واعلانه استئناف التعاون الاستخباري بين الجانبين، في موقف طرح الكثير من التساؤلات، ابرزها الهدف من وراء هذه الخطوة، وكيف تلقف الكيان المحتل هذه التصريحات.
ضيف البرنامج الخبير في الشؤون التركية محمد نور الدين أكد ان العلاقات التركية الاسرائيلية هي "ابدية" تقريبا، هي علاقات بدأت في عام 1949 كإعتراف دبلوماسي، واليوم يمر عليها 71 عام، وهذه العلاقة عرفت حقبات ذهبية وتوترات وشهدت صعودا ونزولا، حالها حال أي علاقة، ولكن العلاقة مستمرة ولم تتغير طبيعتها كعلاقات تحالفية استراتيجية ثابتة بينهما.
واضاف نور الدين: عندما كان الكيان الاسرائيلي يفتش بالمصباح عن بلد عربي او اسلامي يعترف به او لا يعتبره عدوا، كانت تركيا منذ اللحظة الاولى الى جانب هذا الكيان، وكان تتعاون بشكل وثيق معه استخباراتيا وعسكريا واقتصاديا وما الى ذلك، وهذا هو أحد اسباب القوة التي كانت تتمتع بها "اسرائيل" ولا تزال والتي بواسطتها تمكنت من الحاق الهزائم المتتالية بالعرب الواحدة تلو الاخرى.
ورأى ان اردوغان هدفه الاساسي من هذا الموقف الاخير هو توقيع اتفاقية تحديد حدود المنطقة الاقتصادية المحصورة بين تركيا و"اسرائيل" بالبحر، ومثل هذا الاتفاق يخفف من التوتر بين تركيا و"اسرائيل"، ويكون على حساب قبرص واليونان، لان هذا المنطقة حتما ستأكل من المنطقة الاقتصادية لقبرص اليونانية واليونان.
واعتبر الخبير بالشأن التركي أن مثل هذا التطبيع سيكون رسالة مهمة جدا في هذه اللحظة عشية وصول بايدن الى البيت الابيض.
اما ضيف البرنامج، الكاتب والمحلل السياسي بركات قار فاعتبر أن تصريحات اردوغان في هذه الفترة لها معاني كبيرة محلية واقليمية، مشيرا الى ان العلاقات بين تركيا والكيان الاسرائيلي لم تنقطع ابدا، لكن كان هناك ملفات عالقة حول قضايا كثيرة، وكان هناك تخفيض بالعلاقات الدبلوماسية فقط، الا ان التجارة مستمرة بل انها تضاعفت.
وقال: في هذا الوقت بالذات كان الكيان الاسرائيلي حاضرا في اذربيجان وكذلك تركيا، من جهة اخرى في المناطق الاخرى كسوريا وليبيا وشرق البحر المتوسط، وصلت الامور الى طريق شبه مسدود، بالاضافة الى العقوبات الاوروبية على تركيا كذلك ضغط المعارضة الداخلية باتجاه تخفيض حدة المواقف مع الكيان الاسرائيلي.
واضاف قار: وبعد محاولات لترامب وصهره لعقد اتفاقات في الخليج الفارسي وفرض التطبيع، رأى اردوغان ان القطار سيفوته ويجب ان يركب في هذا القطار، ولذلك حرك رئيس جمورية اذربيجان الهام علييف ليكون وسيطا في العلاقة بين تركيا والكيان الاسرائيلي، وسربت لقاءات سرية بين المخابرات الاسرائيلية والتركية.
فيما سلط ضيف برنامج "مع الحدث"، الخبير في الشأن الاسرائيلي حسن حجازي، الضوء على قراءة الكيان الاسرائيلي لهذه التصريحات، وقال إن الإعلام الصهيوني وخصوصا صحيفة "يسرائيل هيوم" كتبت تعليقا على هذه النقطة بالتحديد ان هناك مصلحة اساسية للكيان الاسرائيلي بإعادة العلاقات مع الجانب التركي، مشيرا الى أن عنوان هذه القضية يتجاوز الشعارات التي يطلقها اردوغان للذهاب نحو البحث عن المصالح، وأن مسألة المصلحة تفوق هذا الخلاف ولكيان الاحتلال نظرة خاصة للعلاقة مع تركيا.
وأضاف: يتعامل الاحتلال على ان هناك مجموعة من القواسم المشتركة ومجموعة من المصالح والملفات التي يلتقي فيها الاحتلال مع نظام اردوغان، وهذه المسألة وردت على سبيل المثال في سوريا، فهناك مصلحة للكيان الصهيوني في اضعاف الدولة السورية وفي دعم الجماعات المسلحة، وعلينا ان لا ننسى ان الكيان الصهيوني كان يدعم الجماعات المسلحة بشكل مباشر في جنوب سوريا بينما كان نظام اردوغان يدعم الجماعات المسلحة ولا يزال في شمال سوريا لاضعاف الحكومة السورية كجزء من محور المقاومة، وهذه نقطة التقاء.
واردف قائلا: هذا اضافة الى الالتقاء في موضوع اذربيجان والدعم المشترك لنظام علييف في الحرب الاخيرة، من خلال تصدير السلاح الاسرائيلي الى اذربيجان، وفي الوقت نفسه تصدير النفط الاذري الى الكيان الصهيوني مرورا بالاراضي التركية.
واوضح حجازي ان هناك قواسم ومصالح قائمة بين الطرفين حتى في ذروة الخلاف التركي الصهيوني بعد قضية مرمرة، لم تنقطع هذه العلاقات وكانت قائمة بأشكال مختلفة.
وقال: في القراءة الصهيونية تم التركيز تحديدا على المصلحة التركية في موضوع ترسيم الحدود البحرية والاستفادة من هذه النقطة بالتحديد، لكن مجمل التعليقات قالت ان علينا ان نذهب للانفتاح باتجاه الجانب التركي بما لا يضر بالعلاقات مع قبرص واليونان اضافة الى ان علينا ان لا نغفل ان هناك مصالح للكيان الصهيوني مع دول التطبيع العربي وهذه الدول على حالة اشتباك مع اردوغان، ولذلك فإن كل التعليقات اجمعت على ان على كيان الاحتلال ان يستفيد من هذه الفرصة دون ترك تداعيات على العلاقة مع هذه الدول.
يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/5357521