سفارة إيران بالجزائر تندد بالصمت المخزي حيال إغتيال الفريق سليماني 

سفارة إيران بالجزائر تندد بالصمت المخزي حيال إغتيال الفريق سليماني 
الخميس ٠٧ يناير ٢٠٢١ - ٠٦:١٢ بتوقيت غرينتش

أصدرت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الجزائر ، عقب حلول الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الفريق قاسم سليماني، بيانا تؤكد فيه أن الشهيد كان مثالاً للشجاعة والنضال والصمود بوجه قوى الإستكبار العالمي، منددة بالصمت المخزي حيال هذا الإغتيال الجبان  على يد العدوان الأمريكي الذي يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي ووصمة عار على جبين أمريكا.

العالم - ايران

وأصدرت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية في الجزائر ، عقب حلول الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الفريق قاسم سليماني، بيانا تؤكد فيه أن الشهيد كان مثالاً للشجاعة والنضال والصمود بوجه قوى الإستكبار العالمي، منددة بالصمت المخزي حيال هذا الإغتيال الجبان على يد العدوان الأمريكي الذي يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي ووصمة عار على جبين أمريكا.

وصادف الأحد المنصرم، الذكرى السنويّة الأولى لاستشهاد قائد قوّة القدس الفريق قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، في غارة أميركيّة قرب مطار بغداد فجر 3 كانون الثاني/ يناير 2020.

وفما يلي نص البيان:

بسم الله الرحمن الرحیم

یصادف الیوم الثالث من کانون الثانی (ینایر) 2021 الذکرى الأولى للإغتیال الجبان لقائد فیلق القدس فی الحرس الثوری الإسلامی فی ایران الفریق الحاج قاسم سلیمانی ومجموعة من مرافقیه بینهم أبو مهدی المهندس أحد قادة الحشد الشعبی العراقی. فی العام الماضی وفی مثل هذا الیوم اتجه الفریق قاسم سلیمانی إلى العراق خلال مهمة کانت الأخیرة بالنسبة له حاملاً رسالة سیاسیة تهدف إلى إحلال السلام فی المنطقة، لکن هذا الحضور الذی کان قد تم بدعوة من المسؤولین العراقیین، انتهى به المطاف إلى انتهاک صارخ للقوانین والقرارات الدولیة من قبل الولایات المتحدة حیث قامت الأخیرة بإنتهاک للسیادة الوطنیة العراقیة واغتیال الفریق قاسم سلیمانی کمسؤول عسکری أجنبی داخل حدود دولة ثالثة.

ولم یکن الفریق الشهید قاسم سلیمانی شخصیة عسکریة فحسب بل کان استراتیجیا وقیادیا بکل معنى الکلمة فی ساحة مکافحة الإرهاب والتطرف وهذا ما اعترفت به العدید من الدوائر والمحافل العسکریة والسیاسیة فی مختلف بلدان العالم بحیث أن إتقانه لقضایا المنطقة ومکافحته للعناصر الإرهابیة کان مثیرا للمخاوف والاستیاء لدى الإرهابیین وأنصارهم وداعمیهم وکذلک لعب الشهید دوراً رئیسیاً فی الدعم المستمر للقضیة الفلسطینیة و فی محور المقاومة فی المنطقة ومواجهة داعش، والذی أدّى إلى هزیمتها، وکل هذا کان أمرا لا یطاق بالنسبة للأنظمة الراعیة للإرهاب.

وبالإضافة إلى إتقانه للشؤون العسکریة والإستراتیجیة، کان الشهید سلیمانی نشطاً أیضاً فی مجال الدبلوماسیة وحاول أکثر من مرة فی تخفیف التوترات وتوسیع الصداقات فی المنطقة بحیث کان الشهید یفترض خلال زیارته الأخیرة للعراق أن ینقل ردا على الرسالة السعودیة عبر الحکومة العراقیة، لکن اغتیاله الجبان لم یسمح فی نجاح جهوده السلمیة.

وعلى الرغم من أن اغتیال الفریق سلیمانی وفقدانه کان صعبا للغایة على محور المقاومة، إلا أن مشارکة ملایین الأشخاص والمحبین له فی تشییع جنازته فی العراق وإیران وإقامة مراسم العزاء والتأبین فی دول المنطقة بحضور ملایین من الناس، استعرض تقدیر هؤلاء الأشخاص لما بذل الشهید سلیمانی من الجهود للمنطقة وخدمات قدّمها لهم سیّما فی ضمان الأمن فی المنطقة، کما اظهر هذا الحضور والحشد الجماهیری العظیم مزیدا من فضائح الأنظمة الراعیة للإرهاب والتطرف، وکذلک اثبت اکثر من قبل شرعیة محور المقاومة وحقّانیتها فی محاربة السیاسات الصهیونیة الأمریکیة المتطرفة فی المنطقة.

لکن المعاییر المزدوجة حالت دون إدانة جریمة الاغتیال کما کان متوقعا! ورغم أنّ تقدیم معلومات موثقة للممثل الخاص للأمم المتحدة أدى إلى إعلانه فی تقریر مستقل ومحاید أن اغتیال الفریق سلیمانی غیر قانونی وانتهاک لحقوق الإنسان، لکن الأمر المفاجئ هو أن الأمم المتحدة لم تؤد واجباتها بشکل دقیق وشامل فی إدانة هذا العمل الإجرامی ومنع تکرار مثل هذه الأعمال الإرهابیة ولذلک لم یرد فی تقریر الأمین العام للأمم المتحدة أی ذکر فی إدانة هذا العمل وعواقبه السلبیة. ونرى أنه لو قامت جمیع الدول الأعضاء فی الأمم المتحدة بواجبها تجاه هذا العمل الإجرامی، لما شهدنا الإغتیال الوحشی الآخر الذی تم تنفیذه بشأن العالم الإیرانی الدکتور محسن فخری زاده على اعتاب ذکرى استشهاد الفریق سلیمانی.

لقد مر عام على مأساة اغتیال الفریق سلیمانی ولکن الشعب الإیرانی لن یتراجع مع مرور الوقت عن طلبه فی تقدیم مَن أمَرَ بهذه الجریمة والمباشرین بها والمتسببین فیها إلى العدالة. وعلیه فإن الشعب الإیرانی یتوقع من جمیع الدول والمنظمات الدولیة وغیرالحکومیة وشعوب العالم الحرة المساعدة فی تقدیم هؤلاء المجرمین إلى العدالة ومعاقبتهم. ونعتقد أنه إذا تم تحدید المسؤولیة الجنائیة لمرتکبی هذه الجریمة وفرضت علیهم العقوبة الدولیة، فسیتم إغلاق الطریق أمام تکرار مثل هذه الجرائم أو سوف یحد من ذلک على الأقل.

سفارة الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بالجزائر