجد حاليا في سجن الدامون، وقضيت فترة صعبة في اللحظات الاولى، حيث كنت افكر في جامعتي، ومستقبلي الامتحاني طوال فترة الاعتقال".

وبينت أبو غوش:"كل الوقت، كنت أفكر بالامتحان الجامعي، وانا طالبة في السنة الاخيرة من دراستي الجامعية في كلية الإعلام قسم الصحافة بجامعة بيرزيت، وكنت أخشى عدم تقديمه، وهو أملي ومستقبلي، كوني في السنة الأخيرة منه، عندما تم نقلي من منزلي الى حاجز قلنديا".

واضافت أبو غوش :"كانت اللحظات الأولى لاعتقالي صعبة وقاسية جداً، كوني كنت لا أعلم إلى أين أنا ذاهبة، ولا أدري ما سيحصل معي، وإلى ماذا سأتعرّض، هل سأبقى عدة ساعات، أم سيتم توقيفي، واعتقالي والحكم عليّ، وكل تلك الأفكار كانت تراودني".

وأكدت أبو غوش أن:"معاملة الكيان الاسرائيلي معي عند حاجز قلنديا، كانت سيئة جدا، حيث أخرجتني المخابرات الاسرائيلية من منزلي، وكان قد تبقى ساعة أو ساعتين تقريبا على بدء امتحاني الجامعي، وقاموا بتهديد عائلتي في المنزل، ومصادرة الاجهزة والالكترونيات، والتحقيق مع شقيقي الأصغر الذي هو الآن معتقل في سجن عوفر، من أجل إجراء التحقيق الميداني معه".

وبيّنت أبو غوش ان :"الاعتقال كان صعبا، وقاموا بتكسير منزلي وغرفتي، وقاموا بالضغط على والدي من أجل فتح أجهزة الموبايل والكمبيوتر التي في حوزتي، والتي كانت لا تفتح الا برقم سري بمعرفتي، وقاموا بإجراء التفتيش برفقة كلب بوليسي، حيث قاموا بتفتيش المنزل بشكل كامل ومصادرة الاجهزة".

وأوضحت أبو غوش أنها تعرضت في حاجز قلنديا للسب والشتائم، والتهديد بالتفتيش الذاتي، وفعلا قامت ثلاثة مجندات بالتفتيش ، وكانوا يتعمدوا في الحاجز بدفعي عند وصولي الى الدرج لإيقاعي نحو الأسفل".

أكدت أبو غوش:"نعم قاموا بربط عيناي بربطة رمادية وسوداء، إلا انني كنت أسمع واميز ما يحدث بحاسة السمع، فكانت معاملتهم عند الحاجز سيئة جدا ، ولا نتوقع ان يعاملنا الاحتلال معاملة جيدة وانسانية، وهذا ما حدث، وذلك يظهر السياسة التي يتبعها الاحتلال مع الشعب الفلسطيني، خاصة في عمليات الاعتقال، ثم قاموا بسوقي الى مركز توقيف".

وحول أسلوب التعذيب مع أبو غوش في مركز تحقيق المسكوبية الاسرائيلي والذي كان يسمى بـ "المسلخ"، كما هو متعارف عليه بين الأسرى دائما:

أشارت أبو غوش الى أنها لم تكن لوحدها في مركز المسكوبية، فقد كان هنالك ضمن المركز شباب جامعيين، كانوا قد أتوا واعتقلوا قبلي بـ 4 أيام وتعرضوا للتحقيق العسكري وللتعذيب في المركز، فمنهم من قضى 100 يوم، أو 3 أشهر في التحقيق، واتبع كيان الاحتلال معي أسلوب التعذيب من خلال الضغط النفسي، حيث كانوا يسمعونني أصوات المعتقلين أثناء تعذيبهم، وأراهم كيف يضربون".

وأضافت أبو غوش :"كان المحققون يقومون بضرب المعتقلين الشباب ويأتون إلي ليقولوا انهم قاموا بضربهم، وسيأتي دوري بالضرب والتعذيب، وكانوا يقومون بتهديدي بإبعادي عن جامعتي بيرزيت، وبهدم منزلي واعتقال كافة أفراد أسرتي ومعارفي، فكانوا يلعبون على وتر الضغط النفسي ، فكنت اشعر يوما بعد يوم ازدياد شدة اسلوب التحقيق معي".

واوضحت أبو غوش:"قبل التحقيق العسكري معي قاموا بمنعي من النوم، وكانت الجلسات مستمرة طيلة 3 او 4 ايام بدون نوم، فكان يأتي إلي أكثر من 30 محققا ليقوم بالتحقيق معي، والتنقل بي من زنزانة الى أخرى، ومن غرفة تحقيق لغرفة أخرى، وكل محقق كان يمتلك اسلوبا معينا في إجراء تحقيقه معي".

وأكدت أبو غوش فور تحررها، أن مصلحة سجون الاحتلال لا تراعي صحة الأسيرات، مشيرة إلى أن ظروف الزنازين التي كانت تُحتجز فيها طوال فترة التحقيق معها، في ظل الأجواء الباردة بفصل الشتاء حالياً، كانت في غاية القسوة.

وكانت محكمة الاحتلال فرضت السجن التعسفي بحق الأسيرة ميس، من مخيم قلنديا، لمدة 15 شهراً، وغرامة مالية قدرها ألفا شيكل، بتهمة المشاركة في فعاليات مناهضة للاحتلال.

يذكر أن الأسيرة أبو غوش هي طالبة في كلية الإعلام بجامعة بيرزيت، وهي شقيقة الشهيد حسين أبو غوش الذي استشهد في 25 كانون الثاني/يناير 2017 بعد تنفيذه عملية دهس بالقرب من مستوطنة كوخاف يعقوب، وشقيقة الطفل سليمان أبو غوش (17 عاماً) المعتقل إدارياً للمرة الثانية.

ويشار إلى أنه ومنذ مطلع هذا العام 2020 تصاعدت وتيرة الإعتقالات بحق الأسيرات الفلسطينيات، حيث بلغ عددهن نحو 38 أسيرة بينهن 14 أم.

التفاصيل في الفيديو المرفق ...