في تحد لأكثر الإدارات الأمريكية تطرفاً.. إيران وتخصيب اليورانيوم بنسبة 20%

في تحد لأكثر الإدارات الأمريكية تطرفاً.. إيران وتخصيب اليورانيوم بنسبة 20%
السبت ٠٢ يناير ٢٠٢١ - ٠٤:١٢ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي تدق امريكا واذنابها في المنطقة مثل السعودية و"اسرائيل"، طبول الحرب ضد ايران، وفي الوقت الذي تسرب الصحافة الامريكية وتلك التابعة لاذنابها، "معلومات" حول نية ترامب توجيه ضربات الى المنشآت النووية الايرانية، قبل انتهاء فترة رئاسته، وفي الوقت الذي يطالب به البعض ايران بعدم استفزاز ترامب المجنون الذي لم يبق له سوى ايام على الرحيل، أعلنت ايران إنها أخطرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية نيتها تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمائة.

العالم كشكول

القرار الايراني جاء بالاساس ردا على انسحاب امريكا من الاتفاق النووي، واعادة ادارة الرئيس الامريكي العقوبات الامريكية الاحادية الجانب ، وغير القانونية، وغير الانسانية، على الشعب الايراني، والمعروفة بـ"الضغوط القصوى"، وردا على تخاذل الاتحاد الاوروبي وعدم تنفيذ ما وقع عليه في الاتفاق النووي، كما جاء ردا على جريمة اغتيال العالم الايراني الشهيد محسن فخري زادة من قبل الثلاثي المشؤوم امريكا والكيان الاسرائيلي والسعودية.

هنا قد يتساءل سائل اين يكمن سر قوة ايران، التي لم تستسلم لا للضغوط الاقتصادية، ولا للحصار والعقوبات، ولا للتهديدات العسكرية، التي وصلت الى اقصاها هذه الايام، ولا لتواطؤ الغرب واوروبا مع امريكا، وقبل كل هذا وذاك، لم تستسلم امام اكثر ادارة امريكية صهيونية يمينية متطرفة على مدى التاريخ الامريكي، والتي تضم اكثر السياسيين والعسكريين عداء وحقدا وضغينة في امريكا لإيران، واكثرهم خنوعا وامتثالا وتسليما امام اللوبي الصهيوني؟.

سر قوة ايران، ليس بقوة الردع الهائلة التي تمتلكها، ولا بنوعية السلاح الذي صنعته العقلية الايرانية، رغم اهميته، بل تكمن في عقيدة الرجال الذين يحملون هذا السلاح. هذه العقيدة المستمدة من مبادىء وثقافة ثورة كربلاء الخالدة، والتي تحصن حامليها من الخوف والتردد اذا ما كانت العقيدة والمبادىء والارض والعرض في خطر. هؤلاء الرجال لا يرون في وجود حاملة الطائرات الامريكية، والغواصة النووية الامريكية والقواعد الامريكية، بانها قضاء وقدر لابد الاستسلام امامه دون اي مقاومة، كما يرى غيرهم، بل على العكس تماما يرون في هذه الكتل الحديدية فرصة لا تعوض، لتمريغ أنف امريكا بالوحل، عبر اصطيادها، وتحويلها الى خردة، وهو ما جعل الامريكيين يتجنبون اي مواجهة حقيقة مع هؤلاء الرجال، لانهم يعلمون علم اليقين، انه في اي مواجهة ، ستذهب هيبة حاملات طائراتهم وغواصتهم، التي ارعبوا بها شعوب العالم لعقود طويلة.

هذه الحقيقة كشف عنها سحب حاملة الطائرات "نيميتز" من الخليج الفارسي، بعد ان كانت امريكا تتوقع انها ستردع ايران، فإذا بكبار المسؤولين الامريكيين وبينهم المسؤول الأعلى لسياسة الاستخبارات في البنتاغون عزرا كوهين وأتنيك، المقرب من ترامب، يلقون شكوكا حول قيمة الردع لحاملة الطائرات "نيميتز"، وفقا لتسريبات الصحافة الامريكية!!.

كان بامكان ايران الا تعلن عن نيتها تخصيب اليورانيوم، على الاقل خلال الاسبوعين القادمين، وهي الفترة المتبقية لترامب في البيت الابيض، لتجنب جنون الرجل كما يقول البعض، الا انها اثرت الاعلان عن ذلك الان، لتوجيه رسائل الى اكثر من جهة، منها ان ايران لن تتوانى عن رد الصاع صاعين، لكل من يهدد حياة علمائها، وتدفيعه الثمن غاليا. وانها لن تتنازل عن حقوقها النووية حتى لو كان الطرف الذي يريد حرمانها من هذه الحقوق امريكا. ولن تعود عن اجرءاتها الا بعودة الاطراف الاخرى للاتفاق النووي. ومنع الرئيس الامريكي المنتخب جو بايدن والترويكا الاوروبية من اللعب في الملعب الذي سيتركه ترامب. والتاكيد على ما هو مؤكد، من ان ايران سترد على اي هجوم بهجوم اقوى واعنف ولن تتردد لحظة واحدة في الرد. وهو ما اكده القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي، عندما اعلن ان القدرة الصاروخية الايرانية بامكانها "كنس" المنطقة من الوجود الامريكي اذا ما تجرأ ترامب وتعرض لايران.

ان جميع هذه الرسائل استلمتها امريكا وشخص المجنون ترمب بالتمام والكمال عندما دكت ايران اكبر قاعدة امريكية في العراق بالصواريخ ردا على جريمة اغتيال الشهيد سليماني، وكذلك عندما اسقطت ايران طائرة غلوبال هوك العملااقة وهي على ارتفاع 20 الف قدم فور دخولها الاجواء الايرانية.