طفل سوري وصل إلى هولندا وحيداً يسأل : أين أبي؟

طفل سوري وصل إلى هولندا وحيداً يسأل : أين أبي؟
الأربعاء ٠٦ يناير ٢٠٢١ - ٠٦:٢٢ بتوقيت غرينتش

سلط الإعلام الهولندي الأضواء على ظاهرة وصول عشرات آلاف الأطفال اللاجئين بمفردهم إلى أوروبا عموماً وهولندا خصوصاً، وذلك بعد أن وصل طفل سوري قبل فترة إلى هولندا بمفرده.

العالم - سوريا

ويتحدث موقع "ED" الهولندي في تقرير له عن قصة عثور شرطي هولندي على طفل سوري كان يسير بمفرده في محطة وقود بالقرب من مدينة هيلينفين، لم يكن الطفل يملك شيئاً سوى معطف متسخ وحقيبة مليئة بالملابس، بحسب التقرير، الذي أشار الى أن هذه قصة من قصص عشرات الآلاف من أقرانه الذين يصلون الى أوروبا كل عام.

إذا كان هناك شيء واحد لن ينساه أبداً ضابط الشرطة (ضابط الحي) فرانس واجيماكرز (32 عاماً)، فهو نظرة عيني يوسف البالغ من العمر 10 سنوات، ومظهره الذي يعكس حياة البؤس التي عاشها، بحسب التقرير.

إنها الساعة الثامنة والنصف من يوم 26 أكتوبر 2020، ضابط شرطة من مركز مدينة هيلموند يتلقى بلاغا استثنائيا مع زميله أليكس عن ظهور صبي يبلغ من العمر 10 سنوات وحده في محطة الوقود الواقعة على طول الطريق A67، يدعي أنه فر من سوريا.

صبي صغير، ملفت للنظر يجلس القرفصاء، أعطته الموظفة الناطقة بالعربية في سوبر ماركت "Spar" شطيرة وزجاجة من الماء وبحسب التقرير، كان الطفل يجلس هناك نحيفاً، متسخاً، مرهقاً ويرتدي معطفاً ممزقاً، الشرطي الشاب شعر وكأنه أصبح للتو أباً، وأراد أن يوضح للطفل، عبر الموظفة العربية، أنهم موجودون من أجل سلامته وأنهم لا ينوون القيام بأي شيء سيئ، لكن "التواصل" كان صعب بين الموظفة والطفل الذي كان يكرر سؤاله: "هل تعلمون أين أبي؟".

وتحدث يوسف، بعد استدعاء مترجم، عن هروبه من مخيم في سلقين شمالي سوريا قرب الحدود التركية، حيث لا يزال والديه وإخوته وأخواته الأصغر سناً الطفل روى أنه مشى نحو شاحنة قرب الحدود مع تركيا، وطلب المساعدة، ثم وجد نفسه في هولندا، يقول الشرطي الهولندي: "القصة لا تصدق (..) لأنه يتم إغلاق هذه الحدود ويكون هناك بالعادة مهرب للبشر يساعد اللاجئين".

لكن فرصة اكتشاف الحقيقة "ضئيلة للغاية" بحسب التقرير، وغالباً ما تتم برمجة الأطفال بهذه الطريقة من قبل المهربين بحيث لا ينطقون بأي كلمة، أو يخفون الحقيقة لأنهم لا يثقون بالسلطات وتثير رحلة الطفل السوري "الغريبة" كثيرا من الأسئلة: كيف ينتهي الأمر بمثل هذا الطفل الصغير وحده في هولندا؟ وهل قصة يوسف "استثنائية"؟.

الأطفال الذين مثل يوسف "معرضون للخطر"، بحسب التقرير، وبالتالي يحظون برعاية خاصة من السلطات الهولندية المعنية بحماية الأطفال وهذه القصة، هي واحدة من عشرات آلاف القصص لأقران يوسف الذين يعانون ويتجولون حالياً في أوروبا بمفردهم.

في هولندا، يظهر بحسب التقرير ثلاثة أطفال مثل يوسف كل أسبوع، ومعظمهم من سوريا التي تشهد حربا "معقدة" مستمرة منذ تسع سنوات.

في عام 2019، وصل 180 من الأطفال القصر غير المصحوبين بذويهم ممن هم دون سن الرابعة عشرة، 95 طفلا، أي أكثر من النصف، كانوا من سوريا، تقريباً ضعف العدد الذي كان في عام 2018، حين كان عددهم لا يتجاوز الـ 50.