هل اظهر مشهد اقتحام الكونغرس هشاشة الديمقراطية الامريكية؟

الجمعة ٠٨ يناير ٢٠٢١ - ١٢:٣٥ بتوقيت غرينتش

اعتبر الباحث السياسي الدكتور محمد مرتضى، ان مشهد اقتحام انصار ترامب لمبنى الكونغرس الامريكي كان مفاجئاً بالنسبة الهجوم الذي وقع على المؤسسة الكبيرة ولكنه لم يكن مفاجئاً باعتبار ان الحراك بشكل عام كانت كل التقارير ذكرت ان انصار ترامب يحضرون لحراك السادس من كانون الثاني/ يناير.

وقال مرتضى في حديث مع قناة العالم خلال برنامج "مع الحدث": ان المشهد كان صادماً لكنه مريحاً بمعنى الامريكان كانوا دوماً يصفون ما يحدث في الشرق الاوسط بالهجمية والوحشية واللا ديقراطية، في وقت كان يمثل ربع ما قام به انصار ترامب.

واوضح مرتضى، ان عملية اقتحام الكونغرس والسنوات الاربع من حكم ترامب قد ادخلت امريكا في عنق الزجاجة، وذلك بسبب الازمة البنيوية والاجتماعية بعد انقسام الشارع الى متعصبين من انصار ترامب والطرف الاخر يريد اكثر حرية وما الى غيره.

واشار مرتضى الى ان كل المؤشرات تظهر ان خطاب ترامب القصير كان تحريضاً بشكل مباشر او ضمني لانصاره بالخروج الى الشارع، ومازال ترامب مصرا على ان الانتخابات مزورة وقد سرقت الانتخابات منه، وينظر بنظرة استعلائية استكبارية بانه قدم للولايات المتحدة ما لم يقدمه اي رئيس آخر.

من جانبه، اعتبر الكاتب السياسي والخبير في الشؤون الامريكية عاطف عبد الجواد ان هناك تغييرات ديموغرافية عميقة في المجتمع الامريكي اسهمت في افراز ظاهرة ترامب وسلوكه.

وقال عبد الجواد: ان الاحصائيات تقول ان الاقلية الامريكية ستكون خلال 50 عاماً المقبلة اغلبية تحكم الولايات المتحدة وهذا ما سيشكل خطراً على الرجل الابيض الذي يمثله ترامب شكلاً وفكراً الذي يشعر بالتهديد، مشيراً الى ان هذا ما يفسر سلوك ترامب وخطاباته ومقولته الشهيرة "امريكا اولاً".

واوضح عبد الجواد، ان ترامب وقع في ورطة واوقع البلاد في ورطة معه، وسيغادر المشهد الامريكي خلال 13 يوماً الى المزبلة، معتبراً ان مقولة "امريكا اولاً" ستكون امريكا بمفردها، بعدما كانت تسير جماعياً مع حلفائها الاوروبيين، ولكنها اصبحت تسلك سلوكاً فردياً، لافتاً الى ان هذا جزء من الورطة التي اوقع ترامب الولايات المتحدة فيها.

واكد عبد الجواد، ان شخصية ترامب لا يمكن التنبؤ بها ولا احد يعرف ما الذي سيقدم عليه بين لحظة واخرى، رغم انه قال في تغريدة بانه ستكون هناك عملية سلسلة لانتقال السلطة، مشيراً الى ان الاخطر في الامر هو من ناحية السياسة الخارجية الامريكية وهل سيقدم على عمل جنوني وعسكري خلال الايام المتبقية لولايته، أم لا.

واكد عبد الجواد، ان يوم 20 من يناير القادم سيكون موعد انتهاء مدة ولاية ترامب والذي سيتحول الى مواطن عندها تنتظره اطنان من الدعاوى القضائية وخصوصا في نيويورك، اضافة الى سقوط اربعة قتلى نتيجة لتحريضاته وقد يقدم ذوي القتلى على تعويضات مالية من ترامب، علاوة على تحريض انصاره على اقتحام الكونغرس الامريكي، وتعطيل المشرعين الامريكيين عن مواصلة ادائهم لواجباتهم الدستورية، معتبراً ان هذه تهمة محتملة بدرجة كبيرة.

بدوره، رأى الكاتب والباحث السياسي الدكتور فائز حوالة، ان احداث اقتحام الكونغرس الامريكي وحتى ما حصل في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، قد عرى الديمقراطية الامريكية واظهرها في وجهها الحقيقي، بانه لاتوجد ديمقراطية حقيقية حتى في دولة تدعي ذلك وتحاول نشر ديمقراطيتها في كل انحاء العالم.

وقال حوالة: ان الامر يأتي من خلال الخلل الفني الموجود اصلا في عملية اجراء الانتخابات، فهو غير مجزي ولا يعكس اي نوع من الديمقراطية على الاطلاق، وانما يفسح المجال اكثر واكثر امام الشركات العابرة للقارات التي تقف مع الحزب الجمهوري وفي مقدمتها الشركات المصنعة للسلاح، التي تحاول تعيين الساسة الذين يجلسون في البيت الابيض لتنفيذ مصالحها في مختلف انحاء العالم ويدافع عنها باسم الولايات المتحدة الامريكية.

واوضح حوالة ان هناك مرشحا ثالثا هو اثارة الحرب الداخلية والتي ربما سوف تحصل، اضافة الى مرشح رابع هي الحماقات والاستفزازت الاقتصادية والسياسية والعسكرية والدبلوماسية، مشيراً الى ان كل من روسيا والصين وايران عملت بمختلف المجالات وبكل قواها من اجل اسقاط هذا المرشح الرابع، والذي كان الغرض منه اقحام الولايات المتحدة الامريكية في حرب خارجية تكون فيها طرفا مباشراً.

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
https://www.alalamtv.net/news/5376886