جدل بين 4 دول حول أصل الفرعون "شيشنق الأول"

جدل بين 4 دول حول أصل الفرعون
الثلاثاء ١٢ يناير ٢٠٢١ - ٠١:٣١ بتوقيت غرينتش

اندلعت "انتفاضة" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتصاعدت وتيرة الجدل في منطقة شمال أفريقيا عن هوية وأصل الفرعون "شيشنق الأول".

العالم - منوعات

وهذا بسبب إعلان مدينة "تيزي أوزو "، الواقعة على بعد 100 كيلومتر شرقي العاصمة الجزائر، عن إقامة تمثال كبير للفرعون المصري من أصل أمازيغي شيشنق الأول.

وأقام أمازيغ الجزائر التمثال المثير للجدل بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة 2971 التي يحتفل بها الأمازيغ في دول المغرب أيام 11 و12 و13 من يناير من كل عام.

وعرفت مصر في القرن العاشر قبل الميلاد تحولاً سياسيًا أنهى لفترة محددة اعتلاء المصريين لعرش النيل إثر الوهن الذي أصاب الأسرة 21 وأنهى حكمها، ما أدى إلى اعتلاء عرش مصر من قبل أسرة أجنبية قادمة من خارج مصر.

واعتبر ظهور الأسرة 22 حدثًا لافتًا ليس على مستوى مصر فحسب، بل على مستوى منطقة الدلتا وشرق المتوسط وحتى أقصى شمال أفريقيا، بسبب جذور أسرة شيشنق الأول والخلاف حول جذورها إن كانت أسرة ليبية أم جزائرية أم تونسية، أم هي أسرة مصرية فحسب.

وبحسب "سكاي نيوز عربية"، فقد أثار التمثال الذي ظهر في الجزائر سجالاً بين نشطاء في وسائل التواصل الاجتماعي في كل من مصر وليبيا والجزائر وتونس، حيث زعم كل فريق أن شيشنق يتبع منطقته الجغرافية.

واعتبر نشطاء أن التكريم الجزائري للملك شيشنق، هو كونه أمازيغيًا قدمت أسرته من الجزائر إلى مصر، وهو فخر لكل أمازيغي في الجزائر، ويجب استذكاره في بداية كل عام بالتقويم الأمازيغي.

وهو ما أكده نشطاء من تونس، حيث أوضحوا أن شيشنق تونسي الأصل، بناءً على وثائق تاريخية تؤكد قدوم أسرته من تونس، الطرح الذي انقض عليه نشطاء ليبيون أغضبهم الطرح الذي نسب أسرة شيشنق لخارج ليبيا.

وينتسب شيشنق لقبائل المشواش، وهي كلمة مصرية أطلقت على إحدى القبائل الليبية القديمة التي سكنت في غرب مصر قبل الميلاد، ويختصر الاسم في كثير من الأحيان في المنحوتات المصرية القديمة بلفظ (مي).

ووفق مراجع مصرية، فإن أصولهم ترجع إلى إحدى القبائل الساحلية في ليبيا الحالية ويطلق على المشواش مازيكس أو ماسيكس نسبة إلى الـ"مازيغ".

وقد بدأ المشواش مع بداية الأسرة 18 المصرية يتجمعون حول حدود مصر الغربية طلبًا للإقامة في دلتا وادي النيل، وارتادوا أطراف منطقة الدلتا بحشود عسكرية بحثًا عن محل لإقامتهم، ما مثل تهديدًا لحدود مصر الغربية، انتهى بمطاردتهم بل أسر مجموعات منهم انتهى بهم الحال عمالًا وجنودًا في "مملكة مصر".

ويعتبر شيشنق من الجيل الخامس لتلك الأسر، مما يعني أنه مصري رغم أصوله الأمازيغية، الأمر الذي يجعل تنصيبه على عرش مصر مشروعًا ومقبولاً، استحقه عن جدارة بعد عمله على إعادة توحيد البلاد واستعادة أراضيها المفقودة.

وبحسب متبعين للسجال الحاصل حول جنسية الفرعون الأمازيغي شيشنق، فإن من الصعوبة تحديده بجنسية وجغرافيا في يومنا هذا، كون المنطقة الجغرافية التي قدم منها شيشنق، وهي موطن الأمازيغ المعروف بليبيا كانت حدوده تشمل جميع دول المغرب اليوم، وكون شيشنق من أسر ومجتمع واسع الانتشار في ذلك النطاق الذي كان مسرحًا للأمازيغ.

وحسب المؤرخين؛ فإن المجال الجغرافي لموطن الأمازيغ الذي ينتمي له شيشنق يبدأ من واحات غرب مصر شرقًا، وينتهي بسواحل الأطلسي غربًا، وتحده الصحراء الكبرى جنوبًا، مما يجعل من الصعوبة القول بتحديد جنسية وموطن محدد للقبائل التي سرحت في ذلك المجال الواسع حينها.