جمجمة تكشف سر "مملكة ضائعة" بمصر القديمة

جمجمة تكشف سر
الثلاثاء ٠٥ يناير ٢٠٢١ - ٠٣:٣٨ بتوقيت غرينتش

قد تساعد جمجمة قرد رُبّاح Baboon محنطة في الكشف عن أسرار حضارة مفقودة كانت مرتبطة بالحضارة المصرية.

العالم - ثقافة

وكان البحر الأحمر ومصر القديمة جزءاً من شبكة تجارية، وشكلت بلاد تسمى "أرض بونت" جزءاً من هذه الشبكة، وكانت معروفة بتصدير السلع الفاخرة، لا سيما البخور عالي الجودة والقرود المقدسة الثمينة.

وتشير المصادر القديمة إلى أنه كان يمكن للمسافرين الوصول إلى بونت عن طريق السفر جنوب وشرق مصر، مما دفع البعض إلى ربط المملكة بإثيوبيا أو القرن الأفريقي، لكن الموقع الدقيق لهذا البلد كان لا يزال لغزاً.

أحد الأدلة لحل هذا اللغز هو انتشار قرد الرباح المقدس في الفن والدين المصريين القدماء. يمكن العثور على الرباح في التماثيل والمجوهرات والتمائم وفي الأعمال الفنية للمعابد، وحققت مكانة شبه إلهية.

وداخل المتحف البريطاني، اكتشف عالم الرئيسيات من كلية دارتموث، ناثانيال دوميني، بقايا قِردَي رباح تم تحنيطهما في نفس وضعية الجلوس التي كانت شائعة جداً في الأعمال الفنية القديمة، وتم جلبهما من معبد في طيبة القديمة وتفكيك أحدهما.

وأكدت نتائج تحاليل فريق دوميني أنه تم إحضار الرباح إلى مصر من مكان آخر. بينما نشأ البعض في الأسر في مصر، وُلد البعض الآخر خارج المنطقة.

وتشير دراسة مقارنة كبيرة لأكثر من 150 قرداً من 77 موقعاً في شرق أفريقيا وشبه الجزيرة العربية إلى أن رباح المتحف البريطاني ولد في منطقة تتداخل فيها إثيوبيا وإريتريا وجيبوتي وأجزاء من الصومال واليمن.

وعلماء الآثار يعتقدون أن أرض بونت كانت مكافئة تقريباً لهذه المنطقة، ما يساعد على ترسيخ النظرية القائلة بأن أرض الآلهة الثرية كانت تقع في نفس المنطقة حيث إثيوبيا وإريتريا.

ويساعد هذا الاكتشاف في التعرف على التأثير الذي كان لإثيوبيا وإريتريا القديمة على الفكر الثقافي والديني لمصر، ومن خلال مصر، على بقية البحر الأبيض المتوسط القديم.