ملفات امريكية اسرائيلية عند الطلب.. لوكربي مثالا

ملفات امريكية اسرائيلية عند الطلب.. لوكربي مثالا
الإثنين ٠٤ يناير ٢٠٢١ - ١٠:٤٥ بتوقيت غرينتش

كان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف مصيبا عندما حذر الرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب من الوقوع في الفخ الذي تحاول "اسرائيل" نصبه له، في الفترة القصيرة المتبقية له في البيت الابيض، من اجل دفعه لشن عدوان على ايران، من خلال مكائد وفبركات معروفة عن هذا الكيان، بعد ان فشلت جمع الضغوطات التي مورست ضد ايران خلال السنوات الاربع الماضية.

العالم يقال ان

يبدو ان "اسرئيل" لم تجد، في الفترة القصيرة المتبقية لترمب في البيت الابيض والتي لا تتعدى ايام، شيئا تتهم به ايران، فلجأت الى عملائها داخل أمريكا من المتصهينين واليمين المتطرف، لتقليب اوراق قديمة يمكن ان يجدوا بينها ما يمكن ان يكون "دليلا" على اتهام ايران، فوجدت ضالتها، في ضابط الاستخبارات الامريكية "السي اي ايه" السابق جون هولت، الذي قدم لها "ذريعة" تقول ان "المرجح" ان تكون ايران هي التي تقف وراء تفجير طائرة الركاب الامريكية فوق قرية لوكربي الإسكتلندية عام 1988، وليس ليبيا!!.

اللافت ان "الذريعة" التي قدمها المدعو هولت بعد 33 عاما من الحادثة الى "اسرائيل" جاء في مقال له نشرته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"!!، امس، حيث تم تقديمه على انه "بروفيسور بالعلوم السياسية"، حيث كتب يقول انه: " إنني والعديد من ضباط الاستخبارات الآخرين لا نثق بأن ليبيا مسؤولة عن التفجير، بل إن إيران هي الجانب الحقيقي في الهجوم الدموي، كما أكدت الأدلة الأصلية بوضوح، ويجب معاقبتها"!!، وانه جاء اليوم لـ" يكسر صمته المستمر منذ 20 عاما"!!.

اللافت ايضا ان مزاعم هولت هذه تأتي بعد أن اعلن القضاء الأميركي قبل ايام، توجيه الاتهام إلى المدعو أبو عجيلة محمد مسعود العنصر السابق في الاستخبارات الليبية والذي يشتبه بمشاركته في اعتداء لوكربي ، في الذكرى الثانية والثلاثين للاعتداء. حيث اتهم بتجميع القنبلة التي انفجرت في الطائرة.

وزير العدل الأميركي السابق بيل بار والذي عزله ترامب مؤخرا، قال ان "هذا الشخص هو المسؤول عن مقتل أميركيين وآخرين وسيحاسب في نهاية المطاف على جرائمه أمام القضاء"، وأبدى "تفاؤله" بتسليم ابو عجيلة محمد مسعود للولايات المتحدة، علما بأنه معتقل حاليا لدى السلطات في ليبيا.

المعروف ان القضائين الأميركي والاسكتلندي وجها عام 1991 الاتهام إلى عنصرين في الاستخبارات الليبية هما عبد الباسط علي محمد المقرحي وامين خليفة فحيمة لمشاركتهما في الاعتداء، وحوكم الليبيان عام 2000 أمام محكمة اسكتلندية خاصة في هولندا بوصفها بلدا محايدا. وفي العام التالي، تمت تبرئة فحيمة فيما ادين المقرحي وحكم عليه بالسجن المؤبد قبل ان يتم تخفيف عقوبته الى السجن 27 عاما. وأفرج عنه عام 2009 لأسباب صحية وتوفي بعد ثلاثة أعوام في ليبيا.

من دون الدخول في تفاصيل هذيان المدعو هولت، الذي كشف وبشكل فاضح الجهات التي دفعته ليقول ما قاله، والاسباب التي دفعته الى ذلك ، عندما كتب في آخر "مقاله"، الذي كُتب على ما يبدو في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي المهزوم والبائس بنيامين نتنياهو، يحث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب "على اتخاذ خطوات قبل مغادرته البيت الأبيض الشهر الجاري في سبيل "معاقبة قيادة إيران" على تفجير لوكربي، وان على "الولايات المتحدة وإسرائيل العمل معا على استهداف المنشآت العسكرية الرئيسية في إيران ومعسكرات التدريب التابعة للحرس الثوري وكافة المنشآت النووية المعلن عنها أو السرية، قبل أن تكسب إيران القوة الكافية لتوجيه ضربة جديدة، وهذا ما سيفعلونه"!!.

هذه السطور الذي كتبها هولت، في ذيل مزاعمه السخيفة، تكفي لإثبات ان نتنياهو واللوبي الصهيوني واليمين الامريكي المتطرف هم وراء هذه اللعبة الغبية، وبعث الحياة في قضية ماتت ومات شهودها ومات منفذوها، لتكون مقدمة، كما قال احد الظرفاء، لتحميل ايران مسؤولة تسونامي 2004، وهجمات 11 سبتمبر، وتغير المناخ وارتفاع الحرارة. الامر الذي يذكرنا، على حد تعبير هذا الظريف، بمقولة انشتاين عن الغباء: "الفرق بين الغباء والعبقرية هو أن العبقرية لها حدود".